لقاء وداع وداع لقاء

صباح اليوم، الخميس، بياتنيتسا، عشية الجمعة المباركة، بمقهى "لاشوب" la chope في صالتها العلوية المطلة على ساحة كأنها _الساحة الحمراء، الحمراء بالروسية تعني الجميلة الحسناء؛ بالدار البيضاء، كأنها موسكو، ماسكفا، كان لقاء، ارتقاء، كأنه إسراء، بالجسد والروح، طالما اشتاقت وتاقت وحنّت ورنَت وهفت إليه النفس والروح، كانت موسكو، مايا ماسكفا، حبيبتي موسكو، ماثلة أمامي، في حضرة الرفيق المغربي الروسي، إيريك،Ирик محمد الركوني، رفيق أحلى أيام حياتي، في موسكو، مع الرفيق الصحفي الراحل محمد بن الصديق бенседдик وهما معا بطلان في حبي الروائي الأول: ماتريوشكات/ عرائس روسية мотрюшки/ русские невести
ومعا هما رفيقا أغلى أعوام دراستي، وسنوات
إقامتي، بها، طوال تجوالاتي وارتحالاتي فيها، وأماسيها، ولياليها، وضواحيها ونواحيها، ومدنها البطلات، الجميلات، كمهد ثورتها، لينينغراد، ленинград و مدينة أنصارها البارتزانية، بريانسك، брянск وكولخوزاتها وسوفخوزاتها، بٍينزا، пенза ذات النهر الناري "سورا" sora أو في جنات وفراديس ضفافها ومشافيها، على البحر الأسود، مالطا، القرم، سيفاستوبول، وفي ربوع أخرى، شتى، من السيوز، الاتحاد، союз والإسيسير، ссср السوفييتي، الذي، أنجبت وأحبت أراضيه عباقرة وعمالقة آدابها وشعوبها ولغاتها، كل ذلك قيل وأكثر، مما ذكر، في جلسة، لا أمتع ولا أروع منها، إلا في أحاديث "موسكو لا تؤمن بالدموع" ومناجاتها بموسيقى لغتها "المستحيل نحققه حالا فورا وأما المعجزة فلا تحتاج إلا لوقت جميل جدا جدا وقليل جدا جدا!" وأكثر من ذلك، مما لا يحصى ولا يحصر، قد ذكر، بل رفرف طار وحلق ونطق باللغة الروسية، التي طالما تحدث بها مع نفسه فقط، وتكلمها في النوم والحلم فحسب، واليوم، أطلق العنان لها، فانطلقت، فرسا في السهوب، حتى شفى منها العليل الغليل، وأعياها فارسها وعاشقها المجنون المفتون بها وقالت له باجالوستا،:خفاتت، داسطاطتشنا، пожалуста, хватит, достаточно! من فضلك، رجاء، كفى، طفح الكيل! ثم كان التهادي والتحاب، بالكتاب، لم يكن لقاء فقط، بل لقاء وداع، ووداع لقاء رباعي، بيني والرفيق سعيد سيحيدة، саид وقريبه الرفيق إيريك، Ирик محمد الركوني المغربي الروسي، الصداقات، وزوجته الرفيقة إيرينا، Ирина التي لم أرها عيانا قبل اليوم، إلا سماعا، عبر الهاتف أحيانا، لذلك كان لابد لي من تحميلها رسائل حب وصبابة طافحة أشواقا إلى ماسكفا مايا، حبيبتي ماسكفا، طالما تبادلناها، وسأبقى بانتظار موعدها ولقاها: : жди меня и я вернусь! انتظريني وسوف أعود! жди меня...жди меня.. .. урррааа!
انتظريني انتظريني هوررراا!
ماسكفا مايا! مايا ماسكفا !
Моя москва!
Москва моя!
أحبك ! يا لوبلو تيبيا я люблю тебя!