تزامنا مع احتفالات عيد الفطر بالمغرب، اعتقلت سلطات مدينة إشبيلية الإسبانية مراهقا مغربيا نجح في الهجرة السرية بين المغرب وأوروبا متخفيا طيلة ما يزيد عن 230 كيلومترا داخل حافلة لنقل الركاب، قبل أن تداهمه السلطات الإسبانية وهو في حالة سيئة جراء المسافة الطويلة التي قطعها مكوّما داخل الحافة. السلطات الإسبانية أفادت بأن الفتى المغربي، الذي لم تكشف عن هويته ولم تحدد بالضبط سنه، يرجح أن يكون قد قطع هذه المسافة الطويلة إلى إشبيلية قادما إليها من مدينة تطوان، قبل أن يشك سائق الحافلة في وجود شيء مريب ويقدم على الاتصال برجال الشرطة الذين وجدوا المراهق المغربي متمسكا بالهيكل السفلي للحافلة، مرتديا قميصا صيفيا أبيض تحول لونه إلى السواد القاتم بفعل الكمية الكبيرة من عوادم المحرك. وتم نقل المراهق المغربي إلى أحد مستشفيات مدينة إشبيلية الواقعة جنوب إسبانيا في حالة صحية مستقرة، بحسب ما علم لدى المتحدث باسم شرطة المدينة، الذي أفاد بأن سائق الحافلة انتبه إلى وجود شيء غريب أسفل هيكلها قبل أن يتصل بالشرطة ورجال الإطفاء. وأظهرت مقاطع مصورة، التقطتها كاميرا مراقبة، لحظة إخراج المراهق المغربي من أسفل الحافلة، بعدما خاطر بحياته وتمسك بهيكل المركبة طيلة ساعات للوصول إلى أوروبا. وليست هذه المرة الوحيدة التي تعتقل فيها السلطات الإسبانية شبانا ومراهقين أقدموا على محاولة الهجرة السرية إلى أوروبا بالطريقة نفسها؛ إذ سبق أن تم إيقاف عدد من المهاجرين السريين داخل محركات الحافلات القادمة من عدد من مدن الشمال والمتجهة إلى إسبانيا وعدد من البلدان الأوروبية المجاورة لها. كما تأتي هذه الواقعة أياما قليلة بعد واقعة مماثلة بمدينة مليلية المحتلة، حينما فرّ سائق سيارة مغربي من الشرطة الإسبانية، تم اعتقاله في وقت لاحق، قبل أن تكتشف السلطات الإسبانية وجود 5 مهاجرين سريين مخفيين بعناية داخل هيكل السيارة التي كان يقودها. وكان المهاجرون السريون، الذين أوقفتهم الشرطة بأحد المعابر الحدودية الفاصلة بين سبتة ومليلية المحتلتين والتراب المغربي، موزعين داخل السيارة صغيرة الحجم؛ اثنان منهم داخل الصندوق الخلفي للسيارة، واثنان آخران أسفل أرضية مزيفة، فيما كان المهاجر السري الثالث مخبأ داخل لوحة قيادة السيارة المحتجزة.