ورث عذوبة الصوت عن والده رحمه الله، وصقل موهبته داخل الزوايا، قبل أن يطور أداءه بعد انتقاله إلى مدينة الدارالبيضاء حيث تتلمذ على يد أساتذة متمرسين مثل الراحل عبد الكريم الرايس، ومولاي أحمد الوكيلي، ومحمد العربي التمسماني، والراحل عبد الصادق شقارة، وغيرهم، فاقترن اسمه بمسقط رأسه مدينة الصويرة. بعد تجربة فنية غنية، طرح الفنان المغربي عبد الرحيم الصويري أغنية مشتركة جمعته بمجموعة من الفنانين المغاربة، يتغنون فيها بجمال وسحر مدينة الرياح. بعد مسيرة فنية غنية، كيف جاءت فكرة مشاركتك فنانين في أغنية تتغنى بالصويرة؟ فكرة أغنية "موكادور مونامور" التي جمعتني بخمس فنانين مغاربة هم سناء مرحاتي، والفنانة ريموند البيضاوية، ومروان حجي، وعبير العابد، وزينب أفيلال، تعود إلى الكاتب والملحن عبد السلام الخلوفي، وتهدف إلى إعادة الاعتبار لهذه المدينة التراثية الجميلة التي تمتاز بالتعايش بين ساكنتها وتنوع جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم، هي مدينة استقطبت جميع الجنسيات وسياحا من كل بلدان العالم، وتستحق اليوم إهداءها هذا العمل الفني. اقترن اسمك بالأغنية التراثية لكن البعض يعتبر أنّ الأعراس والمهرجانات أبعدتك عنها، فما قولك؟ لم أتنكر يوما للموسيقى التراثية، لطالما اقترن اسمي بتقديم الموسيقى الأندلسية وطرب الآلة التي أعتبرها مجالي الأصلي الذي ولدت منه، وعن طريقها صنع اسم الصويري في السّاحة الفنية، وإذا نظرنا إلى انفتاحي على أنماط غنائية أخرى مرتبطة بالحفلات أو الأعراس المغربية، فهي لم تزغ يوما عن التراث المغربي الشعبي. في مقابل ذلك، لا يمكن أن أغرد وحدي خارج السرب، المنافسة الشديدة التي تعيشها اليوم الأغنية المغربية تحتم تطوير المنتوج الذي أقدّمه من أجل مواكبة الموجة الجديدة، التجديد أضحى ضرورة ملحة. ما هو تقييمك للأغنية الشبابية العصرية؟ الاجتهاد الذي يقوم به فنانو الجيل الجديد أعطى ثماره، ومزج الأغنية الشبابية بأنماط موسيقية متعددة حقّق مبتغاه في انتشار الأغنية المغربية في العالم العربي، لكن أنصحهم بتطويرها وإعطائها قيمة وحيزا أكبر، لأنّ الأغنية المغربية اقترنت بطول أبياتها الشعرية التي تمتد لمدة زمنية لا بأس بها تشنف آذان المستمعين، على عكس اليوم، أضحت تتكون من جمل قصيرة لا تتعدى 3 دقائق. ماذا تحضر للجمهور بمناسبة العام الجديد؟ السنة الجديدة تحمل مفاجئات كبيرة للجمهور المغربي، لن أتخل عن الأغنية التراثية والدينية التي طبعت مساري الفني، لكن سأحرص على تقديمها ضمن طابع متجدد. وفي النهاية، أتمنى مفور الصحة والعافية لكل المغاربة، وسنة جديدة مليئة بالأفراح والمسرات.