أسفرت عملية أمنية نوعية نفذتها الشرطة الوطنية الإسبانية، بتنسيق مع السلطات المغربية والفرنسية، عن حجز كمية ضخمة من مخدر الحشيش بلغت 15 طنا و363 كيلوغراما، كانت مخبأة بعناية وسط شحنة من البطيخ والبلاستيك المموه، داخل شاحنة قادمة من ميناء الناظور المغربي إلى ميناء ألميريا الإسباني. ووفق ما أعلن عنه أنطونيو خيسوس مارتينيز دوارتي، المفوض الرئيسي بوحدة مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة ، فإن هذه العملية تُعد خامس أكبر عملية حجز للحشيش في تاريخ إسبانيا، والأضخم خلال سنة 2025، مؤكدا أن وجهة هذه الشحنة كانت الأراضي الفرنسية، وأن الشبكة التي تقف وراءها لها امتدادات دولية وتدار من داخل المغرب. وتعود فصول العملية إلى 18 يونيو الماضي، حينما أبحرت شاحنة مبردة من ميناء الناظور صوب ميناء ألميريا، حيث تم إخضاعها لمراقبة تقنية دقيقة فور وصولها في 20 يونيو. وقد تم تتبع تحركاتها المشبوهة من قبل فرق أمنية، لتتوجه لاحقاً إلى مستودع صناعي بشارع بابلو بيكاسو في منطقة "إل سيركادو" بمدينة ألكركال دي ألميريا. داخل الشاحنة، عُثر على عدد كبير من رزم الحشيش مغلفة في أكياس من الخيش، وأخرى مخفية داخل أكياس بلاستيكية على شكل بطاطس، وهي تقنية تمويه متقدمة استخدمتها الشبكة لتضليل الأجهزة الأمنية. وأسفرت العملية عن توقيف خمسة أشخاص من جنسيات مغربية وإسبانية، وإحالتهم على أنظار النيابة العامة بمحكمة التحقيق رقم 6 بألميريا، التي أمرت بإيداعهم السجن الاحتياطي دون كفالة. وبالتوازي، أوقفت المصالح الأمنية ثلاثة أشخاص آخرين يوم الأربعاء 3 يوليوز الجاري بمدينة طوريمولينوس في مقاطعة مالقة، يُشتبه في مسؤوليتهم عن الجانب اللوجستي والتمويلي للشحنة، ليرتفع عدد المعتقلين إلى ثمانية أفراد. وفي أعقاب هذه العملية، أعلنت السلطات الأمنية في ألميريا عن تعزيز وحدات مكافحة الجريمة المنظمة ومضاعفة عدد عناصرها، فضلاً عن تكثيف المراقبة الجمركية والتنسيق بين الشرطة والحرس المدني ومصالح الجمارك.