اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء بالعديد من القضايا والمواضيع المختلفة، منها على الخصوص التجاذبات والصراعات داخل الحزب الرئاسي الحاكم في الجزائر ، وزيارة الرئيس التونسي الى فرنسا ، والحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة في موريتانيا. ففي الجزائر أشارت صحيفة "الوطن" إلى أن معارضي الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني قرروا الاستفادة من الوضع داخل الحزب، للقيام بسلسلة من الإجراءات السياسية وإعادة تفعيل المواجهة ضد القيادة الحالية، من خلال توظيف الوضع القانوني الذي تعيشه التشكيلة السياسية الوطنية الأولى ، التي انتهت صلاحية قيادتها في 21 مارس. وسجلت الصحيفة أنه في المقابل يشعر المعارضون بتنامي الحوافز للتحرك في هذا الاتجاه ، وذلك في أعقاب التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية، الذي أكد أنه يعارض عقد مؤتمر جبهة التحرير الوطني إذا لم تعقد اللجنة المركزية قبل ذلك دورتها. ولاحظت الصحيفة أن "هذه التصريحات اعتبرت علامة على رفض قرارات عمار السعداني من قبل أعضاء حكوميين يحضون بمكانة هامة ". وأشارت صحيفة "لو سوار الجزائر " أن المواجهة بين القيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني ومنتقديها لن تعرف نهاية قريبة، بالنظر إلى أن الجانبين يواصلان ، كل على حدى، التشبث بقناعاته، في الوقت الذي ، يؤكد فيه المنتقدون ، بتوجيه من الشخص الذي يعتبر نفسه منسق المكتب السياسي للحزب، أن اللجنة المركزية ستتم دعوتها "لامحالة". وذكرت الصحيفة أن المنتقدين المناهضين للحزب الحاكم يتحدثون عن عريضة لتوجيه الدعوة إلى عقد دورة استثنائية للجنة المركزية ، وهو الأمر الذي قد يكون غير ممكن بدون موافقة ثلثي أعضاء هذه الهيئة على الأقل. من جهة ثانية، وفي معرض حديثها عن الجدل الدائر حاليا داخل المجتمع حول مشروع الإصلاح الدستوري الذي طال انتظاره، اعتبرت صحيفة "لوجون أنديبوندو" أنه إذا مرت المراجعة الدستورية عبر الجمعية الشعبية الوطنية، فإن ذلك من شأنه أن يفاقم الأزمة والعديد من الاعطاب التي تقوض المشهد السياسي الوطني. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم أن اعتماد طريق الاستفتاء سيكون أكثر ايجابية لعدة أسباب، منها أولا أنه سيخلق دينامية ومركز اهتمام آخر وأجواء جديدة، كما أنه سيمكن من تجاوز اكراهات وتشنجات الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وفي تونس، اهتمت الصحف المحلية على الخصوص بالزيارة التي يبدأها اليوم رئيس الدولة الباجي قائد السبسي إلى فرنسا، والتوقيع على اتفاق بين وزارة التربية الوطنية ونقابة الثانوي بعد أسابيع من الاضرابات ومسلسل الشد والجذب بين الطرفين، وكذا مستجدات الوضع الامني والسياسي. وفي هذا الصدد، خصصت مختلف الصحف التونسية تحليلاتها ومقالاتها وتعليقاتها لدلالات الزيارة الرئاسية ونتائجها المنتظرة على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل وضعية اقتصادية صعبة تجتازها البلاد، وظرفية أمنية خاصة بعد الهجوم الأخير على "متحف باردو" . وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "الصباح" في افتتاحية العدد " ما من شك أن هاجس الباجي السبسي ، وهو يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا بصفته ثاني رئيس منتخب ديمقراطيا في تونس ما بعد الثورة، لا يزال هو نفسه (كما كان الشأن عنده وهو على رأس ثاني حكومة في تاريخ تونس ما بعد الثورة) ، أي العمل على حماية المسار الديمقراطي في تونس والتمكين ل+النموذج + التونسي في التغيير حتى ينجح ويبلغ مداه ويحقق أهدافه". ونقلت الصحيفة عن مسؤول برئاسة الجمهورية وصفه للزيارة في تصريح صحفي أنها "زيارة سياسية بامتياز تعكس مدى تقدير السلطات الفرنسية " للديمقراطية التونسية، مضيفة في المقابل أن " تونس ، التي اجتازت امتحان الديمقراطية بامتياز ، ليست في حاجة لاستحسان بقدر ما هي في حاجة إلى دعم يؤهلها الى تحقيق الاقلاع الاقتصادي والقضاء على الارهاب". من جهتها ، وتحت عنوان "هل تكون الزيارة الانطلاقة النوعية للدبلوماسية الاقتصادية" ، كتبت صحيفة "المغرب" في افتتاحية العدد أن هذه الزيارة " لا يصح إدراجها ضمن النشاط الدبلوماسي السياسي العادي ، مثل تلك الزيارات التي تبادر بها بعض القيادات السياسية الجديدة في الدول النامية بالخصوص، بل يفترض اعتبارها من متطلبات الدبلوماسية الاقتصادية التي يجب وضعها في الاستراتيجية التونسية". وأضافت الصحيفة في مقال ثان أن هذه الزيارة التي تستغرق يومين ، "قد تمثل منعرجا للدبلوماسية التونسية، لا لما ينتظر منها من دعم للشراكة الثنائية، ولا سيما على المستويات الامنية والاقتصادية، بل وأساسا لما يمكن أن يكون عليه التموقع الجديد للدبلوماسية التونسية" ، علاوة على صعيد تعزيز الدعم السياسي للتجربة الديمقراطية التونسية . من جهة ثانية، توقفت الصحف التونسية عند التوقيع على اتفاق بين وزارة التربية الوطنية ونقابة التعليم الثانوي بعد مفاوضات شاقة وماراطونية وسلسلة من الاضرابات ومقاطعة امتحانات الشطر الاول والتهديد بنهج نفس النهج بخصوص الامتحانات الوطنية الأخرى. وفي هذا السياق أشارت صحيفة "الشروق" إلى أن محضر الاتفاق المبرم بين الطرفين يتضمن زيادة في أجور أساتذة التعليم الثانوي بمنحة مالية قدرها 150 دينار (75 أورو ) تصرف على ثلاثة مراحل إضافة إلى تمتيع هذه الفئة بمنحة التغطية الاجتماعية ، وكذا تنظيم حوار وطني لإصلاح المنظومة التربوية بمشاركة مختلف الاطراف. على المستوى الامني أشارت الصحف التونسية الى تأجيل النظر في قضية قتل جنود تونسيين بجبل الشعانبي سنة 2013 الى شهر ماي المقبل، والتي يتابع فيها 77 شخصا، أغلبهم جزائريون هاربون، علاوة على شروع "مجلس نواب الشعب التونسي" انطلاقا من اليوم مناقشة قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال الذي يضم 139 فصلا. على المستوى السياسي ، وتحت عناوين من قبيل "قبل المؤتمر العاشر لحركة النهضة: مراجعات تحت الضغوطات وفصل الدعوي عن السياسي لم تنضج" و"حركة نداء تونس: أي دور لقائد السبسي الابن وتياره الإصلاحي " و"الاتحاد الوطني الحر( حزب ضمن الائتلاف الحاكم) : يعتزم تغيير صبغته من حزب ليبيرالي إلى حركة اجتماعية" و"حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (رئيسه الشرفي المنصف المرزوقي ) : أي تأثير لخروج ثلاثة من قيادته من المكتب السياسي¿" ، تناولت الصحف التونسية الوضع الداخلي لعدد من الأحزاب الرئيسية في البلاد ومسار تطوراتها ومسلسل استعداداتها لعقد مؤتمراتها الوطنية. أما في موريتانيا فقد شكل الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة وإنهاء إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم " أبرز موضوعين تناولتهما الصحف الموريتانية الصادرة اليوم الثلاثاء. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوتانتيك ) أن الحوار السياسي الذي تأجل بسبب مشكل التمثيلية لدى الأغلبية قد يستأنف خلال الأسبوع الجاري. وقالت الصحيفة إن الحكومة تستعد لتوجيه الدعوة من جديد للمنتدى الوطني "للديمقراطية والوحدة " الجناح الصلب للمعارضة " للالتقاء قصد تسلم خارطة الطريق التي أعدتها المعارضة والرد عليها لاحقا. ومن جهتها كتبت ( الصحيفة ) أنه بعد تأجيل الاجتماع الذي كان مرتقبا بين الأغلبية والحكومة ووفد من المنتدى لتسلم رد هذا الأخير على وثيقة الحكومة " بدأت ظلال من الشك تكتنف جدية الطرفين " ، متساءلة عما إذا كان التأجيل يحمل بوادر فشل أم أنه مجرد انتظار لتعميق المشورة. وترى الصحيفة أن موقف الطرفين من الحوار مازالت سحيقة الهوة، حيث أكد رئيس الجمهورية مؤخرا أنه لن يقبل أية شروط مسبقة قبل الجلوس لطاولة المفاوضات، وهو ما اعتبره المنتدى ردا ضمنيا على وثيقة ممهداته التي يرتقب أن يسلمها للوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية. ومن جانبها أشارت ( الأمل الجديد ) إلى أن اجتماعا عقد بين الوزير الأول يحي ولد حدمين والأمين العام لرئاسة الجمهورية مولاي ولد محمد الأغظف ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ( الحاكم) تمهيد للقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وفي سياق متصل أشارت ذات الصحيفة إلى دعوة القيادي بالمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة محمد فال ولد بلال إلى عقد جلسات تشاور وتواصل بين المنتدى وكتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي ومؤسسة المعارضة لكي تتجاوز خلافاتها وانقساماتها الداخلية وتبدأ مسار التوافق والإصلاح بنفسها. وبخصوص إنهاء إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم " ، ذكرت بعض الصحف أن الحوار الذي كان مقررا أن ينطلق بين مناديب العمال والشركة تأجل حتى يوم الخميس المقبل. وكان الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي لإنهاء هذا الاضراب الذي استمر أكثر من شهرين، بعد وساطة من عمدة مدينة الزويرات، قد نص من بين أمور أخرى، على إطلاق حوار بين الطرفين في ظرف ال48 ساعة الموالية .