تُعتبر فرنشيسكا ماريا كوراو بوبيو، وهي كاتبة متخصصة في الشعر وناقدة وباحثة أكاديمية إيطالية، من أبرز مترجمي الأعمال الشعرية العربية إلى اللغة الإيطالية؛ وقد ترجمت عددا من الدواوين الشعرية والمؤلفات العربية، لقيت صدى كبيرا في إيطاليا. من الأعمال التي ترجمتها هذه المستشرقة الإيطالية، التي تدرّس اللغة والأداب العربي بجامعة لويس بروما، مؤلّف "أنطولوجيا القصيدة العربية من الجاهلية إلى اليوم"، الذي حقّق رقم مبيعات مهمّة في إيطاليا، إذ بيعت منه إلى حدّ الآن خمسون ألف نسخة. وتؤكد فرنشيسكا ماريا كوراو بوبيو، التي حلّت ضيفة على الموسم الثقافي الدولي لمدينة أصيلة، وشاركت في تكريم الشاعر المغربي محمد بنيس، على أهمّية الترجمة في مدّ الجسور بين الشرق والغرب، وترى ألّا مناص من الحوار لتبديد "سوء الفهم" بينهما. وقالت فرنشيسكا، في تصريح لهسبريس، إنّ الحوار هو السبيل إلى بناء تواصل عميق بين الحضارتين الشرقية والغربية، ورسم طريق جديد للعلاقة بينهما، مضيفة: "هناك أزمنة تاريخية صعبة، ولكنّ الحوار يساعد على ردم هوّة الاختلاف، وعلى معرفة الآخر بشكل أعمق". ودرست الكاتبة ذاتها اللغة العربية في العاصمة المصرية القاهرة، حيث أقامتْ سبع سنوات، وزارت المغرب ستَّ مرات، وترى في الترجمة عنصرا أساسيا في بناء جسور التفاهم بين الحضارات، وقالت في هذا السياق: "الترجمة تساعد على فهم الشعوب لبعضها، والتحدث بلغة الإنسان، وليس لغة الحروب والصراعات". وبخصوص تلقّي الجمهور الإيطالي للأعمال المُترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإيطالية، قالت فرنشيسكا: "هناك إقبال مهم على الأعمال التي نترجمها، لأنّ الإيطاليين يريدون التعرف على الإنتاج الأدبي العربي، ويحبون اللغة العربية، وعدد كبير منهم يدرسونها". وفي خضمّ ما يمر به العالم من صراعات، أكدت المستشرقة الإيطالية ذاتها على أهمّية دور الأدباء والشعراء والكتاب في نزع فتيل هذه الصراعات، قائلة: "نسمع فقط عن الحروب والدم، وعندما يُسمع كلام الكتاب والأدباء والشعراء نفهم ونشعر بمكنونات قلب الإنسان..لا بد من تضافر الجهود لبناء إنسانية جديدة اليوم".