معارك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ، وصلت هذه المرة للذراع النقابية لحزب الوردة التي تعيش على وقع الصراع للسيطرة عليها بين كاتبها العام عبد الرحمان العزوزي وتيار عضو المكتب السياسي عبد الحميد الفاتيحي المدعوم من قبل الكاتب الأول إدريس لشكر. ووصلت معركة المواجهة بين الطرفين إلى فريق الفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين، حيث عمد محمد دعيدعة، رئيس الفريق الفدرالي بالغرفة الثانية إلى طرد المحسوبين على إدريس لشكر في محاولة منه لإبعاد خطره الذي قد يطيح به في أي لحظة. وراسل دعيدعة رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله يخبر فيه بتجميد عضوية كل من عبد الحميد الفاتيحي عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد والذي نصبه إدريس لشكر كاتبا عاما على النقابة بعدما قرر إقالة الكاتب العام عبد الرحمان العزوزي، والصادق الرغيوي أحد مناصري الفاتيحي من داخل النقابة. ويأتي تجميد عضوية المستشارين البرلمانين على خلفية الصراع بين الطرفين بعد عقد أنصار الفاتيحي وبدعم من الكاتب الأول للإتحاد إدريس لشكر لمؤتمر استثنائي في إطار الصراع مع تيار العزوزي، حيث أعلنوا فيه انتخاب أجهزة تقريره وتنفيذية جديدة، وتنحية العزوزي ومن معه. وعلاقة بذات الموضوع راسل الفريق الفدرالي بالغرفة الثانية الكاتب العام للنقابة عبد الرحمان العزوزي معلنا مساندته له في معركته ضد إدريس لشكر، "باعتبار الفريق هو امتداد للفيدرالية الديمقراطية وإحدى مؤسساتها الأساسية". وهاجمت الرسالة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، والموقعة من الرئيس دعيدعة الكاتب الأول لإتحاد إدريس لشكر، معلنة "إدانتها لكل المحاولات الهادفة إلى المس بسمعة ووحدة النقابة وقراراها المستقل". ووصف رسالة دعيدعة ما قام به لشكر بعملية الانقلاب على الشرعية التنظيمية والقانونية التي تمثلها أغلبية المكتب المركزي المنبثق على المؤتمر الوطني الثالث والذي انتخب العزوزي كاتبا عاما، مؤكدا استعداده للدفاع عن الشرعية الديمقراطية والقانونية والإجراءات القانونية والقضائية لحماية وحدة الفدرالية الديمقراطية للشغل وحماية ممتلكاتها وماليتها. وتأتي تطورات نقابة حزب الاتحاد داخل مجلس المستشارين في وقت أدان النواب المحسوبين على تيار الزايدي بمجلس النواب، "توجه القيادة الحزبية المدعم للمسار الانشقاقي داخلها"، معتبرين ما قام به لشكر في هذا الاتجاه بالمعادي في جوهره لاستقلالية الفعل النقابي وللروح الوحدوية التي أحيتها النضالات المشتركة للنقابات الديمقراطية في الشهور الأخيرة.