في عيد الشغل.. أمين عام حزب سياسي يتهم نقابات بالبيع والشراء مع الحكومة    صادرات الفوسفاط بقيمة 20,3 مليار درهم عند متم مارس 2025    تنفيذ قانون المالية لسنة 2025.. فائض خزينة بقيمة 5,9 مليار درهم عند متم مارس    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينتصر على كينيا ويشارك الصدارة مع نيجيريا قبل المباراة المرتقبة بينهما    أمطار طوفانية تغمر زاكورة.. وسيول كادت تودي بأرواح لولا تدخل المواطنين    الشرطة الإسبانية تعتقل زوجين بسبب احتجاز أطفالهما في المنزل ومنعهم من الدراسة    كلية الناظور تحتضن ندوة وطنية حول موضوع الصحة النفسية لدى الشباب    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    فرنسا.. ضبط 9 أطنان من الحشيش بعد سطو مسلح على شاحنة مغربية قرب ليون (فيديو)    فوائد القهوة لكبار السن.. دراسة تكشف علاقتها بصحة العضلات والوقاية من السقوط    نشرة إنذارية: زخات رعدية وهبات رياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة    كرة القدم.. برشلونة يعلن غياب مدافعه كوندي بسبب الإصابة    الكاتب الأول إدريس لشكر في تظاهرة فاتح ماي بالدارالبيضاء : البلاد «سخفانة» سياسيا ولا بد لها من ملتمس رقابة لإنعاشها    لماذا أصبحت BYD حديث كل المغاربة؟    توقيف لص من ذوي السوابق لانتشاله القبعات بشوارع طنجة    ملعب "الحسن الثاني".. تفاصيل إطلاق "الأشغال الكبرى" ب3 مليارات درهم    اجتماع كبار ممثلي الأمن في دول "بريكس" بالبرازيل    عمر هلال يبرز بمانيلا المبادرات الملكية الاستراتيجية لفائدة البلدان النامية    موخاريق: الحكومة مسؤولة عن غلاء الأسعار .. ونرفض "قانون الإضراب"    علم إسرائيل يغضب نقابة بالمحمدية    المركزيات النقابية تحتفي بعيد الشغل    رحيل أكبر معمرة في العالم.. الراهبة البرازيلية إينا كانابارو لوكاس توفيت عن 116 عاما    اتحاد إنجلترا يبعد "التحول الجنسي" عن كرة القدم النسائية    "تكريم لامرأة شجاعة".. ماحي بينبين يروي المسار الاستثنائي لوالدته في روايته الأخيرة    حضور قوي للقضية الفلسطينية في احتجاجات فاتح ماي والنقابات تجدد التنديد بالإبادة والمطالبة بإسقاط التطبيع    باحثة إسرائيلية تكتب: لايجب أن نلوم الألمان على صمتهم على الهلوكوست.. نحن أيضا نقف متفرجين على الإبادة في غزة    المغرب يجذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 9.16 مليار درهم في ثلاثة أشهر    تقرير: المغرب بين ثلاثي الصدارة الإفريقية في مكافحة التهريب.. ورتبته 53 عالميا    الحكومة تطلق خطة وطنية لمحاربة تلف الخضر والفواكه بعد الجني    تراجع طفيف تشهده أسعار المحروقات بالمغرب    أمل تيزنيت يرد على اتهامات الرشاد البرنوصي: "بلاغات مشبوهة وسيناريوهات خيالية"    المملكة المتحدة.. الإشادة بالتزام المغرب لفائدة الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل خلال نقاش بتشاتام هاوس    معرض باريس.. تدشين جناح المغرب، ضيف شرف دورة 2025    عادل سايح: روح الفريق هل التي حسمت النتيجة في النهاية    العثور على جثة مهاجر جزائري قضى غرقاً أثناء محاولته العبور إلى سبتة    تسارع نمو القروض البنكية ب3,9 في المائة في مارس وفق نشرة الإحصائيات النقدية لبنك المغرب    الإسباني لوبيتيغي يدرب منتخب قطر    السكوري بمناسبة فاتح ماي: الحكومة ملتزمة بصرف الشطر الثاني من الزيادة في الأجور    أغاثا كريستي تعود للحياة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي    دول ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل    الإعلان في "ميتا" يحقق نتائج أرباح ربعية فوق التوقعات    فيدرالية اليسار الديمقراطي تدعو الحكومة إلى تحسين الأجور بما يتناسب والارتفاع المضطرد للأسعار    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    أكاديمية المملكة تشيد بريادة الملك محمد السادس في الدفاع عن القدس    الدار البيضاء ترحب بشعراء 4 قارات    محمد وهبي: كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة (مصر – 2025).. "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    طنجة .. كرنفال مدرسي يضفي على الشوارع جمالية بديعة وألوانا بهيجة    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عليان للإنتاج تعيد التطبيع مع إسرائيل للواجهة

جاء اشتراك وفد سينمائي إسرائيلي في الدورة التكوينية لمشروع "ميدا فيلم"، التي اختتمت فعالياتها يوم الأحد 16 دجنبر، ليفجر أزمة كبيرة على الساحة الفنية، ففور الإعلان عن هوية الوفد بأنه إسرائيلي الجنسية، واجه نبيل عيوش (الصورة)باعتباره صاحب شركة "عليان للإنتاج" المشرفة على تسيير مشروع السمعي البصري الإقليمي، الثاني، والمعروف "بميدا فيلم" والذي تخصص له مفوضية الاتحاد الأوروبي أزيد من مليون أورو استنادا إلى معطيات رسمية لمدة ثلاث سنوات انطلقت منذ 2006، العديد من الانتقادات والاتهامات وفي مقدمتها التطبيع مع إسرائيل، وهو ما ترفضه السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إذ طالب البعض بإسقاط عضوية عيوش من نقابة ائتلاف الفنون المغاربة، وهو الأمر الذي رفضه أيضا الكثير من السينمائيين الذين استنكروا مبدأ المحاكمة قبل نهاية المشروع، هل إذا كان يسيء للمغرب أم لا، وأشاروا إلى أن الوصول للعالمية حلم مشروع لفنانينا، إذا ما كانت مثل هذه التجارب سوف تنمي تجاربهم دون تقديم أي تنازلات. ""
حاولت "المشعل" أن تجيب على تساؤلات عديدة طرحت حول هذا الموضوع، خاصة بعدما نظمت مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية المغربية من مختلف التوجهات وقفة احتجاجية يوم السبت 15 دجنبر تحت شعار "اطردوا الصهاينة من مراكش"، وهي هل يمتنع فنانونا ومبدعونا، عن المشاركة في فعاليات فنية وثقافية عالمية تشارك فيها أعمال إسرائيلية؟ ومن الذي يحدد ملامح التطبيع؟ هل هناك مواصفات خاصة للتطبيع الفني والثقافي، وهل هناك قواعد محددة تزيل اللبس بين التطبيع وعدم التطبيع؟
الأزمة بدأت الأسبوع الماضي عندما كشفت وسائل الإعلام ومواقع الإنترنيت عن مشاركة وفد إسرائيلي مكون من كتاب سيناريو ومنتجين إسرائيليين إلى جانب الكتاب المغاربة وآخرين يمثلون باقي الدول المنتمية لجنوب البحر الأبيض المتوسط (تونس، الجزائر، الأردن، مصر وفلسطين).
الصورة خلقت من جديد مناخا ضبابيا مزعجا، هكذا يرى أحد المخرجين المغاربة الذي ساءل خالد السفياني، لو كان هناك مهرجان مسرحي في أي دولة من الدول الأوروبية أو الآسيوية، وطلب منا الاشتراك في هذا المهرجان، حيث تشارك إسرائيل أيضا، هل سيسمح لنا بالذهاب أو لا؟ وأضاف نحن في مهرجان "كان السينمائي" نذهب لنعرض أفلامنا وكذلك إسرائيل، هل نرفض المشاركة أو نذهب؟ من ناحية أخرى هناك تجارة قائمة بيننا وبين إسرائيل.. وهناك لقاءات سياسية، إذن لما لا نحاسب رجال الأعمال والسياسة مثلما نحاسب نبيل عيوش الآن؟
وأضاف مصدرنا أن التطبيع مع إسرائيل معناه إدارة إسرائيل، ومعناه التعاون في إنتاج مشترك لفيلم مع إسرائيل، التمثيل في فيلم إسرائيلي وقبول منحة علمية أو أدبية من إسرائيل، هذا هو التطبيع الثقافي، بعدما تم التطبيع البشري بوجود المئات من الفتيات المغربيات في إسرائيل؛ وأوضحت مصادر " للمشعل" أن الذين نظموا الوقفة الاحتجاجية في مراكش حولوا التطبيع إلى مفاهيم صغيرة كما يحدث مثل في هذه الحالة، فهم يقللون من شأن القضية نفسها؛ وفي هذا الصدد يذكر مصدرنا بالحفلة الموسيقية التي أقامتها فرقة "أوركسترا السلام" الإسرائيلية بالرباط سنة 2003، حضرتها الأميرة سلمى وأختي الملك الأميرة مريم والأميرة حسناء، كما حضر السهرة مستشار الملك محمد السادس أندري أزولاي، ووزير الثقافة آنذاك محمد الأشعري، ووالي جهة الرباط إضافة إلى رئيس حكومة الأندلس الإسبانية.
وأشارت مصادرنا إلى أنه قبل انطلاق الحفل، وصف مستشار الملك أندري أزولاي الحفل
ب "اللحظة المتميزة في تاريخ الأمم وحياة الإنسان المفعمة بالإخاء واقتسام حب العدل والسلام!! في حين اعتبره الأشعري لحظة إخاء وسلام وفن، وابتكار عالم أفضل، مشيرا إلى أن الحفل يكتسي دلالات عميقة تؤكد مرة أخرى أن المغرب سيظل على الدوام أرضا للقاء والحوار، وجسرا لتواصل الثقافات والشعوب، ومنبرا لحماية كل الحقوق الفردية والجماعية بحسب قوله، فأين كان السفياني وزمرته؟
هكذا إذن سارت خطوات التطبيع المغربي الإسرائيلي في كل الاتجاهات بقوة، وبجرأة أكبر خلال هذا العام، حيث عقدت صفقات تجارية بين مؤسسات مغربية، بما فيها بعض المؤسسات التابعة للدولة مع شركات إسرائيلية، كان من نتائجها أن تفاجأ المغاربة خلال رمضان الماضي بامتلاء أسواقهم بتمور "إسرائيلية" معبأة في عبوات يبلغ وزن الواحدة منها خمس كيلوغرامات، وتحمل اسم "بات شافا"، وهو الاسم العبري لمنطقة "بئر سبع"، وكذلك إشارة واضحة تقول "صنع في إسرائيل".. كما استقبل فنانون من الدولة العبرية في المغرب إلا أن الخطاب المغربي الرسمي ظل دائما، وفي كل الخطوات التي يقطعها في اتجاه تل أبيب يعزف على وتر الوساطة، وتقريب وجهات النظر الفلسطينية والإسرائيلية والسعي من أجل السلام.
وحسب محللين مغاربة، فإن المغرب يسعى من خلال هذه الخطوات إلى التوجه إلى اللوبي اليهودي الأمريكي والرهان عليه، للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لدعم المغرب في قضية الصحراء، إلا أن كل هذه التبريرات مردود عليها من قبل خالد السفياني الذي أكد "للمشعل" أن استقبال وفد سينمائي لمدة أسبوع على أرض مراكش فيه جرأة زائدة واستفزاز لمشاعر الشعب المغربي كافة، لهذا يوضح السفياني أن مثل هذه الخطوات تسير في اتجاه محاولة التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم أن مثل هذه المبادرات وسابقاتها قوبلت برفض شعبي واسع عبرت عنه هيئات المجتمع المدني والحركات السياسية غير المنخرطة في الحكومة والجماعات الإسلامية وعدد كبير من الشخصيات الفكرية والفنية، خاصة في هذه الآونة التي تصعد فيها عمليات القتل والتخريب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي الوقت الذي أعادت فيه مشاركة الوفد الإسرائيلي قضية التطبيع بين المغرب وإسرائيل، إلى الواجهة وبالأحرى إلى العلن، إذ يعد المغرب من البلدان التي لها علاقات مع إسرائيل رغم أن هذه العلاقات تتأرجح بين السرية والعلنية، حسب سخونة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، كما كانت الأراضي المغربية محضنا للتحضير لأهم مبادرات التطبيع مع إسرائيل وأهمها اتفاقية "كامب ديفيد" التي لعب فيها الملك الراحل الحسن الثاني دورا بارزا، إلا أن نبيل عيوش أكد "للمشعل" أنه لم يفهم سبب الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بساحة بلدية مراكش ولا الهجوم الذي تعرض له مشيرا إلى أن شركته ليست هي من تمنح تأشيرات دخول الإسرائيليين إلى المغرب وإنما السلطات المغربية، مذكرا بأن الآلاف من الإسرائيليين يدخلون دون أن يثيروا كل هذا الضجيج.
وأوضح عيوش أن مفوضية الاتحاد الأوروبي هي من تقرر اختيار أسماء الدول المشاركة في هذا الموضوع، بالإضافة إلى أن الجميع يعلم بتواجدهم "ومجبناهمش مخبين"، لهذا فالأمر بالنسبة إليه طبيعي لأن هؤلاء المشاركين هم إسرائيليون وليسوا صهاينة، لأنهم يتواجدون إلى جانب سينمائيين فلسطينيين، تم اختيارهم وفق التزاماتهم السياسية، وقد سبق لجلهم أن أنجز أعمالا مدافعة عن الفلسطينيين إما من خلال أفلامهم أو من خلال البرامج الوثائقية التي سجلت معاناة الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وللإشارة فقد سبق لمهرجان "كازا سينما" في دورة هذه السنة أن شطب على الفيلم الصهيوني "قناديل البحر" من لائحة الأفلام المبرمجة للمشاركة، بعد أن رفض المركز السينمائي المغربي التأشير للفيلم الإسرائيلي "قناديل البحر" لمخرجيه " إدغار كيريت" و "شيراجيفين"، وأتى أمر المنع بعد أن تعالت الأصوات المنددة لأكثر من جهة ثقافية وسياسية محتجبة على ما اعتبرته تطبيعا ثقافيا مع الكيان الصهيوني، خاصة أنها آخر أوراق الضغط التي يملكها الإنسان العربي، كما رفض القيمون على مهرجان مراكش السماح للدولة العبرية بعرض أفلامها، وهو الأمر الذي ثمنته الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين.
خالد السفياني / منسق المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين
نطالب بلجنة تقصي الحقائق لردع المتصهينين
يرى السفياني أن مشاركة وفد سينمائي إسرائيلي بمراكش، في إطار مشروع "ميدا فيلم"، جرأة زائدة واستفزاز لمشاعر المغاربة، لهذا طالبت الهيئات المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بساحة بلدية مراكش، بفتح تحقيق وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من أجل ردع المتطبعين مع الكيان الصهيوني، وأشار السفياني إلى أن كل المبررات المقدمة للتعامل مع الدولة العبرية لا مجال لها من الصحة وعلى رأسها مساندة اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية لملف الوحدة الترابية المغربية، بحكم أنها ولحد الآن لم تقدم مبررا واضحا بهذا الخصوص.
- ما هي دواعي تنظيم وقفة احتجاجية بساحة بلدية مراكش، يوم السبت 15 دجنبر؟
+ موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاومته هو موقف إجماعي مغربي، لكل التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية، حيث تعتبر أن التطبيع خيانة وأنه لا يمكن اتخاذ أي مبادرة تطبيعية كيفما كانت ولهذا فكل المبادرات التطبيعية اتخذنا في شأنها موقفا واضحان وصريحا وهذا الموقف هو موقف مشترك بين مجموعة العمل الوطني لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، لأنه موقف غير خلافي، وفي هذا الإطار تقرر بالإضافة إلى البيان الذي صدر في الموضوع، تنظيم وقفة احتجاجية تشارك فيها كل المكونات السياسية والنقابية والجمعوية لتأكيد الموقف الاجماعي للشعب المغربي، ضد مبادرات التطبيع وللتأكيد أيضا على الموقف الجماعي للشعب المغربي في دعم كفاح الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته للاحتلال ودعم وحدة الصف الفلسطيني وإعادة اللحمة للوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وبعاصمتها القدس.
- تتحدثون عن مشاركة وفد إسرائيلي في مشروع دولي على أنه تطبيع، وبما أن هذا الموضوع يطرح لبسا، ألا وضحتم لنا مواصفات خاصة للتطبيع الفني الثقافي؟
+ كل عمل تطبيعي مرفوض ومدان كيفما كانت طبيعته، والتطبيع هنا هو محاولة خلق علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني أو مع الصهاينة بصفة عامة سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الفني أو الرياضي أو أي مجال من المجالات الأخرى، وهنا أذكر أن الصهاينة يغتصبون أرض فلسطين، ولأن الصهاينة جميعهم عنصريون ويعملون على إبادة الشعب الفلسطيني وعلى المس بمقدساته الإسلامية والمسيحية، فأي تطبيع مع أي كان من الصهاينة وفي أي إطار هو مرفوض ومدان ويجب أن نتصدى له، ولذلك هناك محاولات في كثير من الأحيان تتخذ صيغة، يمكن أن يقال عنها إما إن الأمر يتعلق برياضة والرياضة ليس بها أي مشكل وهذا فن، والفن لا مشكل فيه، وكل هذه العمليات لا تشكل إلا مدخلا لتطبيع أوسع، المهم أن يقوم المتصهينون بالمغرب بما يفسح المجال لتطبيع شامل مع الكيان الصهيوني.
- هناك من عاب عليكم أنكم لم تتخذوا نفس الموقف الصارم أيام نظمت "أوركسترا السلام" حفلا فنيا بالعاصمة الرباط؟
+اتخذنا الموقف الصارم الضروري لمواجهة كل عمل تطبيعي بدور استثنائي سواء كان في هذا الإطار أو في إطار آخر، وهنا يجب التذكير بأننا في موضوع التطبيع لا نقوم بعمل سياسي، عندما يتعلق الأمر بهذه الجهة نتخذ موقفا وإذا تعلق الأمر بجهة أخرى لا نتخذ موقفا، وأذكر هنا بالمواقف التي اتخذناها في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني أو في مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين ضد شخصيات تنتمي إلى تنظيمات منخرطة في الجمعية أو المجموعة..
- أقاطعه : جمعيات مثل من؟
+ عندما ذهب مثقفون مغاربة إلى الكيان الصهيوني ومنهم من ينتمي إلى بعض الأحزاب المنخرطة في الجمعية، لم نتردد في اتخاذ موقف صارم بشأنهم، وعندما استقبل الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي وزير الخارجية الإسرائيلي وكنت رئيسا للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، لم نتردد، وأنا عضو في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي آنذاك، في اتخاذ موقف صارم في هذا الموضوع، وبالتالي فالأمر لا يتعلق بمن قام بعملية التطبيع، بل يتعلق مباشرة بالعملية التطبيعية أيا كان مصدرها وأيا كانت طبيعتها.
- ما أود الإشارة إليه أن الحفل الذي حضرته زوجة الملك وأختيه لم يلق نفس المعارضة؟
+ أصدرنا بيانا آنذاك في هذا الموضوع، ونعتز بأن المسؤولين المغاربة بدؤوا يتجاوبون مع هذا الموقف بشكل كامل، ولا أذل على ذلك الاستجابة لطلب إلغاء أفلام إسرائيلية في مهرجان الدار البيضاء ومهرجان مراكش للسينما، وقد نوهنا بعمل وزارة الاتصال المغربية والمركز السينمائي المغربي لأنهما فعلا استجابا وألغيت المشاركة الإسرائيلية من المهرجانيين، وهذا شيء يؤكد أن الموقف موقف إجماعي وليس موقفا فرديا وإن المتطبعين أو المتصهينين في المغرب، هم فئة قليلة جدا ويجب محاصرتها لتعرف أنها لا يمكن أن تمرر علينا أشياء تمس بمشاعر المغاربة وتمس المغربي كمغربي.
- هناك من يرى أن مثل هذه الخطوات موجهة للوبي اليهودي الأمريكي والرهان عليه من أجل دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب في قضية الصحراء؟
+ هذه من محاولات تبرير العمل التطبيعي لأنه بالنسبة لنا، القدس فوق كل اعتبار لأنها أمانة في عنقنا بحكم رئاسة جلالة الملك للجنة القدس، والمراهنة على اللوبي اليهودي الصهيوني الأمريكي لدعم قضيتنا الوطنية هي مراهنة خاسرة، ولا أدل على ذلك من أن أمريكا الآن لم تتخذ أي مبادرة جدية لفائدة المغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية والأمر لا يتعلق بكوننا نناهض التطبيع، بل لأن الإدارة الأمريكية الحالية تخطط لتقسيم الوطن العربي وبالتالي لا تستطيع أن تتخذ موقفا يتجه نحو بناء وحدة مغربية للاعتراف بمغربية الصحراء، فهذه المبررات كغيرها من المبررات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنطلي على أي أحد.
- ما رأيك في صمت النقابات المسرحية والفنية المغربية عن الموضوع، في حين نجد أن نقابة الممثلين المصريين فتحت تحقيقا من أجل مشاركة ممثل في فيلم عالمي بطله من جنسية إسرائيلية؟
+ائتلاف الفنانين المغاربة هو جزء من مكونات العمل الوطني لمساندة الشعب العراقي وفلسطين، وهو بدوره متبني لمواقفنا، قد طالبنا المسؤولين باتخاذ كل الإجراءات وتكوين لجنة للتقصي في موضوع هذه المشاركة واتخاذ الإجراءات الضرورية والحيلولة دون تكرار مثل هذه المبادرة المشؤومة.
- هل هذا يعني أن هناك تحقيقا في الموضوع؟
+ نحن طالبنا بذلك وطالبنا بعزل ومحاصرة المتطبعين أيا كانوا.
- نجد في قوانين نقابة الممثلين المصريين أن كل من تورط في التطبيع يفصل من النقابة، هل هذا يعني أننا قد نصل يوما إلى هذه الدرجة من الصرامة بما أنكم تحدثتم عن ائتلاف الفنون؟
+ نحن سبق أن اتخذنا مواقف ولا أقول قرارات في مواجهة المتطبعين، سواء على المستوى الفني أو على المستوى الإعلامي أو على المستوى السياسي، وكان لها تأثير قوي، وربما ما نقوم به يفوق بكثير ما تقوم به كل الهيئات المصرية رغم أن مصر معنية أكثر منا لأنها دولة طوق أولا، ولأنها تتوفر على سفارة صهيونية وبالتالي علاقات دبلوماسية ولأن هناك عملا حثيثا من أجل ألا يتورط الشعب المصري في عمليات التطبيع، وهذا شيء نحن نشد على أيدي إخواننا المصريين في هذا الإطار، ونتمنى أن يستمروا في عملهم في مقاومة كل أشكال التطبيع في مصر العربية وفي غيرها من أقطار البلدان العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.