سلمت بريطانيا امس الثلاثاء السلطات الجزائرية رجل الاعمال الجزائري السابق عبد المؤمن رفيق خليفة اللاجئ في لندن منذ 2003 الذي وصل الى الجزائر مساء الثلاثاء حيث ينتظر ان يمثل امام القضاء بتهم اختلاس اموال وتزوير. ووصل خليفة بعيد الساعة 18,00 (17,00 تغ) الى مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائرية تحت حراسة جزائرية في رحلة عادية للخطوط الجزائرية، بحسب ما اوضح مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس.
وكان خليفة، وراء اكبر فضيحة مالية في الجزائر. وقد لجأ على اثر ذلك الى بريطانيا وحكم عليه في الجزائر غيابيا بالسجن المؤبد في 2007 بعد ادانته بتهم اختلاس وتزوير.
وقالت وزارة العدل الجزائرية ان تسليم خليفة تم "وفقا للإجراءات القانونية وأحكام الاتفاقية القضائية" بين الجزائروبريطانيا.
واضاف البيان الذي بثته وكالة الانباء الجزائرية "تبعا لاستنفاذ كافة اجراءات الطعن المتعلقة بتسليم السيد عبد المومن رفيق خليفة امام قضاء المملكة المتحدة والقضاء الأوروبي، فقد استكملت كافة اجراءات الاستلام من قبل الفريق (الجزائري) الذي تنقل يوم الأحد الماضي إلى لندن لتسلم المعني بالأمر".
وكانت السلطات البريطانية اعلنت في 16 ديسمبر نيتها تسليم خليفة سريعا بعدما استنفد كل اجراءات الاعتراض امام القضاء البريطاني.
ورفضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في 19 ديسمبر تظلما اخيرا قدمه خليفة ضد تسليمه.
واكد وزير العدل الجزائري الطيب لوح صرح في 17 ديسمبر ان بلاده اتخذت اجراءات لتسلم خليفة وضمان محاكمة منصفة له.
وقال وزير العدل "نحن نتابع القضية ونقوم بالاجراءات المنصوص عليها قانونا لتسلم السيد خليفة (...) وستكون هناك محاكمة عادلة وفقا لما هو منصوص عليه في القانون".
واكد الطيب لوح انه وفقا للآجال المقررة بالنسبة لقوانين المملكة المتحدة "من المفروض ان يقع التسليم قبل ديسمبر اذا لم يكن هناك طعن امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان".
وكانت المحكمة العليا في الجزائر نقضت في 2012 الحكم الصادر في 2007. وبذلك فانه سيتاح لخليفة و50 متهما آخر الخضوع لمحاكمة جديدة.
وغذى النجاح الهائل لخليفة قبل سقوطه المدوي شائعات بشأن مصدر امواله التي اتاحت له في سنوات قليلة اقامة امبراطورية شملت استثمارات في المصارف والنقل الجوي والعقار والتلفزيون وتاجير السيارات الفاخرة.
وفي اوج ازدهارها كانت مجموعته تعلن عن رقم اعمال بقيمة مليار دولار مع عائد صاف نسبته 20 بالمائة. وكان خليفة وهو نجل قائد سابق للمخابرات ووزير، يؤكد انه المساهم الوحيد في المجموعة.
وكان يقدم باعتباره رجل الاعمال الاول في الجزائر ويحتفى رسميا بنجاحه ويقدم كمثال للجيل الشاب الخارج لتوه من عشرية حرب اهلية.
وفي تاكيد للصعود الخارق وقع رجل الاعمال الشاب في 2001 مع فريق كرة القدم اولمبيك مرسيليا عقد رعاية منحه شهرة خارج دائرة رجال الاعمال بالعاصمة الجزائرية.
وكان خليفة المستعجل والذي كان لديه الكثير من المشاريع التي يريد انجازها، يقطع مسافات كثيرة بطائرته الخاصة. وقد جعل من منطقة الخليج هدفا لاستثماراته ومن باريس "الحديقة الخلفية" لامبراطوريته.
وبدات نكساته في نوفمبر 2002 عندما تم تجميد عمليات "خليفة بنك" ووضع تحت الوصاية الادارية اثر اكتشاف السلطات لعمليات اختلاس.
وتاكد انحداره فبراير 2003 مع توقيف ثلاثة من معاونيه في مطار الجزائر وهم يحاولون اخراج حقيبة تحوي مليوني يورو.
ولجأ خليفة الى لندن حيث تم توقيفه في مارس 2007 اثر مذكرة توقيف اوروبية صادرة عن فرنسا حيث يلاحق بتهمة الافلاس واختلاس اموال. لكنه بقي في الاراضي البريطانية بعد عمليات استئناف وطعن عديدة.
وتسبب افلاس مجموعته التي كانت توظف 20 الف شخص في الجزائر واوروبا في اضرار قدرها محامون بما بين 1,5 وخمسة مليارات دولار للدولة وللمودعين.
وفي سيرة نشرت في 2001 قبل انهيار امبراطوريته بعنوان "قصة اقلاع"، وصف خليفة نفسه بانه "نتاج الثورة الاقتصادية والثقافية التي فتحت الجزائر على اقتصاد السوق" في ثمانينات القرن الماضي.