رسالة سياسية حادة من السعدي لبنكيران: لا تراجع عن الأمازيغية ولا مساومة على الثوابت        نشرة إنذارية .. تساقطات ثلجية وأمطار قوية أحيانا رعدية مرتقبة اليوم السبت والأحد    بورصة البيضاء .. ملخص الأداء الأسبوعي    ميسي في الهند.. جولة تاريخية تتحول إلى كارثة وطنية        المديرية ال0قليمية للثقافة بتطوان تطمئن الرإي العام على مصير مدخرات المكتبة العامة بتطوان    محمد رمضان يحل بمراكش لتصوير الأغنية الرسمية لكأس إفريقيا 2025    الناظور .. أخنوش يؤكد الوفاء بوعود 2021 وجعل الاستثمار الحقيقي في الإنسان    مجلس السلام خطر على الدوام /1من2    تعاون غير مسبوق بين لارتيست ونج وبيني آدم وخديجة تاعيالت في "هداك الزين"    من الناظور... أخنوش: الأرقام تتكلم والتحسن الاقتصادي ينعكس مباشرة على معيشة المغاربة            مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال24 ساعة الماضية        احتفاء بكأس أمم إفريقيا 2025.. مزيج بين الفن والرياضة في عرض "موج" بمحطة الرباط-أكدال    نقابات الصحة تصعّد وتعلن إضرابًا وطنيًا باستثناء المستعجلات    مطارات المملكة جاهزة لاستقبال كأس إفريقيا للأمم 2025    التونسي وهبي الخزري يعتزل كرة القدم    توقيف مواطن ألباني في أصيلة مبحوث عنه دوليا    المغرب: خبير صحي يحدّر من موسم قاسٍ للإنفلونزا مع انتشار متحوّر جديد عالمياً    ضحايا "زلزال الحوز" ينددون بحملة التضييقات والأحكام في حقهم    تساقط الثلوج يقطع طرقات في تنغير    الطريق بين تطوان والمضيق تنقطع بسبب الأمطار الغزيرة    الملك تشارلز يعلن تطورا لافتا في علاجه من السرطان    كأس أمم إفريقيا 2025.. "الكاف" ولجنة التنظيم المحلية يؤكدان التزامهما بتوفير ظروف عمل عالمية المستوى للإعلاميين المعتمدين    نادي الأهلي السعودي يحتفي بالرجاء    القنيطرة .. يوم تحسيسي تواصلي لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة    الممثل بيتر غرين يفارق الحياة بمدينة نيويورك    جهة الدار البيضاء : مجلس الأكاديمية الجهوية يصادق على برنامج العمل وميزانية 2026    حبس الرئيس البوليفي السابق لويس آرسي احتياطيا بتهم فساد    خطابي: فلسطين تحتاج "محامين أذكياء"    السغروشني تعلن تعبئة 1,3 مليار درهم لدعم المقاولات الناشئة    تشيوانتشو: إرث ابن بطوطة في صلب التبادلات الثقافية الصينية-المغربية    الركراكي يرفع سقف الطموح ويؤكد قدرة المغرب على التتويج بالكان    الإقصاء من "الكان" يصدم عبقار    بنونة يطالب ب «فتح تحقيق فوري وحازم لكشف لغز تهجير الكتب والوثائق النفيسة من المكتبة العامة لتطوان»    عاصفة شتوية تصرع 16 شخصا بغزة    "الأنفلونزا الخارقة".. سلالة جديدة تنتشر بسرعة في المغرب بأعراض أشد وتحذيرات صحية        يونيسكو.. انتخاب المغرب عضوا في الهيئة التقييمية للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي    إيران تعتقل متوجة بجائزة نوبل للسلام    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع    بريطانيا.. موجة إنفلونزا "غير مسبوقة" منذ جائحة (كوفيد-19)    مدينة الحسيمة تحتضن فعاليات الملتقى الجهوي السابع للتعاونيات الفلاحية النسائية    ميناء العرائش .. انخفاض طفيف في حجم مفرغات الصيد البحري    تناول الأفوكادو بانتظام يخفض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية    تيميتار 2025.. عشرون سنة من الاحتفاء بالموسيقى الأمازيغية وروح الانفتاح    مراسلون بلا حدود: سنة 2025 الأكثر دموية للصحافيين وقطاع غزة يتصدر قائمة الاستهداف    منظمة الصحة العالمية .. لا أدلة علمية تربط اللقاحات باضطرابات طيف التوحد    تخفيف عقوبة طالب مغربي في تونس تفضح سوء استخدام قوانين الإرهاب    فيضانات تجتاح الولايات المتحدة وكندا وإجلاء آلاف السكان    سوريا الكبرى أم إسرائيل الكبرى؟    الرسالة الملكية توحّد العلماء الأفارقة حول احتفاء تاريخي بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    تحديد فترة التسجيل الإلكتروني لموسم حج 1448ه    موسم حج 1448ه.. تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    موسم حج 1448ه... تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمة تدخل بخيط أبيض بين الرباط ومدريد
نشر في فبراير يوم 04 - 10 - 2012

جاء رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، إلى المغرب مبتسما فاتحا ذراعيه، مدفوعا برياح الأزمة الاقتصادية في بلاده، يطلب فتح صفحة جديدة في علاقة مدريد بالرباط.. علاقة تتكلم لغة واحدة.. لغة الأرقام والاستثمارات ومعدلات التبادل التجاري وعناوين الشركات وأسماء الماركات...
مرحبا بالحزب الشعبي الإسباني في بلادنا، والذي كان دائما مصابا بحساسة مفرطة تجاه المغرب، وخاصة عندما يكون في المعارضة، حيث لا يرى في الجار الجنوبي سوى مهاجرين سريين وعلنيين يعبرون المتوسط، وأطنان من المخدرات تسبح فوق الأمواج، ومطالب مغربية باسترجاع سبتة ومليلية والجزر الأخرى المحتلة...
لغة المعارضة تختلف كثيرا عن لغة الحكومة، ودولة الرفاهية تختلف جذريا عن دولة الأزمة الاقتصادية. لا بأس، فكما يقول المغاربة في مثلهم الدارج: «وقت ما جاء الخير ينفع». في المغرب اليوم هناك أكثر من 800 شركة إسبانية تعمل وتنتج وتربح، وهناك أكثر من 20 ألف مقاولة إسبانية تصدر من شبه الجزيرة الإيبيرية منتوجاتها إلى المغرب، وهذا ما أكده راخوي نفسه أمس في الرباط، إذ أعلن أن إسبانيا أصبحت أول شريك اقتصادي، بعد الاتحاد الأوربي، للمغرب، وأن الصادرات الإسبانية إلى المملكة الشريفة ارتفعت هذه السنة بحوالي %40، وهو رقم كبير يعكس تحولا استراتيجيا للفاعلين الاقتصاديين الإسبان، الذين يرون في المغرب فرصة كبيرة للاستثمار وللإطلالة على قارة بكاملها اسمها إفريقيا...
استفادتنا نحن أقل من شريكنا الإسباني نظرا لضعف تنافسية مقاولاتنا في الداخل، فما بالك بالخارج، ولأننا أصبحنا بلاد «تستورد كل شيء»، ولم نعد نصدر سوى السلع الرخيصة والمواد الأولية إلى الأسواق العالمية، ومع ذلك فإن علاقتنا بالجار الإسباني مربوطة بالتاريخ حلوه ومره، وبالجوار الجغرافي المتعب أحيانا، وبالكثير من العقد وسوء الفهم، لكن هناك حوالي 800 ألف مغربي يعيشون في إسبانيا، ويدرس أبناؤهم هناك، وتعيل تحويلاتهم أسرا مهمة هنا. نعم، تضرر هؤلاء كثيرا من الأزمة الاقتصادية التي حولت أكثر من %60 من الشبان المغاربة هناك إلى عاطلين عن العمل، ودفعت بالآلاف إلى مغادرة إسبانيا نحو المغرب أو دول أوربية أخرى. ومن أجل هؤلاء، لا بد أن يتحدث بنكيران، رئيس الحكومة، بصراحة مع راخوي حول ضرورة أن تشمل حلول حكومته، لمواجهة آثار البطالة القاتلة، المغاربة هناك الذين عملوا لعقود من الزمن في أوراش البناء وفي الأشغال الشاقة وفي إنعاش السياحة، وساهموا في صناديق الاحتياط الاجتماعي، ولا يعقل اليوم أن يجدوا أنفسهم ضحايا أكثر من الإسبان أمام سكين الأزمة الذي وصل إلى اللحم الحي...
لغة الأرقام والمصالح كثيرا ما كانت أسرع لغة للتواصل، وأفضل مناخ لعلاقة سياسية ودبلوماسية صحية، ولهذا لا بد من الاستمرار على هذا الطريق، وإزالة كل الأحجار الموجودة في حذاءي البلدين. نزاع الصحراء يجب أن يخرج من أجندة إسبانيا تجاه المغرب، وأن يترك هناك على بعد 6000 كلم في أروقة الأمم المتحدة الزرقاء بنيويورك. سبتة ومليلية والجزر المحتلة يجب أن تدخل إلى غرفة مكيفة لحوار استراتيجي «بدون بوليميك» أو مزايدات انتخابية أو شعبوية... هناك عدة حلول لهذا الملف، منها السيادة المشتركة على المدينتين، أو سيادة المغرب وتفويض التدبير والإدارة لإسبانيا في سبتة ومليلية، أو حلول أخرى. المهم هو ألا نجعل من هذا الملف لغما ينفجر كل لحظة ويرجعنا إلى نقطة الصفر.
من جهة المغرب، يجب على الحكومة أن تحسن مناخ الأعمال وتصلح القضاء، وتمتنع عن الخلط بين إسبانيا الرسمية وإعلام إسبانيا، وبين المواقف الرسمية ونشاط المجتمع المدني، ثم علينا أن نغير سفيرنا في مدريد لأنه خارج التغطية، وأن نبعث سفيرا آخر يعرف المغرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.