خلف قرار النيابة العامة باستئنافية أكادير، أخيرا، الإفراج عن جميع المشتبه في ارتكابهم جرائم اختطاف واحتجاز واغتصاب تلميذة بالقليعة ضواحي أكادير، والاكتفاء بمتابعة ثلاثة منهم في حالة سراح، موجة من الاستياء، خاصة وسط تلاميذ وتلميذات الثانوية التي كانت تتابع سعاد دراستها ، إضافة إلى آباء وأولياء التلاميذ. وكانت عناصر الدرك الملكي بمركز جماعة القليعة بعمالة إنزكان آيت ملول ضواحي أكادير أحالت على النيابة العامة، ثمانية متهمين، أربعة منهم في حالة اعتقال، وآخرون في حالة سراح، اتهمتهم الضحية التلميذة القاصر باختطافها واحتجازها واغتصابها بشكل جماعي مدة تقارب شهرا. اعتقل الدرك عددا كبيرا من المشتبه فيهم، على ذمة التحقيق بتعليمات من النيابة العامة، إذ تم البحث معهم والاستماع إليهم وإلى الشهود ومواجهة المتهمين بالضحية. وكانت عائلة التلميذة القاصر أبلغت مصالح الدرك باختفاء أو اختطاف سعاد بالقرب من المنزل، عند عودتها إليه من إعدادية الخوارزمي، حيث تدرس بالمستوى الثاني إعدادي. وتفيد المعطيات أن انكشاف موقع جريمة اختطاف واحتجاز واغتصاب جماعي لتلميذة قاصر داخل ضيعة فلاحية قرب مطار أكادير المسيرة، جاء إثر إبلاغ السلطات المحلية بمكان وجود الطفلة المحتجزة من قبل أشخاص، وبعد أن أودعت عائلة الفتاة شكاية لدى الدرك الملكي بعد اختفائها في السابع من شهر أبريل الماضي، ولم يتم العثور عليها إلا بعد قرابة شهر من الغياب، حيث عثر عليها محتجزة داخل «حوش» أو»براكة» بضيعة فلاحية. وأكدت الضحية أن شخصا كان يتربص بها دون علمها، هو من اختطفها من أمام بيت أسرتها تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وأجبرها على مرافقته والسلاح فوق عنقها إلى داخل «براكة»وسط ضيعة، حيث كان يوجد بها ثلاثة من رفقائه. وقالت أثناء الاستماع إليها إن الخاطف أدخلها إلى»كوخ»، وتم إجبارها على ممارسة الجنس معهم، رغم مقاومتها وامتناعها، إذ أجبروها تحت التهديد على مشاركتهم احتساء الخمر، وبعد ذلك اغتصبها الثلاثة، ومارسوا معها الجنس بشكل شاذ، حسب تصريحات الضحية، إذ استغلوا جميع مناطق جسدها الصغير طيلة أيام الاحتجاز، إلى حين تشبثها في رحيلها عنهم، فعمدوا إلى إغلاق باب»الكوخ»عليها أثناء غيابهم، وذلك باستعمالهم قفلا وسلسلة حديدية. وتفيد تصريحات الضحية أنها فشلت في محاولتها الأولى للهرب من قبضة المختطفين، إذ جرت تسابق أطرافها للخروج من بين مخالب الذئاب البشرية، لكن أحد المختطفين فطن للأمر وتعقبها بدراجته النارية، إذ لحق بها وهي تحاول الاستنجاد بشخص يبيع الفاكهة صادفته في طريقها للهرب، وكان قد قرر مساعدتها. وأوضحت الضحية سعاد أن الخاطفين لحقوا بها وهي متوقفة أمام بائع الفاكهة تنتظر مساعدته، حيث دخلوا معه في خصام عنيف وسب وشتم وهم يطوفون حوله على متن دراجاتهم، على شاكلة العصابات الأوربية، لاسترجاع الضحية إلى مرتع جرائمهم. وتمكنت السلطات المحلية من التعرف على موقع الجريمة واعتقال مرتكبيها، إثر إخبارهم من قبل بائع الفاكهة أن فتاة يحتجزها أفراد عصابة بإحدى الضيعات الفلاحية بدوار «الهبال»بجماعة وادي الصفاء، حيث حضرت إلى مكان الحادث عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية والقوات المساعدة. وعثرت فريق التدخل بعد اقتحام المكان على ثلاثة أشخاص داخل الضيعة، وتم إيقافهم، ليعترفوا بموقع الفتاة الضحية. وعثرت السلطات العمومية وعناصر الدرك على الضحية سعاد داخل الكوخ المقفل بالسلسلة الحديدية. كانت الضحية في حالة يرثى لها، وهي ملقاة على أرضية الكوخ شبه مغمى عليها من فرط إرغامها على تناول المخدرات، كانت تجد صعوبة في الكلام عندما وجهت لها مجموعة من الأسئلة من قبل الدرك الذي حجز بالموقع قنينات خمر وعوازل طبية ومعدات لتدخين «الشيشة».
