يقف مصطفى الغريب أمام مطعم راق وسط طنجة، يضع اللمسات الأخيرة على تزيين واجهة الفضاء استعداداً لمباراة المنتخب الوطني الذي سيواجه منتخب مالي في قمة كروية منتظرة اليوم الجمعة على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. ينظر الشاب الذي يساعد في تدبير المطعم الأنيق بتركيز كبير في الواجهة المزينة بأعلام الدول المشاركة في التظاهرة الإفريقية الكبيرة، ومجسم ل"أسد الأطلس" مرتديا قميص المنتخب، في مشهد يغري بالزيارة. اقتربت هسبريس من المطعم وبادرت إلى سؤال الشاب الذي لا تفارق الابتسامة محياه، وسألته عن إمكانية الحضور لمتابعة المباراة المرتقبة في المطعم، ليرد: "مرحبا، لكن يجب الحجز من الآن، لأن المقاعد المتبقية جد محدودة". وأضاف الغريب موضحا: "الإقبال كبير على متابعة مباريات المنتخب الوطني المغربي"، وزاد: "لدينا زبائن أوفياء يحجزون بشكل مسبق"، مؤكدا أن نسبة الملء تجاوزت 80 بالمائة من إجمالي المقاعد المتوفرة في المطعم. وتابع الشاب ذاته: "نحن لا نرفع التعريفة، لأن زبائننا هم أنفسهم لا يتغيرون في هذه المناسبات"، مردفا: "من غير المقبول أن نرفع السعر في ظرفية وجيزة وزباؤننا هم أنفسهم". وأشار المتحدث ذاته إلى أن "المطعم يوفر أجواء مثالية لمشاهدة المباراة وتناول الطعام الذي يوفره بشكل سلس، ويخيم عليه الحماس والتشجيع الكبير لأسود الأطلس في رحلة البحث عن الكأس الغالية". وإذا كانت المطاعم والفنادق لها جمهورها الخاص من الطبقة الغنية فإن الغالبية الساحقة من المواطنين يلجؤون إلى المقاهي لمتابعة "أسود الأطلس" وتشجيعهم أمام الشاشات الكبيرة التي تحرص غالبيتها على توفيرها لضمان حضور الجمهور. تغييرات كثيرة عرفتها المقاهي التي دخلت في سباق ومنافسة قوية لاستقطاب أكبر عدد من الزوار في التظاهرة الرياضية التي يراها البعض فرصة لتحقيق ربح أكبر، عبر مضاعفة الأسعار وبيع تذاكر خاصة لمشاهدة المباريات. ولاقت هذه الزيادة انتقادات كبيرة من طرف المستهلك المغربي الذي يرى فيها خطوة "انتهازية" تكرس جشع أرباب المقاهي وسعيهم وراء الربح وتحويل كل مناسبة إلى فرصة لا ينبغي تفويتها. محمد الضبيب، صاحب مقهى وسط مدينة طنجة، تواصلت معه جريدة هسبريس الإلكترونية حول الموضوع، وكيف يتعامل في مشروعه بهذه المناسبة، وأكد أن الأمر يختلف من مقهى لآخر. وقال الضبيب وهو يحتسي الشاي: "الأمر يختلف من مقهى لآخر، فلكل طريقته في التعامل مع المباريات التي يخوضها المنتخب الوطني في 'الكان' الذي تستضيفه البلاد"، معتبرا أن الأرباح التي يتحدث عنها البعض "غير صحيحة". وأضاف صاحب المقهى القريب من "رياض تطوان" في "عروس الشمال" أن المستهلك عموما "مطالب بأن يتفهم الوضع والزيادات المسجلة أيام مباريات 'أسود الأطلس'، لأن البعض يقضون 3 ساعات في المقهى قبل المباراة، بالإضافة إلى ساعتي المقابلة، أي حوالي 5 ساعات، وهو وقت طويل بالنسبة لنا". وتابع المهني ذاته بأن المقهى التي يمتلكها ضاعفت تقريبا الأسعار في الأيام تبث فيها مباريات المنتخب الوطني، مبرزا أن "المقهى تنظم فقرات وبرامج تنشيط خاصة بالجمهور، بالإضافة إلى التزيين بالملصقات والديكورات الخاصة بكأس إفريقيا، وهي أمور مكلفة لا يستحضرها الزبون عند إصدار الأحكام الجاهزة"، بتعبيره.