"مسؤولو الحسيمة لم يسيروا على خطى سلطات تطوان وطنجة ومارتيل والنواحي ، فاختاروا الضيق بدل الانفتاح، والعشوائية بدل التنظيم." عاشت الحسيمة صيفا او موسمًا سياحيًا مرتبكًا، فقد كشفت المظاهر اليومية عن تناقض صارخ بين الصورة التي يراد تسويقها للمدينة كوجهة سياحية متوسطية، وبين الواقع الميداني الذي يطغى عليه التسيب والعشوائية. أول ما يثير الانتباه هو الانتشار الواسع للتسول والتشرد في الشوارع الحيوية، مشاهد لا تليق بمدينة سياحية. الأخطر أن البعض استغل الوضع للترويج العشوائي لكراء الشقق على قارعة الطريق، ما يحول المجال العام إلى سوق مفتوحة بلا قانون. المشهد لا يقف عند هذا الحد، فظاهرة الكراء المفروشة باتت علامة أخرى على الفوضى. وسطاء يحملون مفاتيح يتحركون بحرية، يفتحون ويغلقون شققًا تُستغل خارج أي إطار قانوني، بأسعار تفوق الخيال واكثر من الشقق الموجودة على التطبيقات Booking و Airbnb ، دون مراقبة ولا ضرائب ولا شروط هوية. بعض هذه الشقق تحولت إلى بؤر فساد، في المقابل، الفنادق المهيكلة تخضع لكل الشروط القانونية من تسجيل ومراقبة، ما يخلق منافسة غير متكافئة ويشجع على المزيد من الفوضى. الغياب شبه التام للتتبع الأمني والإداري يجعل المدينة رهينة لممارسات تمس سمعتها وأمنها الاجتماعي. إضافة إلى ذلك، اختار المجلس البلدي توقيتًا غريبًا لانطلاق أشغال تهيئة ساحتي إفريقيا وفلوريدو في عز الصيف، ما تسبب في اختناق مروري خانق وإغلاق محاور رئيسية. أما الشوارع والساحات، فقد غزتها عربات التين الشوكي والذرة المشوية لوجوه غريبة عن المدينة ينحدرون من الضواحي ولا نعلم من يفرضهم ومن يحميهم ؟! ، في مشاهد تختزل انهيار النظام العام في قلب المدينة. كل هذه المظاهر تكشف عن فشل واضح في تدبير الموسم السياحي2025 ، وعن انهزام السلطات أمام السماسرة ومحتلي الملك العام ،اما الملك البحري كما يقول المثل المصري فضيحة بجلاجل حيث ان هبة السلطة فشلت وانهزمت امام المارقين وعصابات حيث لم بقي الزوار مشدوهين وفي حيرة وبدون حماية من السلطات رغم اصواتهم ،ورغم التنبيهات المتكررة من المجتمع المدني والإعلام المحلي. من شاطئ كيمادو مر المرحوم مولاي احمد العلوي والملك حسين عاهل الاردن بعد عملية الانقلاب الفاشلة ومن هناك مر مشاهير اللاعب الفرنسي تيكانا وماكسيم بوسيس، وعبد الهادي بلخياط و... للاسف مدينة سياحية بلا مراحيض عمومية الساحة ،الكورنيش الشواطئ هذا كان سبا لعدم حصول اي شاطئ على اللواء الازرق ! آلاف الزوار والمصطافين يُتركون لمواجهة الحرج والمهانة في الساحات والشواطئ. كيف لمدينة تُسوَّق ك"جوهرة المتوسط" أن تعجز عن توفير أبسط خدمة حضرية تحفظ الكرامة؟ الاستثمار الحقيقي يبدأ من المرافق الأساسية لا من المهرجانات فقط....! ومن نماذج الفوضى التي عاشتها الحسيمة خلال هذه الفترة من السنة المهرجان الذي لا يحمل من برنامجه إلا الإسم والذي حول هدوء الساكنة الى جحيم ، واجمع الكثير من المتتبعين على رداءته، و مساهمته في تلويث البيئة عبر الضوضاء و استعمال قوي للأجهزة الصوتية إلى ساعات متأخرة من الليل، مثل هذه السهرات تكون في الشواطئ والمخيمات، ليس في قلب المدينة لتزعج المرضى والعجزة والموظفين! رغم ان الحسيمة تملك مؤهلات طبيعية وتاريخية تجعلها جوهرة المتوسط، لكنها اليوم مرتهنة للفوضى، في حاجة عاجلة إلى قرارات حازمة ،بعض المسؤولين ليسوا آبهين لانهم يوما تشملهم الحركة الانتقالية ولانه ليسوا ابناء المنطقة،المنتخبين وممثلي السلطة اغلبهم يبحثون عن مصالحهم، أما نحن كابناء المدينة ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة دون لون حزبي او سياسي او جمعوي ....