خلدت مفوضية الشرطة بالقصر الكبير الذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، بحضور شخصيات مدينة ومنتخبة، وباشا المدينة وممثلي السلطة القضائية، وفعاليات المجتمع المدني، إلى جانب ممثلي مختلف وسائل الإعلام. وأكد عبد الحميد لعسارة، رئيس مفوضية الأمن الوطني بالقصر الكبير، في كلمة له بالمناسبة، على رمزية هذه الذكرى، التي "تعد محطة سنوية لاستحضار الإنجازات التي حققتها المؤسسة الأمنية العام المنصرم، وتعزيز التفاعل المجتمعي والانفتاح المرفقي لجهاز الأمن الوطني، تجسيدا لمفهوم الشرطة المواطنة". وأشاد رئيس المفوضية بالتعاون المثمر مع مختلف الشركاء الأمنيين، من مصالح أمنية موازية وقوات عمومية وسلطة محلية، مؤكداً أن "أمن الأشخاص والممتلكات والحقوق والمؤسسات هو مسؤولية جماعية". كما استعرض المسؤول الأمني الجهود المبذولة لتنزيل المفهوم الجديد والمتجدد للسلطة، الذي يرتكز على الإصغاء المباشر للمواطنين، مشيراً إلى أن "تحقيق المبادئ الدستورية والمفاهيم الأمنية المتطورة، كالحكامة الأمنية الرشيدة وشرطة القرب والإنتاج المشترك للأمن، يستلزم تنويع وتدعيم قنوات التواصل الأمني والانفتاح المرفقي، وهو النهج الذي تتبعه المديرية العامة للأمن الوطني من خلال تنظيم الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، التي ستحط رحالها هذه السنة بمدينة الجديدة تحت شعار 'فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد'". كما لفت المسؤول الأمني إلى "الحرص الشديد على التنزيل السليم لإستراتيجية المديرية العامة لمكافحة الجريمة بكافة أشكالها، من خلال تبني مقاربة شمولية تجمع بين الوقاية والزجر، في إطار الاحترام الكامل لدولة الحق والقانون، وصون السلامة البدنية للأفراد والمحافظة على ممتلكاتهم، مع عدم إغفال الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور والاتفاقيات الدولية". وبلغة الأرقام تطرق لعسارة إلى حصيلة عمل المفوضية خلال السنة الأمنية الماضية، التي تميزت بمعالجة 1632 شكاية و1690 ملفا بتعليمات من النيابة العامة، وتوقيف 3800 شخص في حالة تلبس و1715 شخصا مبحوثا عنهم، منوها بالدور الهام للسلطات القضائية، خاصة على مستوى التواصل بين ضباط الشرطة القضائية والنيابة العامة المختصة. وفي مجال السلامة الطرقية أشار رئيس المفوضية ذاتها إلى تسجيل 8258 مخالفة مرورية، وإيداع 152 سيارة و493 دراجة نارية المحجز البلدي، بالإضافة إلى إنجاز 31 ألفا و163 بطاقة وطنية للتعريف. وأكد المتحدث ذاته على تحقيق تراجع ملحوظ في معدل الجريمة بفضل تكثيف الحضور الأمني وتعدد المبادرات الشرطية، مشددا على حرص المديرية العامة على تأهيل العناصر الأمنية من خلال منظومة التكوين المستمر في مجالات الأمن وحقوق الإنسان وغيرها. وشهد الحفل إلقاء كلمة باسم جمعية الصداقة لمتقاعدي الأمن الوطني، عبرت من خلالها عن الاعتزاز بالمسار المهني والتضحيات التي قدمها المحالون على التقاعد، إلى جانب مبادرة تقديرية تمثلت في توزيع هدايا وشهادات على المتقاعدين والأرامل. واختتم الحفل بتكريم "شهداء الواجب" والإشادة بجهود جميع الساهرين على أمن الوطن والمواطنين، مع حفل شاي أقيم على شرف الحضور.