وصلت المواجهات السياسية في سياق تشكيل الحكومة إلى مستوى غير مسبوق، وهكذا كتبت يومية «العلم» الناطقة باسم حزب الاستقلال هذا اليوم، مقالا على الصفحة الأولى عنوانه من سطرين، الأول مثير ويقول:«البلاد دخلت غرفة انتظار ضيقة وهناك من يخطط لإدخالها غرفة الإنعاش»، والثاني أكثر إثارة :«من خطط اليوم للانقلاب على الدستور ليس غريبا ولا بعيدا أن يخطط لاحقا للانقلاب على أمر آخر». ويقول المقال الساخن أن هناك من يمارس الابتزاز والضغوط كي يسلم رئيس الحكومة المفاتيح ويرفع الراية البيضاء معلنا عن فشل مهمته:«ولنا أن نذكر هنا بأن احتدام المواجهة بين الأستاذ بنكيران والزعيم التقنوقراطي الذي نزل بالمظلة على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار يدخل في هذا السياق، فهذا الحزب الذي قبل أن يقوم بدور عجلة النجدة بعد خروج حزب الاستقلال من الحكومة قبل سنتين هو نفس الحزب الذي يزايد قادته على الأستاذ بنكيران في جدل سياسوي عقيم، والأكيد أن الرأي العام يدرك ويستوعب جيدا خلفيات هذه المواجهة التي يقوم بها كرزاي المغرب بدور قفازات في يد الجهة المعلومة». وهكذا أصبح عزيز أخنوش كرزاي المغرب، وبعده عرج المقال على حزب الأصالة والمعاصرة رابطا بين افتتاحية صدرت في يومية «الصباح» في عدد أمس وبين رغبة هذا الأخير في رئاسة الحكومة على نحو ما يشير إليه صاحب المقال:«ولنا أن نستحصر أيضا المستوى المتقدم جدا للهجوم الذي تشنه كتائب إعلامية حقيقية مجندة لخدمة سياسية خفية، وهذا ما يفسر الدعوة الصريحة التي أطلقتها افتتاحية «الصباح» في عدد أمس والهادفة إلى تكليف شخصية من الحزب الذي احتل الرتبة الثانية بتشكيل الحكومة الجديدة، وبدا وكأن كاتب الافتتاحية يعطي تعليماته إلى جلالة الملك، ولم يكن غريبا أن يعمل كاتب الافتتاحية على تصريف ما كان حزب الأصالة والمعاصرة قد دعا إليه بهدف تعديل فوري للدستور يمكنه من السطو على تشكيل الحكومة الجديدة».