عادت الحكومة الإسبانية لممارسة الضغط على المنتجات الفلاحية المغربية المتوجهة إلى دول الاتحاد الأوربي بموجب الاتفاق التجاري الذي يجمع الرباط وبروكسيل منذ سنوات. وأكدت مدريد، يوم أمس الأربعاء 24 فبراير الجاري، أنها توجهت بطلب إلى المفوضية الأوروبية (CE) تطالبها باليقظة وتوخي الحذر بخصوص تنفيذ جميع بنود الاتفاق التجاري الذي يربط الاتحاد الاوروبي مع المغرب. وطالبت إسبانيا مسؤولي الاتحاد بالضغط على المغرب، من خلال توخي الحذر بشأن المنتوجات التي يرسلها إلى أوروبا، خصوصا الطماطم، حيث أطلق الكاتب العام للزراعة والأغذية الإسباني، فرناندو ميراندا، تصريحات أشار فيها إلى أن منطقة ألميريا الإسبانية تعاني من مشكل انخفاض أسعار الطماطم في السوق الأوروبية، والمنافسة القوية من الواردات المغربية، وفق ما أوردته صحيفة "دياري دي ألميريا" (يومية ألميريا). وأورد المنبر الإسباني أن شركة "أورتي فروتا" الإسبانية نبهت الأسبوع الماضي السلطات والمسؤولين الأوروبيين إلى ما وصفته ب"التغير الخطير" في سوق الطماطم الأوروبية، إذ أرجعت السبب إلى زيادة العرض في هذه السلعة القادمة من طرف دول ثالثة. وتقصد بذلك المغرب دون ذكره مباشرة. في هذا الصدد، أوضح المسؤول الإسباني أن مشكلة منطقة ألميريا "تتدخل فيها أيضا قضية الموسمية، حيث خلفت العاصفة الثلجية "فيلومينا" التي شهدتها إسبانيا في يناير المنصرم على النقل واللوجيستيك مما أثر على حصيلة الإنتاج بالبلد، وبهذه المنطقة أساسا. بالإضافة إلى ذلك، يواجه القطاع مشكلة أخرى أكثر عمومية، وتتعلق ب"الحاجة الماسة إلى تطوير وتحديث كفاءة إنتاجنا المحلي في ألميريا"، يوضح الكاتب العام للزراعة والأغذية الإسباني، قبل أن يذكر بأنه لهذا السبب تعتزم الحكومة وضع خطة استثمارية خاصة بالضيعات الفلاحية قيمتها 122 مليون يورو وذلك بهدف وضعها "في أفضل وضع تنافسي"، حسب ما نقله المنبر المحلي نفسه.
