أفاد مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، في بلاغ توصلت به هسبريس، بأن اللحظات الأولى من حريق غابة مديونة عرفت "استصغار السلطات له وعدم إيلائه الأهمية المطلوبة؛ إذ كان من الممكن محاصرته والقضاء عليه في الساعات الأولى من مساء الجمعة أو خلال صبيحة يوم السبت، خاصة أن الغابة قريبة من المصادر اللوجستيكية للإطفاء". كما سجّل المركز، مع توالي الساعات وتمدد المساحات التي شملتها النيران، "غياب المواكبة الكافية والاكتفاء بالإمكانيات المحلية المحدودة والضعيفة، مع منع المواطنين من تقديم المساعدة التطوعية"، منتقدا "عدم مسارعة الهيئات المنتخبة وولاية طنجة ومندوبية المياه والغابات إلى الخروج بمواقف رسمية حازمة وواضحة وقاطعة عبر اتخاذ ما يناسب من إجراءات لوقف النيران والمبادرة إلى طمأنة الساكنة حول مستقبل هذه الغابة"، وفق تعبير البلاغ المذكور. وأثنى المرصد في بلاغه على "المجهودات الجبارة للفرق الميدانية التي عملت على امتداد ساعات الليل والنهار وسابقت الزمن في ظروف جوية صعبة وقلة الوسائل المادية"، وأبدى استياءه من تعاطي الإدارات العمومية، من ولاية ومندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر والوقاية المدنية، مع هذه الكارثة "التي لم تعرها الاهتمام الكبير في لحظاتها الأولى، وعدم مواكبة الحريق بما يلزم من إجراءات"، معبرا عن استهجانه "صمتها المطبق ورفضها تقديم المعلومات الضرورية بهذا الخصوص". ودعا المرصد البيئي المجالس المنتخبة، من مقاطعة طنجةالمدينة والمجلس الجماعي لطنجة ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، كل في مجال اختصاصه، "إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة في هذا الخصوص"، مجددا طلبا سابقا له "بخصوص مشروع تصميم التهيئة الحالي؛ وذلك بالتنصيص على منطقة مديونة والسلوقية والرميلات كمنطقة خضراء ومحمية طبيعية". كما طالب المرصد، في بلاغه، بضرورة وجود التزام واضح ومعلن "لإعادة التشجير الشامل للمنطقة المنكوبة في أقرب الآجال، مع ضرورة نزع الملكية من الخواص وتحفيظ الغابة كملك للدولة المغربية"، ملحّا على ضرورة الإسراع بإخراج المخطط الجهوي للمناخ وتضمين جزء منه لتناول مسألة حماية الغابات من الحرائق ضمن وسائل التكيف والملاءمة. وثمّن المرصد "دور ويقظة أبناء طنجة وإجماعهم، ساكنة ومجتمعا مدنيا وصحافة، على حماية ما تبقى من غابات المدينة"، ودعا إلى إطلاق مبادرة ميدانية، بتعاون بين جميع المؤسسات والفعاليات بالمدينة، لتشجير المنطقة كتدليل على إرادة أبناء المدينة وتشبثهم بغابتها؛ وذلك وفاء لتعاقد مبدئي يجعل من "غابات طنجة خطا أحمر"، وفق تعبير البلاغ دائما.