لم يتأخر حزب الاستقلال في الرد على البلاغ شديد اللهجة، الذي أصدره حزب الحركة الشعبية وهو يرد على خرجة الأمين العام لحزب "الميزان" حميد شباط، حيث لوح الأخير باللجوء إلى القضاء، لورود عبارات قال إنها تحمل "اتهامات رخيصة" ويغلب عليها طابع "التهجم بدون مبرر أو سبب معقول، وإطلاق التهم المجانية بدون حجة أو دليل مقبول". وقال بلاغ حزب شباط، توصلت به هسبريس، إن قطار حزب الحركة الشعبية "زاغ عن سكته في البلاغ الأخير.. الذي تضمن اتهامات باطلة ضد الأمين العام لحزب الاستقلال، وأوصافا يعاقب عليها القانون"، مضيفاً أن من له الحق في اللجوء إلى القضاء "هو حزب الاستقلال وأمينه العام الذي وصفه البلاغ بأبشع النعوت والأوصاف" وجاء رد فعل حزب "الميزان" بعد تفاعل حزب "السنبلة" مع عرض سياسي قدمه شباط قبل أيام أمام أتباعه والمتعاطفين بمنطقة أزرو، حيث نفى بلاغ حزب الاستقلال أن يكون زعيم المعارضة قد أشار بالاسم لأي قائد سياسي، "إنما تحدث عن سوء التدبير الحكومي.. وهو أمر معروف لدى الرأي العام الوطني والدولي"، مضيفا "نتحدى الجهات التي تدعي عكس ذلك أن تقدم أي دليل له علاقة من قريب أو بعيد بهذا الموضوع". وعبر الحزب ذاته عن انتقاداته للعبارات التي حملها بلاغ الحركة الشعبية، الصادر أمس الثلاثاء، معتبراً أنه تضمن عبارات تنهل من قاموس "الاتهامات الرخيصة.. من قبيل: الخبث، القذف، الشتائم، الانحطاط السياسي واللاأخلاقي، الممارسات المشينة ، زرع بذور الفتنة والشقاق.."، وهي العبارات التي "يجرمها القانون، وتعرض مستعملها للمتابعة القضائية"، وفق البلاغ. وتابع المصدر ذاته تعليقه على حزب العنصر، بقوله إن ردة فعل بلاغه الأخير "كانت ضد الشفافية وضد المطالبة بإخضاع الصفقات العمومية للافتحاص والتدقيق من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها المجلس الأعلى للحسابات.. لتقول كلمتها الأخيرة في الموضوع"، مشددا على أن الأمر "مطلب الشعب المغربي ليعرف مصير الأموال العمومية التي يتم إنفاقها في مشاريع فاشلة". كما نفى حزب الاستقلال استعمال أمينه العام لعبارات أو كلمات نابية ولا أخلاقية، "اعتمد على منطق الشفافية والوضوح.. وقدم معطيات وحقائق يعرفها المتتبعون والشعب المغربي بشكل عام"، وهي المعطيات التي قال إنها تهم "سوء التدبير الحكومي سواء". حزب شباط استغل فرصة البلاغ ليحيل إلى تقييمه لحصيلة العمل الحكومي، التي وصفها كونها "فضائح" و"فشل" في تدبير الشأن العام، على أن الحديث عنها "لا يعتبر شتما وقذفا وكلاما نابيا"، مورداً في سياق ذلك "كارثة حادثة سير طانطان، أو الوضع الصحي المزري والإضرار بحقوق المرضى المرحلين من “بويا عمر”، أو الأزمة المستفحلة في قطاع التعليم،والتي كانت من بين تجلياتها تسريبات امتحانات الباكالوريا"، على حد تعبيره. وفي تلميح منه للأزمة الداخلية التي يعيشها حزب الحركة الشعبية، قال حزب الاستقلال إنه "يحترم جميع الأحزاب التي تمتلك قرارها السيادي، وتلتزم بالديمقراطية الداخلية.. من أجل التخليق ومحاربة جميع أشكال الريع الحزبي".