مستشفى محمد الخامس ... إلى متى ؟

هو مكان يعرض الكثير من لا يحمل تمليه، من ظلم واستبداد، مواقف سمتها القوة والشدة، ومواقف أخرى يطبعها الضعف والعجز. لكنها جميعا تؤشر على ما يتجه إليه بكل وضوح وشفافية أناس يتاجرون في أرواح أناس آخرين في وضعهم وكذا فقرهم .

وضعية مستشفى محمد الخامس، تعد من أصعب الوضعيات التي تتطلب جهودا وحلولا ناجعة من أجل معالجتها.

ونظرا للطلب المتزايد على المستشفى فانه أصبح يعاني كثيرا من الاكتظاظ، مما يؤدي الى وضعية خانقة بعيدة كل البعد عن إنجاح المهمة العلاجية. فالناس تتبدد طاقاتهم عرقا أمام الانتظار، حتى يصل دورهم الذي قد يأتي أو لا يأتي. لكن ما الفائدة إن كانت هذه مجرد خدعة لاستمالة الناس حتى يتم قضاء أغراضهم العلاجية. لعل أمر البعض منهم يختلف عن البعض الأخر، حيث نجد قلة من الدكاترة يؤدون واجبهم على أحسن ما يرام، لكن ماذا عن الآخرين ممن تغلفهم القسوة وغياب الضمير والاستبداد، مما يخلف عدة ظواهر سلبية تتجلى في الاستقبال السيئ للمريض وتفشي ظاهرة الرشوة أحيانا وتدني شروط النظافة والرعاية الصحية والعلاجية.

نفس المعاناة تتكرر يوميا، وتعاد كل مرة عندما يشتد تردد الناس على المستشفى خصوصا القرى التي تحيط بالمدينة، وكأن المواطن أصبح عالة على الدولة المغربية.

فالمستشفى لا يتوفر على المتطلبات الكافية، لتغطية علاج المواطنين ، فهل الدولة عاجزة عن توفير مستلزمات العلاج ؟ و أين هي سياسة التطبيب المجاني الذي نسمع به عبر وسائل الاعلام ؟

فهذه مصلحة المستعجلات التي تعرف اكتظاظا كبيرا، وهذا جناح الولادة الذي يعاني سوء التنظيم، والخصاص في الأسرة، ليس هذا فحسب ؟ بل ان الحوامل يتعرضن احيانا للمعاملة السيئة والمهينة من طرف بعض الممرضين بل وحتى الأطباء.

فالى متى ستستمر معاناة المواطنين الضعفاء و ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون الذهاب الى المصحات والعيادات الخاصة ؟ و متى ستتدخل الوزارة الوصية لوقف المعاناة ؟

اسئلة نطرحها كما يطرحها المواطن البسيط المغلوب على أمره ؟ وسنعيد طرحها مرارا وتكرارا طالما أن الوضع سيبقى كما هو عليه ؟ في انتظار أن يحن الوضع يوما ما لرد الاعتبار لهذا المستشفى وللمواطن الذي لا يجد بدا على هذا المستشفى و الا فان القبر هو مأواه في آخر المطاف.

بقلم دنيا سجام
الجديدة