بعدما أعرضت طيلة الأيام الأخيرة عن الخوض في قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، داخل مبنى قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، خرجت الخارجية الروسية عن صمتها مطالبة بإجراء تحقيق دقيق ومفصل حول هذه الجريمة، التي تورط فيها مجموعة من المسؤولين في أجهزة الأمن والمخابرات السعودية. ومنذ أن تأكد مقتل خاشقجي، تجنبت روسيا إصدار أي تعليق حول هذه القضية، بل حاول الروس بعث رسائل تضامنية إلى السعودية، حيث صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بداية الأمر “من الضروري انتظار نتائج التحقيق قبل تخريب العلاقات مع المملكة السعودية”. مضيفا “لا يمكننا إفساد العلاقة مع السعودية ما لم تكن لدينا حقائق ملموسة”. بل أكثر من ذلك، ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بأن بلاده سمعت موقف الرياض الرسمي بأن “العائلة المالكة لم تكن متورطة في حادث قتل الصحفي، والأمر يتعلق الآن بالمحققين”. مضيفا في تصريح سابق له خلال ندوة صحفية “أخذنا ذلك في الحسبان” في إشارة منه لتصديق الرواية الرسمية السعودية. ويأتي هذا الموقف الروسي الجديد بعد ظهور معطيات جديدة من طرف المحققين الأتراك، تؤكد وجود ترتيبات مسبقة لتصفية جمال خاشقجي، وبعد تصعيد الإدارة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية للهجتها ضد الرياض، لدرجة اتخاذ قرارات تقضي بفرض عقوبات عليها، وعلى رأسها حظر مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية.