فيما يشبه فيلما قصيرا، انتهت قصة المواطن المغربي سعيد بنجبلي الى مصحة للأمراض النفسية ببوسطن، بعد أسبوع شاق قضاه هذا الشخص المعروف بنشاطاته المكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لنبوته المقبلة وادعاء قرب نهاية العالم والإعلان عن القيامة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. بنجبلي، القيادي السابق في جماعة العدل والإحسان، شرع منذ أسابيع في تسجيل شرائط فيديو يبشر أتباعه، والعالم بأسره بقرب نهاية هذا العالم والمجيء بأخر أكثر طمأنينة ورفاهية وأكثر ازدهارا، ولعل أول ما بدأ به هو تغيير اسمه من سعيد بنجبلي إلى داويد بن جبلي واشترط على متتبعيه الاشتراك بقوة في قناته حتى يخبرهم بالتاريخ المحدد للقيامة، التي قال عنها ستكون في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، قبل ان يعلن عن تأجيل أخر، إلى موعد الحج المقبل.
وقد أثارت شرائط بنجبلي ردود فعل قوية مطالبة بنقل "الرسول المنتظر" إلى مصحة للطب النفسي قصد العلاج، خاصة وأن الرجل بمجرد ما وطأت قدمه أرض بوسطن حتى انقلب على نفسه وطلق زوجته وترك أبناءه وانطلق في الترويج للنبوة وقرب موعد القيامة، لكن مع هذه التطورات الصحية الجديدة، لن يكون هناك إعلان عن يوم القيامة.
لم يتفاجأ الكثيرون ممن يعرفون بنجبلي، بخرجته التواصلية الأخيرة والتي أثارت الكثير من ردود الفعل إختلفت شدتها، بين متهم للمغربي المقيم بالولايات المتحدة بالخبل وربما الجنون، وبين من رأوا فيها سعيا متواصلا بدأ منذ مدة بحثا عن الشهرة وعن "البوز".
سعيد والذي يؤكد في فيديو نشره على الفيسبوك، أنه رسول، متحدثا عن يوم قيامة قريب، بل ومحددا له يوم الجمعة المقبلة موعدا، حيث سينزل سيدنا قدر أو الهاتر كما يسميه... حيث نهاية العالم، وتخليد عالم جديد، ينزل فيه "الله" إلى الأرض ليعلن بداية حياة أبدية جديدة، لا حرب فيها ولا قتال، مؤكدا أنها حياة بطعم السعادة.
بن جبلي تحدث بعد ذلك عن "انهيار الإقتصاد الحالي"، حيث قال عبر تدوينة نشرها عبر حسابه الفيسبوكي: "من أراد استثمارا آمنا فليستثمر معي، لقد ابتكرت نظاما استثماريا لا ينهار، و سأعوض به نظام البورصة الحالي، كلما استثمرتم معي مبكرا كلما تضاعفت أموالكم أكثر، سأخبركم عن نظامي بعد بضعة شهور أو بضعة أسابيع، أردت أن أبشركم وأحذركم فقط، نظامي ليس جاهزا بعد، لكنه سيكون جاهزا قريبا، سينتهي عهد موجات الركود الاقتصادي المفتعلة لسرقة أموال الضعفاء".
ولمن لا يعرف هذا "النبي" الذي لم يكتب لنبوته أن تتحقق، فهو سعيد بنجبلي من مواليد منطقة اولاد فرج بالجديدة، حفظ ما تيسر من القرآن في سن مبكرة، تمكن من إحراز أول نقطة على صعيد إقليمه خلال المستوى الابتدائي، لينتقل نحو الجديدة من أجل متابعة دراسته الإعدادية وهناك سيتأثر بأحد أساتذته السلفيين الذي اتخذه قدوة، حيث تبنى مواقف رافضة لنمط الحياة المعاكس ظاهريا لما كان عليه السلف "الصالح". وانخرط فيما بعد في جماعة العدل والإحسان وكان ناشطا في حركة 20 فبراير، قبل أن يهاجر إلى أمريكا وهناك ادعى النبوة.