في تفاعل مع الجدل الواسع الذي أثاره مقطع الفيديو المنشور من طرف الناشط عادل الزاكي، يوثّق مشاهد صادمة لتحول مياه شاطئ "لانشو" بمدينة الحسيمة إلى اللون الأسود بسبب المياه العادمة، والذي كان موضوع مقال على جريدة "دليل الريف"، أصدر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب - قطاع الماء، بلاغاً توضيحياً نفى فيه وجود أي خلل بنيوي دائم بمحطة المعالجة، مشيراً إلى أن المشكل ناتج عن انسداد عرضي في شبكة التطهير. وأوضح المكتب، من خلال مديريته الجهوية بالشمال، أن محطة معالجة المياه العادمة الكائنة بحي صباديا بالحسيمة تشتغل "في ظروف عادية"، ووفقاً للمعايير الوطنية والدولية المحددة بمقتضى المرسوم 2.06.1607 بتاريخ 25 يوليوز 2006، وأنه لا يتم تصريف المياه في البحر إلا بعد مرورها بجميع مراحل المعالجة المطلوبة. وأكد البلاغ أن تدفق المياه العادمة الذي ظهر بالفيديو ناجم عن "انسداد طفيف على مستوى بالوعة بحي سيدي عابد، قرب الشاطئ المعني"، وهو حادث "خارج عن إرادة المكتب"، مشيراً إلى أن فرقه التقنية تدخلت بشكل فوري لإصلاح العطب ووقف التسرب. وشدد المكتب على أن عمليات تتبع وصيانة واستغلال شبكة التطهير السائل ومحطات الضخ والمعالجة بالحسيمة تتم بشكل منتظم وفق برنامج محكم، مضيفاً أن الفرق التقنية تبقى مجندة للتدخل الفوري كلما دعت الضرورة لضمان جودة الخدمة. ورغم التوضيحات الرسمية، لا تزال تساؤلات كثيرة تُطرح من طرف متتبعي الشأن البيئي حول مدى نجاعة الصيانة الوقائية، ومدى تأثير مثل هذه الحوادث المتكررة على جودة مياه البحر، خصوصاً وأن شواطئ الحسيمة لم تحصل هذه السنة على أي "لواء أزرق" بسبب تدني المعايير البيئية وغياب المرافق الأساسية.