اتسعت الشرائح الاجتماعية الواسعة التي رفضت ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة بالجزائر، لتشمل فئة رجال التعليم العالي، حيث نظم أساتذة جامعيون جزائريون، اليوم، وقفة احتجاجية بالعاصمة ضد ما بات يُعرف بالعهدة الرابعة، مطالبين بتغيير سلمي يؤدي لرحيل النظام الحاكم في البلاد. ونظم العشرات من الأساتذة الجامعيين، وقفة احتجاجية بجامعة "الجزائر2 " بالعاصمة، شارك فيها العديد من الطلبة، رفعوا خلالها شعارات مناهضة لترشح الرئيس الحالي بوتفليقة لولاية الرابعة، وطالبوا بتغيير سلمي يؤدي إلى رحيل النظام الحاكم، كما أفاد طلبة من داخل الجامعة. وأفاد الدكتور ناصر جابي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، بأن "قوات الأمن منعت وسائل الإعلام من الدخول لتغطية وقفتنا، وبعد تهديدنا بنقل الاحتجاج إلى الشارع سمح لنا بالخروج للحديث إلى الصحفيين". ووزع المشاركون في الوقفة بيانا بعنوان "نداء إلى الأسرة الجامعية"، وقَّعه عشرات الأساتذة الجامعيين، جاء فيه أن "الجزائر تعيش أزمة حادة وانسدادًا سياسيًا خطيرًا قد يعصف ببناء الدولة والمجتمع، فما نعيشه في هذا الظرف التاريخي من تأزم سياسي وانسداد في الآفاق يفصح عن إفلاس نظام حكم بكامله". وتساءل بيان الأساتذة الجامعيين "كيف يمكن أن تبقى الجامعة صامتة أمام تردي الوضع السياسي، وفساد النظام على كل المستويات، بمصادرته للحريات وانتهاك الدستور، واغتصاب الإرادة الشعبية، وتبديد المال العام وتحويل مؤسسات الدولة إلى لجان مساندة لتكريس الزعامة الفردية وحكم السلطة ومافيا المال". وأردف المصدر عينه بالقول "إننا أمام لحظة تاريخية في مسيرة بلادنا تطالبنا بوضع كل خلافاتنا الفكرية والأيديولوجية والسياسية على جنب، والوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن الجزائر واستقلالها وكرامتها ضد نظام لم يجد في الجزائر وشعبها سوى غنيمة حرب". وتشهد الجزائر حاليا موجة احتجاجات ضد انتخابات الرئاسة المقبلة، والنظام الحاكم في البلاد تقودها حركة لناشطين تسمى "بركات"، وأحزاب وشخصيات سياسية بارزة أعلنت مقاطعتها لانتخابات الرئاسة، لأنها " محسومة سلفا لصالح الرئيس بوتفليقة".