شارك آلاف الأشخاص من مدينة الحسيمة وخارجها في تشييع أحمد الزفزافي والد زعيم حراك الريف إلى مثواه الأخيرة، حيث ووري الثرى بعد صلاة عصر اليوم الخميس 4 شتنبر 2025 في مقبرة "المجاهدين" بأجدير. وأحاطت جماهير حاشدة بسيارة الإسعاف التي حملت "عيزي أحمد" من المستشفى إلى المسجد الذي شهد صلاة الجنازة، وأصواتها تصدح بشعارات تطالب بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف.
وكان الحدث البارز الذي شهدته مدينة الحسيمة اليوم الخميس، هو حضور ناصر الزفزافي إلى منزل العائلة من أجل تقبل التعازي في وفاة والده والمشاركة في مراسيم دفنه. وبمجرد وصوله إلى حيه تلقف جيران الزفزافي ومحبوه والمتعاطفون معه، اللحظة من أجل تبادل التحية والعنق الحار معه، الذي وصل إلى درجة البكاء من قبل المتأثرين بهذه اللحظة الإنسانية، واللذين وشحوه كذلك بالعلم الفلسطيني. وصعد الزفزافي الإبن إلى سطح منزل العائلة المتواضع بجوهرة الريف الحسيمة، وألقى خطابا مأثرا للحشود التي اجتمعت حول البيت، أكد فيه أن الوطن الذي يقصده دائما في حديثه لا يمثل الريف فقط، بل كل شبر من أرض الوطن، في رد ضمني منه على الشيطنة التي تعرض لها حراك الريف، والتي وصلت إلى إلصاق تهمة "الانفصال" به. وشدد الزفزافي على أن ما رأه يثلج الصدر، ويعكس رسالة واضحة وصريحة على "أننا نحن أبناء هذا الوطن، ولا أقصد به الريف فقط، بل أقصد كل شبر من البلاد، مهما اختلفنا ومهما كانت لنا من آراء وأفكار، لكنها كلها تصب في مصلحة الوطن أولا وأخيرا". ونعى زعيم حراك الريف والده بكلمات مأثرة مؤكدا أنه نذر حياته في سبيل الوطن، مضيفا "حنيما أقول الوطن أقصد به صحراءه وجنوبه، شرقه وشماله وغربه". وظهر الزفزافي متماسكا وبكاريزماه المعتادة وهو يتقبل التعازي سواء من قبل الأشخاص العاديين أو الوفود السياسية والحقوقية التي حجت إلى مدينة الحسيمة لتودع "عيزي أحمد". وغصت منصات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات كثيرة للزفزافي وهو يتقبل التعازي في وفاة والده ويشارك في دفنه، ومعها ألاف التعليقات التي تطالب بطي هذا الملف وإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، ومعهم كل المعتقلين السياسيين بالمغرب.