أفاد صندوق النقد الدولي أن وباء "كوفيد-19 "الذي اجتاح العالم تسبب في أزمة اقتصادية "غير مسبوقة" ستؤدي إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4,9 بالمئة وتهدد بخسارة 12 تريليون دولار على مدار عامين. حسب ما نقلته "فرانس برس". وذكر المصدر أن الإغلاق العام الذي فرضته الدول لمنع انتشار فيروس "كورونا" سحق مئات ملايين الوظائف، كما أن الاقتصادات الرئيسية في أوروبا تواجه تراجعا بأرقام مزدوجة. وقال صندوق النقد في تحديثه لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي إن احتمالات التعافي ما بعد الوباء مثل التوقعات نفسها غارقة في حالة من "عدم اليقين" بالنظر إلى المسار الذي لا يمكن التنبؤ به للفيروس. وحذر الصندوق من أن "وباء كوفيد-19 كان تأثيره سيئا على النشاط الاقتصادي في 2020 أكثر مما كان متوقعا، ومن المتوقع أيضا أن يكون الانتعاش تدريجيا بشكل أكبر من توقعات سابقة". وشهدت إعادة فتح الأعمال في الصين والعديد من البلدان انتعاشا في النشاط أكثر من المتوقع، لكن التهديد يأتي وفق التقرير من موجة ثانية للوباء. ولفت الصندوق إلى أنه من المتوقع أن يحقق معدل الناتج المحلي الإجمالي العالمي نسبة 5,4 بالمئة فقط عام 2012، هذا في حال سارت الأمور كما يجب. وقالت كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد غيتا غوبيناث إنه في ظل التوقعات الحالية فإن الأزمة ستقضي على 12 تريليون دولار في العامين المقبلين، محذرة "نحن لم نخرج بعد من دائرة الخطر". وأضافت في منشور على مدونتها "الدعم المشترك الضروري من السياسات المالية والنقدية يجب أن يستمر في الوقت الراهن". وشدد المقرض العالمي ومقره واشنطن في تقريره على أن التراجع الاقتصادي يضر بشكل خاص بالدول والأسر المنخفضة الدخل على حد سواء، ويهدد التقدم الذي تم احرازه في الحد من انتشار الفقر. وأجرى الصندوق النقد مراجعة جذرية لمعظم توقعاته التي صدرت في أبريل في الفترة الأولى من تفشي للوباء، حيث يخشى خبراؤه من أن تكون الاضرار التي ألحقها فيروس كورونا بالعمالة والتجارة دائمة.