وفقا لما تنص عليه المادة الثامنة من البروتوكول الاختياري لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة التي تتمحور حول إذكاء الوعي، حيث تتعهد الدول الموقعة التي يعد المغرب طرفا فيها منذ سنة 2009، بإذكاء الوعي في المجتمع باسره بشأن الأشخاص في وضعية إعاقة بما في ذلك على مستوى الأسرة… على نفس النهج نظمت جمعية المواهب للتربية الاجتماعية فرع إغرم العلام حملات تحسيسية للتعريف بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة يومي 9 و 10 مارس 2019، أطرتها الأستاذة وهيبة العمراوي مربية متخصصة في مجال الإعاقة و طالبة باحثة في سلك الدكتوراه في مجال العلوم الاجتماعية. حيث كانت الانطلاقة بجلسة افتتاحية بالمركز السوسيوثقافي لإغرم العلام استفاد منها أشخاص في وضعية إعاقة تختلف بين الذهنية، الحركية وإعاقات متعددة polyhandicap . بينما لم يتمكن جل العائلات من الحضور للمركز نظرا لصعوبات نذكر من بينها: صعوبة التنقل للمركز مع الأشخاص في وضعية إعاقة في غياب تام للولوجيات في المدخل الرئيسي للمركز، وكذلك حواجز ثقافية تحول دون المشاركة في هذه التظاهرات. تم التعريف بالمشروع و أهدافه بطريقة مبسطة للحضور و تقاسم تجارب بعض منخرطي الجمعية ممن لهم إعاقة حركية على وجه الخصوص و وقع العمل الجمعوي في ادماجهم ولو بشكل جزئي داخل المحيط، و هنا جاءت شهادة عبد الحليم 24 سنة من دوار أيت ايكو، يعاني إعاقة حركية، منخرط بجمعية المواهب منذ 4 سنوات : « الانخراط في العمل الجمعوي مكنني من الانفتاح على المحيط و الخروج من العزلة التي كنت اعانيها فيما قبل حيث كانت تقتصر حياتي على زيارات الطبيب والمكوث بالبيت بعد التخلي عن الفصل الدراسي نظرا لعدم توفر الولوجيات، لكن بعد انخراطي في الأنشطة أصبحت قادرا على التواصل ومواجهة العديد من التحديات خصوصا على المستوى العلائقي، كما انني افكر بإنشاء مقاولة لتسويق المنتوجات المحلية التي تنتجها نساء المنطقة ولا سيما نسيج الزرابي على الخصوص». بعد ذلك انتقلنا للزيارات المباشرة التي قمنا بها في كل من إغرم العلام، أيت حمو عبد السلام وأيت ايكو، ايمانا منا أن التوعية والتحسيس من أنجع الوسائل لنشر الوعي بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة داخل أسرهم والمحيط. حيث عملنا على إعطاء نظرة شاملة حول اهم الحقوق كالحق في التعليم، الصحة، الترفيه، حرية التعبير والاختيار. كل ذلك بطرق بسيطة تتناسب مع المستوى التعليمي للعائلات وأيضا من خلال إعطاء امثلة حية عن أهم الحقوق وطرق تفعيلها انطلاقا من داخل الاسرة ثم الانتقال للفضاء العام. كما تم ترجمة كل ذلك الى الامازيغية من طرف اطر الجمعية من اجل تسهيل استيعاب كل المعلومات وكذا احتراما منا للخصوصيات الثقافية للمنطقة كعنصر أساسي في ربط علاقة الثقة بيننا وبين الفئة المستهدفة من النشاط. من خلال هذه المقابلات خلصنا للنقاط التالية التي تعد مشتركة بين العينة التي قمنا بزيارتها: – غياب تام لأطر طبية تعنى بهذه الفئة، حيث يتم توجيههم للمدن الكبرى من أجل الاستفادة من العلاجات الأساسية، بينما جل العائلات ليست لها القدرة المادية على ذلك. – رفض تام للأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية داخل الفصول الدراسية بحجة أن الأطر التربوية غير قادرة على التعامل مع هذه الفئة، ويبقى المآل الوحيد هو المكوث في البيت دون مزاولة أي نشاط. – جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة لا توفر أنشطة لهذه الفئة في ظل تواجد مراكز سوسيوثقافية لا تفعل في هذا الإطار تفتقد لبرامج تربوية وأطر تعمل الى جانب الأشخاص في وضعية إعاقة وافتقاده للولوجيات. – تقتصر العائلات بالمنطقة على نعت الشخص في وضعية إعاقة انه « موعواق » دون تشخيص نوع الإعاقة و مستواها. و يندرج كل هذا في اطار مشروع “معاً لمجتمع واعِ بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ” الذي تسهر عليه جمعية المواهب للتربية الاجتماعية فرع إغرم العلام في إطار الشراكة المبرمة مع وزارة التضامن والمرآة والأسرة والتنمية الاجتماعية ووكالة التنمية الاجتماعية، حيث ستعمل الجهة الحاضنة للمشروع علىإدراج برامج مخصصة للفئة السالفة الذكر في جدول أعمالها من خلال تكوين أطر الجمعية في كيفية التعامل مع الأشخاص في وضعية إعاقة و خصوصيات كل نوع من أنواع الإعاقة خصوصا الذهنية منها التي تشكل النسبة الأكبر من الاعاقات الموجودة بالمنطقة، و تطبيق ذلك في إطار صبحيات تعمل الجمعية من خلالها على تمتيع الأشخاص في وضعية إعاقة بالحق في الترفيه. ايمانا منا بأن تشجيع هذه الفئة على الانخراط في الأنشطة التربوية وإنشاء فضاءات تعنى بها سيفضي إلى إدماجهم وزيادة الشعور بالانتماء وتمتيعهم بصورة عامة بحقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، التي رغم انخراط المغرب فيها لازال الأشخاص في وضعية إعاقة في المجال القروي مهمشين. هذا ما دفع الجمعية الى التفكير في تهيئ ملف تترافع من خلاله حول تفعيل حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمنطقة من طرف المؤسسات المتخصصة في المجال.