تفاقمت ظاهرة السهر وتدخين "الشيشة" في الآونة الأخيرة في المغرب، في صفوف اللاعبين المحليين والمحترفين، إذ بات الجميع يربط معسكرات "أسود الأطلس" بجلسات ل"الشيشة"، في غياب رقابة وصرامة من قبل الطاقم التقني المشرف على المنتخب الوطني، أو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفتها الجهاز الوصي على اللعبة، ودون الوعي بمدى خطورة "الأرجيلة" التي لم تعد تتميز بنكهات من "التفاح" و"النعناع" فقط، بل تم إدخال عليها أنواع جديدة من المخدرات، والتي تهدد بصفة مباشرة، مستقبل لاعب كرة القدم. واستقت "هسبورت" آراء بعض الأطر الوطنية، حول موضوع "الشيشة" ومدى تأثيرها على مستقبل اللاعبين، بالإضافة إلى تعليقاتهم على صور "أسود الأطلس" التي انتشرت خلال هذه الفترة، والتي أثارت ضجة كبيرة في الشارع المغربي. طاليب: "الشيشة" تتسبب في مشاكل عديدة للاعبين أقر الإطار الوطني، عبد الرحيم طاليب، بالخطأ الفادح الذي يرتكبه أغلب اللاعبين المغاربة، بتعاطيهم ل"الشيشة"، والتي تؤثر بشكل سلبي على الجسم والرئتين، إذ أن أي مدخن لهذه المادة يجهل تماما، مدى خطورتها علميا، ومدى خطورة امتصاص الماء المركب، وتأثيره على المخ والمخيخ والجهاز العصبي والهضمي، فبالإضافة إلى كل هذه الأضرار الجسمانية، فهي تضر أيضا بسمعة اللاعب والنادي أو المنتخب الذي ينتمي إليه. وأضاف عبد الرحيم طاليب، أن الأطقم التقنية للأندية متضررة هي الأخرى، على اعتبار أن اللاعب يفتقد للأوكسجين النقي والصحيح خلال خوضه للمباريات، كما أن السهر يفقده التركيز، لذا وجب اتخاذ قرارات صارمة في حق "المشيشين"، سواء من قبل الفرق أو المدرب، وذلك بتوقيفهم عن الممارسة لفترة معينة، على اعتبار أن الرياضة أخلاق قبل كل شيء، ودائما ما يتخذ الجمهور اللاعب قدوة له. وتابع "تدخين سيجارة واحدة تنقص دقيقة من عمر الإنسان، فما بالك بتدخين "الشيشة" التي تساوي عددا كبيرا من السجائر، وهو الشيء الذي يؤثر بشكل مباشر على مسار اللاعب، ويجعله ينهيه مبكرا، فيجب على هؤلاء مراجعة أوراقهم قبل فوات الأوان.. كما أن اللاعب المحترف لا يعي بخطورتها فما بالك باللاعب المحلي". وفوجئ المتحدث ذاته، هو الآخر بالصور المنتشرة للاعبي المنتخب الوطني، مؤكدا أن هذه الظاهرة قد أصبحت "موضة" في صفوف هؤلاء اللاعبين، كما أنها توضح كثرة المشاكل التي يعانون منها رفقة أنديتهم، وتعرضهم لإصابات متكررة من خلال النقص في الطراوة البدنية، مشيرا إلى أنه يجب إنزال عقوبات في حقهم، وعدم التغاضي على هذه الفوضى التي عرفها المعسكر التدريبي، مردفا "كريم بنزيما وآخرون، كانوا قد وقعوا في مشاكل أقل خطورة من هذه وتم توقيفهم لمدة معينة، ولهذا يجب التعامل بالمثل". فخر الدين: يجب معاقبة لاعبي المنتخب كشف الإطار الوطني، فخر الدين رجحي، أن "الشيشة" أصبحت جزءا من الحياة العادية في الدول العربية، فبالرغم من خطورتها والأضرار التي من الممكن أن تنتج عنها، إلا أن الجميع بات يتعاطاها من أجل التسلية، كما أنها لم تعد تلك "الشيشة" العادية، بل أصبحت مزيجا من المخدرات أو ما يسمى ب"المعجون"، وهو الشيء الذي يزيد من خطورتها. وتابع "حضرت يوما دراسيا في الآونة الأخيرة في مدينة العيون، وفوجئت بتفسيرات الأطباء، حيث تم التأكيد على أن قنينة "شيشة" واحدة تساوي 40 سيجارة، كما أنها سريعة المرور إلى الرئتين، الشيء الذي يؤثر على صحة وسلامة اللاعبين المتعاطين لها، كما أن مستواهم على أرضية الملعب يتراجع تدريجيا، وينتهي مسارهم الكروي مبكرا". وأضاف المتحدث ذاته، أنه فوجئ أيضا لصور لاعبي المنتخب الوطني المنتشرة في الآونة الأخيرة، وأكد أن الاحتراف ليس بالعقود فقط، بل بالالتزام والانضباط، كما أن الأيام الدراسية التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية، يجب أن تتخللها مثل هذه المواضيع المهمة، مردفا "يجب على الجامعة إنزال عقوبات في حق هؤلاء اللاعبين، والمشكل الأكبر هو أنهم يتباهون بتعاطيهم لهذه المادة السامة، من خلال نشر صورهم.. كون غير كانوا كيتخباو بعدا، كيفضحوا راسهم".