عادت فتيحة المجاطي، الملقبة ب «أم آدم»، إلى الظهور بعد انقطاع أخبارها منذ التحقاها ب «داعش» في «بلاد العراق والشام». عودة فتيحة لم تكن بتوفر معلومات حول طبيعة ما تقوم به من نشاطات حاليا داخل التنظيم أو الوجهة التي اتخذتها بعد تشديد الخناق على مقاتلي «الدولة الرسلامية» في بلاد الرافدين، بل بإدراج «إم. بي. سي» ل «قصة تطرفها» ضمن فيلم واثقي الذي يختتم به مسلسل "غرابيب سود»، المستمدة أحداثه من قصص وشخصيات حقيقية وواقعية في تنظيم البغدادي على مدى 20 حلقة. الفيلم الوثائقي-الدرامي، الذي حمل إسم "ألوان الدم الخمسة»، بتت أول حلقاته أمس جمعة، وبدأ في سرد حكاية أم آدم من باريس، حيث بدأت فكرة «الجهاد» تداعب عقل المتطرفة المغربية بعد حضورها، في سنة 1991، للقاء حول حرب البوسنة أطره قياديون في حماس، وطالبان، والإخوان المسلمين.
وكشفت الشهادات المقدمة في الوثائقي من باحثين في شؤون الجماعات الإسلامية أن ما قيل في اللقاء أثر كثيرا في نفسية فتيحة، لتقرر حزم حقائبها والسفر، رفقة زوجها، إلى البوسنة ل «الجهاد».
بعد ثلاث سنوات عادت أم آدم إلى المغرب بعد إصابتها بالسرطان والسل الرئوي. غير أن اتصالها بالجهاديين في عدد من الدول لم ينقطع، إذ ما إن مرت فترة قصيرة على وجودها في الدار البيضلء، حسب المعطيات التي قدمت في في الفيلم الوثائقي، حتى قررت مجددا حزم حقائبها والسفر هذه المرة إلى مدريد، التي كانت أول محطة في رحلتها نحو أفغانسان مرور بإيران.
في أفغانستان كانت تنتظر فتيحة مفاجأة «سارة» بالنسبة لها ولزوجها. أذ أنهما حظيا بلقاء زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، قبل أن يجري تخصيص فيلا فخمة لأم آدم لتقطن فيها.
غير أن «النعيم الجهادي» لفتيحة لم يكتب له أن يطول زمنيا، إذ بعد هجمات 11 شتنبر بنيويورك وحشد أمريكا آلتها العسكرية لضرب معاقل التنظيم، اضطرت أم آدم للهرب مع زوجها وابنيها (إلياس وآدم) إلى بنغلادش، حيث ظلت مختفية هناك، رفقة زوجها، لما يقارب 9 أشهر، قبل أن يجري تزويدها بجوازات سفر قطرية مزورة دخلت بواسطتها تحت غطاء أداء مناسك الحج إلى السعودية.
في المملكة، وحسب ما جاء في «ألوان الدم الخمسة»، وفرت لعائلة فتيحة شقة من قبل أحر أخطر المتطرفين المطلوبين أمنيا ويدعى خالد الجهني. عيش فتيحة مع الجهني تحت سقف واحد، وفق ما أكدته الشهادات المقدمة، أثار أكثر من سؤال عن شرعية الأمر.
خلال مقامها في السعودية شرعت فتيحة في الترتيب لتنفيذ عمل إرهابي. وفي اللحظة الذي بدأت في ترجمة هذا المخطط على أرض الواقع كشف الأمن تحركاتها، ليلقى القبض عليها رفقة شريكها في العملية داخل عيادة طبية، وترحل إلى المغرب مع إبنها إلياس، بينما ظل زوجها كريم المجاطي وإبنها آدم «مختفيا» في السعودية إلى أن تعرضا للقتل على أيدي القوات الأمنية خلال مداهمة لأحد مخابئ الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة.
وبعد قضائها لسنة سجنا في المغرب، عادت فكرة «الجهاد» لتداعب عقل أم آدم، فسافرت مجددا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف «داعش»، رفقة إبنها إلياس.