علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر خاصة أن الملك محمدا السادس سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك العمرة، من يوم الجمعة 13 إلى يوم الثلاثاء 17 أبريل الجاري. وتأتي هذه الزيارة إلى الديار المقدسة مباشرة بعد اللقاء غير الرسمي الذي جمع العاهل المغربي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في فرنسا، رفقة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري. وكان الملك محمد السادس قد التقى، الثلاثاء بقصر الإليزيه، رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن اللقاء شهد التطرق، بشكل مطول، للوضع في الشرق الأوسط وعدد من القضايا الإقليمية والدولية، وسجل القائدان تطابقا واسعا في وجهات النظر بهذا الخصوص. النشاط الملكي الرسمي حظي بمتابعة واسعة من قبل مختلف وسائل الإعلام والرأي العام الوطني، لأنه جاء بعد فترة النقاهة التي يُوجد فيها الملك محمد السادس بفرنسا، بعد تدخل جراحي خضع له على مستوى القلب منذ أسابيع، ظهر بعدها في صور مع مغاربة باريس وهو في صحة جيدة، تفنيداً لبعض الإشاعات التي أطلقها خصوم المغرب. ومباشرة بعد الاجتماع المغربي الفرنسي رفيع المستوى، استقبل ماكرون ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري. وتطرق القادة الثلاثة، قبل العشاء الرسمي، إلى المواضيع المرتبطة بالاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والثقافي. وتعود آخر زيارة "عمل وأخوة" قام بها الجالس على عرش المملكة إلى السعودية إلى شهر ماي من سنة 2015. وتعتبر العلاقات المغربية السعودية، بحسب مراقبين، نموذجاً يُحتذى به على ضوء التوافق بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي والديني. ويرى معظم المهتمين من الباحثين أن العلاقات بين السعودية والمغرب من بين أكثر العلاقات العربية استقراراً انطلاقاً من احترام الثوابت الأساسية لكلا البلدين، القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير. وتمثل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين أحد أقدم آليات التعاون العربية بالمنطقة؛ إذ أنشئت بناء على اتفاقية التعاون الاقتصادي والتقني الموقعة بين البلدين سنة 1976، لتنطلق بعد ذلك فصول الصداقة والتعاون في عدد من القطاعات الاستراتيجية. وتتزامن الزيارة أيضاً مع القمة ال29 لجامعة الدول العربية المنعقدة بالسعودية يوم السبت المقبل؛ إذ من المرتقب أن يلقي العاهل المغربي كلمة له ضمن كلمات القادة العرب، قبل تتويج الحدث ب"إعلان الرياض" الذي من المنتظر أن يسلط الضوء على قضايا تهم المنطقة.