أولت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية اهتمامها، على الخصوص، للمستجدات المرتبطة بحادث إطلاق النار بمدرسة بولاية فلوريداالأمريكية ولتوجيه الاتهام ل13 مواطنا روسيا في إطار التحقيق في التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لسنة 2016، وللزلزال القوي الذي ضرب المكسيك واستبعاد حدوث مد بحري على إثره بسواحل بنما. فبالولايات المتحدة، واصلت الصحف متابعتها لمأساة مقتل 17 شخصا في حادث إطلاق نار في مدرسة ثانوية في باركلاند بفلوريدا الاربعاء، ونشرت صورا للضحايا وتوقفت عند مسلسل الأحداث والمسؤوليات المترتبة عن هذه المأساة، مشيرة إلى تجدد النقاش حول قوانين حيازة الأسلحة النارية بالبلاد. وسلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على هذا الجيل من الأطفال والشباب الأمريكيين الذين تتخلل حياتهم المدرسية تمارين محاكاة حوادث إطلاق النار منذ المراحل الأولى لتعليمهم الأولي. وأشارت إلى أن أطفال وشباب هذا الجيل ولدوا في عالم غيره هجوم سنة 1999 على مدرسة في كولورادو، وتحدثوا مع آبائهم ومدرسيهم عن مواضيع مخاطر الاعتداءات والتدابير السلامة، وطالما توجسوا من إمكانية حدوث اعتداءات مماثلة بمدارسهم. وأشارت إلى أن أول رد فعل صدر عن زملاء مطلق النار في مدرسة باركلاند بفلوريدا لم يكن هو الاكتفاء بالبكاء في صمت، بل التعيير علنا أراءهم، سواء في شبكات التواصل الاجتماعي أو في المقابلات التلفزيونية، مبرزة أن أصواتهم باتت تساهم بشكل كبير في إذكاء النقاش الوطني حول العنف المسلح بالبلاد. من جهتها، خصصت صحيفة "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها لقرار وزارة العدل الأمريكية توجيه الاتهام لثلاث شركات روسية ول13 مواطنا روسيا في إطار التحقيق في التدخل الروسي المحتمل في الرئاسيات الأمريكية، مشيرة إلى أن دونالد ترامب قد يكون الأكثر انزعاجا من هذا القرار. وذكرت الصحيفة أن لائحة الاتهام، التي تقع في 37 صفحة، لا تتضمن أي دليل على التواطؤ بين روسيا وحملة ترامب، لكنها تشير إلى وجود جهد ممنهج لإضفاء عدم المصداقية على نتيجة انتخابات سنة 2016، مضيفة أنه "استنادا إلى الأدلة الواردة حتى الآن، كان الرئيس ترامب أكبر ضحية لهذا الجهد، وينبغي أن يكون غاضبا تجاه فلاديمير بوتين". وتساءلت الصحيفة عن عدم تحرك إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لاسيما رؤساء المخابرات حينها، بينهم جيمس كلابر وجون برينان، اللذين لم يبديا استياءهما علنا إلا بعد فشل مرشحتهم، هيلاري كلينتون. واضافت الصحيفة ان ترامب قد يبدي استياءه علنا من روسيا وليس من الشعب الأمريكي، وذلك بالنظر إلى ان هذا التدخل الروسي المحتمل أضر بأداء إدارته خلال سنتها الأولى. وفي بنما، ذكرت يومية "بنماأميريكا" أن مدير النظام الوطني للوقاية المدنية، خوسي دونديريس، استبعد حدوث مدر بحري، "تسونامي"، بالبلاد عقب الزلزال القوي الذي ضرب جنوب غرب المكسيك وبلغت قوته 7.2 درجات على سلم ريختر. وأوردت الصحيفة أن دونديريس أكد، في تغريدة بحسابه على تويتر، عدم وجود خطر تسونامي بسواحل المحيط الهادي البنمية، حيث أن مركز الزلزال كان قريبا من سواحل ولاية واهاكا بالمحيط الهادي وعلى عمق 43 كلم، داعيا إلى استقاء المعلومات بهذا الخصوص من المواقع والمنابر الرسمية. من جهتها، توقفت صحيفة "لابرينسا" عند استقالة خوان خيمينيث مايور، رئيس بعثة مكافحة الفساد في الهندوراس، التابعة لمنظمة الدول الأمريكية، من منصبه بسبب غياب الدعم من قبل المنظمة الإقليمية ومن حكومة البلد الكاريبي. ونقلت الصحيفة عن مايور قوله، في بيان، إن منظمة الدول الأمريكية لا توفر الموارد الضرورية لنجاح البعثة، مشيرا إلى أن أمين عام المنظمة، لويس ألماغرو، لم يقم باستقباله خلال سفره إلى واشنطن، حيث مقر المنظمة، في يناير المنصرم. وأشارت إلى أن استقالة مايور تأتي بعد نشر رسالة، الخميس في الهندوراس، بعث بها ألماغرو إلى رئيس البلاد، خوان أورلاندو هيرنانديث، أكد فيها على الحاجة إلى "دعم عمل البعثة" لأنها "لم تنجح في تحقيق نتائج" على مستوى محاربة الفساد. وبالمكسيك، توقفت صحيفة "لاخورنادا" عند الزلزال القوى الذى هز جنوب غرب البلاد وحتى العاصمة مكسيكو سيتى، وخلف أضرارا مادية حرمت نحو مليون منزل من الكهرباء، دون أن يسبب أضرارا بشرية. وذكرت الصحيفة، استنادا إلى معهد المسح الجيولوجي الأمريكي، أن مركز الزلزال كان قريبا من ساحل المحيط الهادي في ولاية واهاكا بجنوب غرب المكسيك وعلى عمق نحو 25 كلم. وتحت عنوان "التحذير من الزلزال في مكسيكو صدر قبل 72 ثانية من وقوعه"، ذكرت "إل صول دي ميخيكو" أن المباني تمايلت لأكثر من دقيقة في العاصمة ميكسيكو سيتي، كما صدرت أعمدة من الدخان عن بركان بوبوكاتيبيتل، جنوب العاصمة. وذكرت الصحيفة أن أضرارا لحقت ما لا يقل عن خمسين منزلا في ولاية أوكساكا التي ضربها زلزال قوي في شتنبر الماضي خلف حوالي 400 قتيل واضرار مادية حسيمة. وعلاقة بنفس الموضوع، ذكرت صحيفة "إل أونيفرسال" أن مروحية كانت تنقل وزير الداخلية ألفونسو نافاريتي الى مدينة قريبة من مركز الزلزال، ارتطمت بقوة بالأرض لدى نزولها، ما أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص، مشيرة إلى أن الوزير خرج سالما من الحادث. وأوضحت أن الوزير كان يسافر إلى جانب حاكم ولاية أوكساكا، أليخاندرو مورات، وعدد من المسؤولين الى مدينة بينوتيبا دي سان لويس، القريبة من مركز الزلزال، مضيفة أن الوزير وحاكم الولاية وأحد الصحفيين أصيبوا إصابات طفيفة في هذا الحادث.