سيلاحظ القارئ الكريم أنني إستبدلت القلم بالأزرار في توقيعي لهذه المقالة التي أدرجها بمناسبة عدد من الإنتقالات ومن بينها بالمناسبة الإنتقال الثقافي مع العلم أن المناسبة شرط كما يقال. الكثير إن لم اقل الجميع يتحدث عن عدد من الإنتقالات الكونية التي يقودها الإنسان كالتغيرات الإجتماعية والتطورات الإقتصادية والتحولات السياسية إلى غير ذلك من الإنتقالات التي يتصدرها الإنتقال الديمقراطي بشكل أوسع على المواقع الإعلامية ومختلف المنابر خاصة منها السياسية ، إلا أن الحديث عن الإنتقال الثقافي تظل إثارته قيد اماكن الظل . ربما يعود الأمر إلى النخبة المعنية نفسها ، فهي تعيش في برجها العالي في وقت يتطلب فيه مسايرة الركب الإنتقالي الحضور الكامل على الساحة لمجابهة التحديات لان الإنتقال الثقافي قد يكون الأصعب من بين الإنتقالات الأخرى تتقاطع فيه كل التيارات الأخرى إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا . إنني لا أتصور ان يظل الفعل الفكري فينا رهينة للماضي في وقت نمارس فيه كل اشكال الفعل التقني بقواميس لا تناسبه لذلك فإنني أدعو إلى تجديد الجهاز المفاهمي لثقافتنا الحالية حتى ننتقل بها إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا إلى العالم الرقمي الذي نلجه مرغمين لأن كينونتنا ترادف العوالم الجديدة وبناءا على ذلك ومسايرة لهذا الصرح فقد إستبذلت قلم أبو سرين وانا أوقع كتاباتي بأزرار أبو سرين.