كشف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أمس، أمام مجلس النواب خلال الجلسة الشهرية المخصصة للأسئلة الشفوية المتعلقة بالسياسة العامة، أن الحكومة تدخلت من خلال مروحية لانتشال جثة مواطن بمنطقة جبلية حتى "لا تنهشها الكلاب والذئاب"، على حد تعبيره. معطيات حصلت عليها هسبريس تفيد أن الأمر يتعلق بمواطن كان مستقرا قيد حياته بقلعة مكَونة، وكان في طريقه إلى مسقط رأسه بمنطقة "تيناثامين" التابعة لإقليم تينغير، مشيا على الأقدام. ويبدو أن الثلوج الكثيفة التي تساقطت على المكان حاصرت هذا المواطن حصارا لم يكن يتوقعه، في مقطع جبلي بين "تيناثامين" ودوار ثيلمي، وبالضبط بمنطقة تسمى "ثيكَردين ألمو نايت حديدو"، وذلك في الحدود بين تنغير وأزيلال. المواطن وافته المنية صباح السبت الماضي، في حدود الساعة العاشرة، قبل أن يُعثر على جثته من طرف مواطنين كانوا يقطعون المسلك الطرقي نفسه، ليربط أحدهم الاتصال بالبرلماني عبد العزيز أفتاتي في الغد، وذلك بعد أن باءت محاولات محلية لانتشال الجثة ونقلها إلى مستودع للأموات. وتبعا لذات المعطيات، فإن الاتصالات توالت بين المسؤولين المعنيين بخصوص طريقة انتشال المواطن الذي قضى وسط الثلوج الكثيفة، حيث تُوجت بتدخل وزارة الداخلية التي قامت باستنفار مصالحها الإقليمية بتينغيروأزيلال، لإيجاد حل يحفظ كرامة الميت وسط الثلوج. وبعد محاولات للتدخل عن طريق استعمال سيارة الإسعاف، والتي لم تجد مسلكا طرقيا مناسبا للعبور نحو منطقة ثيكَردين، تم اللجوء إلى مروحية تابعة للدرك الملكي بجهة تادلة أزيلال، حيث نقلت الجثة نحو مستودع للأموات، ليُتعرف فيما بعد عن هويته، ويتم إخبار عائلته.