بمناسبة مرور مائة عام على إنزال الحسيمة في 8 شتنبر 1925، كشف المؤرخ الإسباني روبيرتو مونيوث بولانيوس، المتخصص في التاريخ العسكري، عن نتائج بحثه الجديد حول العملية التي اعتُبرت لحظة فاصلة في مسار حرب الريف. المؤرخ أوضح في حوار صحفي أن قائد المقاومة الريفية، محمد بن عبد الكريم الخطابي، بلغ به اليأس من استعمال الجيش الإسباني للغازات السامة أن فكر في التزود بطائرات لقصف مدينة مالقة بالغاز نفسه. بولانيوس، أستاذ التاريخ المعاصر، نشر دراسته في مؤلف بعنوان "الحسيمة 1925.. الإنزال الذي حسم حرب المغرب"، معتمداً على وثائق أولية من أرشيف البرلمان الإسباني والأرشيف العسكري العام بمدريد. وأشار إلى أن الإسبان، بعد كارثة أنوال سنة 1921، لجؤوا إلى حرب شاملة ضد الريفيين، استُخدمت فيها الغازات الكيماوية بشكل واسع، الأمر الذي خلف آثاراً مدمرة على السكان وأجبرهم على الاحتماء بالكهوف. وأضاف المؤرخ أن حرب الريف لم تكن استثناءً في المشهد الاستعماري، إذ اعتمد العسكريون الإسبان نهجاً عنيفاً شبيهاً بنظرائهم الفرنسيين في الجزائر أو البريطانيين في جنوب إفريقيا، حيث لم يكن هناك تمييز بين المدنيين والمقاتلين. كما أوضح أن صعوبة حسم الحرب تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية: رفض الرأي العام الإسباني للتدخل في المغرب، ضعف الجيش الإسباني قبل إعادة هيكلته، واعتماد تكتيكات عسكرية خاطئة.