بيْنما تسيرُ حكومة عبد الإله بنكيران نحوَ إتمام ولايتها الأولى، لتكون بذلك حكومةَ الإسلاميين الوحيدة التي صمدتْ في وجْه "الثورات المضادّة" لثورات "الربيع العربي"، التي عصفتْ بالإسلاميين في مصر، وعجّلتْ بإنهاء تجربة نظرائهم في تونس، توقّع قيادي في حزب العدالة والتنمية القائد للتحالف الحكومي، أن تستمرّ "حكومة الإسلاميين" في المغرب لولاياتٍ أخرى. وقالَ عبد الحق العربي، وهو عضوُ الأمانة العامّة لحزب العدالة والتنمية ومستشار رئيس الحكومة في الشؤون الاجتماعية، في لقاء نظمه فرع شبيبة العدالة والتنمية بالرباط، حول موضوع "الاستحقاقات الانتخابية ل2015: الجهوية المتقدمة والقوانين المنظمة للانتخابات"، إنّ هناك "بوادرَ لأنْ تستمرّ الحكومة لسنوات ولمَ لا ولاياتٍ أخرى بحوْل الله". وجاء حديث العربي الذي يرأس اللجنة المركزية للانتخابات بحزب العدالة والتنمية عن احتمال استمرار الحكومة لولايات أخرى، حينَ تطرَّق إلى "محاولات زعزعة الحكومة" سنة 2013، إبّان خروج حزب الاستقلال من نسختها الأولى، قائلا "كانوا يسعون إلى إقناع الشعب أنّ هذه التجربة ليست سوى مجرّد سحابة عابرة، لكنْ خابَ ظنّهم واستمرّت الحكومة". وكانَ رئيسُ الحكومة عبد الإله بنكيران قدْ قَال في لقاءٍ بمدينة الراشيدية قبْل أسبوعين إنّ الملك محمدا السادس قاوَم ضغوطا كادتْ تعصف بالحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، وهوَ ما أكّده عبد الحق العربي بقوله "طيلة سنة 2013 ظلّت التهديدات ومحاولات زعزعة الحكومة متواصلة". وفي مقابل توقّعه باستمرار الحكومة لسنوات أخرى، توقّع رئيس اللجنة المركزية للانتخابات بحزب العدالة والتنمية أنْ يُحقّق الحزبُ، في الانتخابات التشريعية القادمة نتائج أفضلَ بكثير من النتائج التي حقّقها في انتخابات 25 نونبر 2011، والتي أوْصلتْه إلى قيادة الحكومة. وقالَ العربي "كثير من الناخبينَ الذين امتنعوا عن التصويت في انتخابات 25 نونبر عضّوا على أيْديهم، لكوْنهم لمْ يكونوا يعتقدون أنّ الانتخابات ستكون شفّافة ونزيهة، وأضاف أنّ الربيع العربي "ليس هو من أوصلنا إلى الحكومة، فقدْ كنّا نحصل على نتائج جيّدة قبْل ذلك، وإنّما ساهمَ في جعْل الانتخابات نزيهة". وعلى الرّغم من أنّ العربي أكّد أن انتخابات 25 نونبر كانتْ نزيهة، إلّا أنّه شدّد على أنّ الرهانات الرئيسية للحزب، بخصوص الانتخابات الجماعية القادمة، يأتي على رأسها أنْ تكون نزيهة وشفافة، فيما يضعُ رهانَ احتلال الحزب المرتبة الأولى في المركز الثاني، قائلا "ما يهمّنا هو أنْ تفوز البلاد بانتخابات نزيهة، وهذا هو الفوز الكبير". ورُغم أنّ الإشراف على الانتخابات يوجَدُ بيدي رئيس الحكومة، ووزير العدل والحريات، وهما من حزب العدالة والتنمية، فضلا عن وزير الداخلية، إلّا أنّ العربي أكّدَ على أنّ المخاوفَ منْ ألّا تكون الانتخابات شفّافة ما زالتْ قائمة، موضحا "التماسيح والعفاريت ما زالتْ تتربّص بالتجربة، ولا زالَ هناك فساد"، وأضاف "الإشراف على الانتخابات شيء، وما يجري على الأرض شيء آخر". واعتبَرَ العربي أنّ أكبرَ منافس لحزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات الجماعية القادمة ليْسَ هو الأحزاب السياسية المنافسة، "بل المالُ واستغلال فقْر الفقراء". وهاجَم العربي حزب الأصالة والمعاصرة، الذي وصفه ب"الحزب المعلوم الذي جاء لمواجهة حزب العدالة والتنمية"، قائلا "أبَالسةُ هذا الحزب استخدموا الإدارة والوُلّاة من أجْل ترهيب الناس، لهذا حصل على أكثر من 70 في المائة من رئاسة الجماعات بعْد سنة واحدة فقط من تشكيله"، وبخصوص إمكانيّة التحالف معه قالَ العربي "نحن نقول لا للتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة". غيْرَ أنّه استدرك أنّ "بعض الخصوصيات المحلّية تقتضي التحالف مع أشخاص نعارضهم"، وأضاف "إذا قُلنا إنّ الحزب فيه أبالسة، ففيه أيضا أناس طيّبون"، وتابع العربي أنّ حزب العدالة التنمية يجدُ نفسه أمام خياريْن، "عدم التحالف مع الفاسدين في الجماعات، لتظلّ أيْدينا نظيفة، وهُنا سنترك لهم الساحة فارغة، أو التحالف معهم، من أجْل تقليص حجم الفساد". وهاجم العربي القياديَّ في حزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، وعلّق على حديثه خلال برنامج 90 دقيقة للإقناع على قناة ميدي آن تي في، عنْ مخطط الطاقة الشمسية الذي انخرط فيه المغرب، والذي يرأس الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى بكوري مجلس إدارة الوكالة المكلفة بتنفذيه، قائلا "مشروع الطاقة الشمسية هو مشروع الدولة وليس مشروع الأصالة والمعاصرة". وأضاف "الّلمْبة دْيال حزب العدالة والتنمية شاعْلة في المغرب كامْل أكثر من الشمس التي يريد البعض أنْ يطفئ بها مصباح العدالة والتنمية"، كمَا هاجَم أحزاب المعارضة، قائلا "قادة المُعارضة شادّاهم الرعدة وتالْفين وخايْفين، وجاءت استطلاعات الرأي الأخيرة وكمّلاتْ عليهم، لهذا يطالبون بتأجيل الانتخابات".