الآن، وبعد أن وضع مهرجان ألف فرس وفرس أوزاره في دورته الحادية عشرة،وعاد الفرسان إلى منازلهم، وفاز من فاز بالسباق على الطريق،وتسلم كل مشارك نصيبه من النعمة ،يحق لنا أن نقف وقفة تأمل وتقييم للمهرجان، منصتين لصوت العقل لالميولات العاطفة، لتحديد الإيجابيات من أجل استثمارها وتطويرها، ولمعرفة السلبيات والثغرات لتجاوزها في دورات قادمة، وتصحيح الأخطاء وتصويبها حتى لا يحيد المهرجان عن أهدافه (التنشيط الاقتصادي والتجاري والتسويق والترفيه...) ويتحول إلى جحيم يومي يكتوي به ساكنة مدينة الفقيه بن صالح. نحن لسنا ضد المهرجانات كما يدعي البعض ، لأننا ندرك أهميتها الاقتصادية والتجارية والثقافية والترفيهية من ناحية، ولأن كل مدن العالم لها مهرجاناتها من ناحية ثانية ، والتي تعكس نوعية وطبيعة ونمط التفكيروالوعي عند مبتدعيها.وهنا لابد من طرح بعض الأسئلة التي نعتبرها حارقة على من يهمهم الأمرونحن على يقين أنهم لن يجيبوا عنها من مثل 1-لماذا تم تهريب الندوة الصحفية للمهرجان إلى مدينة الدارالبيضاء؟ هل لذلك علاقة بمنافع معينة؟ وهل المهرجان نظم بمدينة الدارالبيضاء أم بمدينة الفقيه بن صالح؟ 2-كيف تم تفويت تنظيم المهرجان ؟وهل تم احترام المرسوم الجديد للصفقات العمومية الذي يضمن السلامة والشفافية والتنافسية بين المترشحين أم أنه جرت مياه زرقاء تحت حوافر خيول التبوريدة؟ 3-نتساءل كذلك عن الشفافية في التدبير المالي للمهرجان:كم هي المستخلصات من الاستشهار؟ وماهي النفقات ؟وفيما صرفت وما الباقي؟ 4- أين موقع الثقافة المحلية في المهرجان ؟ علما أن المدينة تزخرببعض الظواهر الثقافية (الأدب الشعبي /الأدب المحلي/تاريخ المنطقة/ فن تشكيلي ولما لم يتم التفكير في معرض للفن التشكيلي مادام أن المدينة بها فنانون تشكيليون؟أم أن مفهوم الثقافة يختلط بالفلكلور عند البعض؟ بعد هذه الأسئلة وغيرها ،ننتقل إلى طرح بعض المشاكل التي أثارت غضب الساكنة وتذمرها واستياءها منها على وجه التمثيل لا الحصر: 1-أن بعض فرق الخيالة قد اتخذت من بعض الأحياء مرابط لخيولها ، ويتعلق الأمر بأحياء نزهة 1 ونزهة 2 وبدروفريدة...مما تسبب في كوارث بيئية ناتجة عن تراكم روث الخيول والأزبال في الأزقة والشوارع ، مع ما ينتج عن ذلك من أمراض تنفسية ،خصوصا لدى الأطفال الصغار وكبار السن،بحيث يظلون ويبيتون ويصبحون على روائح كريهة ،وهذا مظهر من مظاهر سوء التنظيم وعدم الاهتمام بصحة المواطنين .المهم بالنسبة لمن يهمهم الأمر هو المهرجان لا الإنسان . 2- ما زاد الساكنة نقمة هو إغلاق الشارع الرئيسي للمدينة (شارع الحسن الثاني) يوم السبت 19 أبريل لإجراء السباق على الطريق، الشئ الذي خلق ارتباكا في حركة السير و امتلأت الأزقة والشوارع الصغيرة بالسيارات، وتعطلت مصالح المواطنين بل إن المسافرين اكتووا هم الآخرون من هذا الإغلاق بحكم أن المحطة الطرقية توجد في شارع الحسن الثاني . وقد عايننا مسافرين يحملون أمتعتهم وهم يجرون للوصول إلى أماكن بعيدة وقفت فيها الحافلات.أما المرضى في حالة استعجال فكان الله في عونهم لأن حامليهم اضطروا إلى أخذ مسارات طويلة للوصول إلى المستشفى. ولاندري لماذا يتم منع المرور من الشارع الذي يعتبر رئة المدينة ومدخلها ومخرجها؟ وهل السباق بهذه الأهمية حتى تعطل أو تتأخرمصالح المواطنين؟ 3-أما المصيبة العظمى فهو ما عرفته ليلة السبت 19 أبريل 2014 من أحداث فوضى أثناء سهرة الشاب "بلال" حيث انقلبت السهرة إلى تشابك ورمي بالحجارة بين الجمهوروشوهدت أعداد غفيرة وهي تفر وتهرول في الشارع العام مما خلق حالة من الرعب والخوف في نفوس المواطنين. ما أثرناه من أسئلة ومشاكل ما هو إلا قليل من كثيروننصح من يهمه الأمرأن يقرأ هذه المعطيات قراءة واعية وعميقة لأخذ العبرة وتجاوز الأخطاء واستحضار المقاربة التشاركية والتفكير في تنظيم المهرجان في مكان آخر بتبوريدته وسباقه خارج المدينة لتجنيب الساكنة المشاكل المشار إليها آنفا.