معالي الوزيرة، أنا على يقين أنك تعرفين تمام المعرفة أن هناك شريحة واسعة من الكادحين و »المزلوطين » في هذا الوطن السعيد يشتغلون ب « جوج فرنك » وليس هناك أي خيار آخر أمامهم سوى استلام ذلك المبلغ الهزيل من يد مشغلهم بعد يوم عمل شاق يبدأ من الساعة السادسة صباحا وينتهي بعد سقوط الظلام. هؤلاء معالي الوزيرة يعملون في ظروف أقل ما يقال عنها أنها حاطة من الكرامة الإنسانية وأنا متأكد جدا مرة أخرى أنك تعرفين تلك الظروف تماما كما تعرفين الطريق المؤدي إلى الكرسي الوثير بالوزارة التي تسهرين على شؤونها. لا أحد معالي الوزيرة المحترمة بإمكانه أن يمنعك من توظيف « جورج فرنك » التي يتقاضاها هؤلاء عن كل يوم عمل شاق ومتعب من أجل التعبير عن موقفك من معاشات الوزارء والبرلمانيين، لكن ألم تفكري من باب اللباقة والكياسة أن تفتحي قوسا وأنت تتحدثين عن « جوج فرنك » من أجل التعبير عن تضامنك مع جميع المغاربة المقهورين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل ب « جوج دريال » (المعنى الآخر ل »جوج فرنك) »، حتى تدفعي عنك تهمة الإستهزاء بالمدخول اليومي لفئة واسعة من المغاربة. هذا للأسف لم يحدث وقد انضممت بذلك إلى « رباعة » من السياسيين في هذا الوطن ممن يستنجدون بقاموس الفقر والفقراء كلما وجدوا أنفسهم في مواقف تستدعي ذلك. ولن أحتاج أن أذكرك هنا بالسياسيين الذين نشروا صورا لهم على مواقع التواصل الإجتماعي وهم يأكلون « البيصارة » أو « الزعبول » في محاولة للظهور بمظهر الفقراء الذين يعيشون بأقل من « جوج فرنك » يوميا. لا فرق معالي الوزيرة بين سياسي يأخذ صورا لنفسه وهو يأكل « البيصارة » وآخر لا يشعر بالخجل وهو يشبه معاشه السمين ب « جوج فرنك ». من باب التذكير ليس إلا..