أعطت اللجنة التنفيذية للحزب الشعبي (يمين)، اليوم الأربعاء، الضوء الأخضر لزعيمه ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي، لبدء المفاوضات مع حزب سيوددانس، يمين وسط، بغية تشكيل حكومة جديدة. وأوضح راخوي، في ندوة صحفية عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب لمناقشة شروط سيوددانس، أن "إسبانيا بحاجة لحكومة الآن"، وأن الاجتماع لم يأت لمناقسة شروط دعم المرشح الشعبي لرئاسة الحكومة.
وتابع زعيم الحزب اليميني أن هذا الحزب لم يأتي لمناقشة هذه الشروط، وإنما لإعطاء موافقته على فتح مفاوضات مع حزب سيوددانس، رافضا في الوقت ذاته تحديد تاريخ لجلسة النقاش حول التنصيب بالبرلمان.
وأضاف راخوي، الذي كلفه العاهل الإسباني بتشكيل حكومة جديدة، أن "المسألة لا تتعلق بتحديد تاريخ لمناقشة التنصيب، وإنما لتشكيل الحكومة"، مبرزا أهمية توصل الأحزاب لاتفاق في أقرب وقت وتفادي انتخابات جديدة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن تنصيبه لن يتم ما لم يغير الاشتراكيون موقفهم، واستمرارهم في رفض تسهيل تشكيل حكومة بقيادة الحزب الشعبي، ولو بالامتناع عن التصويت خلال جلسة التصويت على منح الثقة.
وذكر راخوي أنه وإن صوت سيوددانس والائتلاف الكناري، الذي يحافظ الحزب الشعبي على اتصالات معه، لصالح تنصيبه، فإن الحكومة الجديدة لن تحصل سوى على 170 صوتا مؤيدا، وستبقى بحاجة لامتناع 11 نائبا.
وجدد زعيم اليمين، مع ذلك، عزمه على "العمل حتى النهاية" من أجل إنجاح تشكيل حكومة جديدة، وتجنب اللجوء لانتخابات جديدة، واستعادة المشهد السياسي لسابق عهده.
وتفتقر إسبانيا لحكومة تحظى بثقة البرلمان منذ انتخابات دجنبر ويوينو الماضيين التي حصل فيها الحزب الشعبي، بزعامة راخوي، على أكبر عدد من الأصوات والمقاعد في البرلمان، لكن دون الحصول على العدد المطلوب لتشكيل حكومة أغلبية، وعددها 176 مقعدا. وكانت انتخابات 20 دجنبر 2015 و26 يونيو الماضي قد أفرزت برلمانا مجزأ حيث أن أيا من الأحزاب الممثلة فيه لا تتوفر على أغلبية مطلقة، وهو وضع غير مسبوق في تاريخ الديمقراطية الإسبانية الحديثة.