قدّمت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، الخميس، الطبعة الرابعة من مؤلف "مغاربة الخارج"، الذي يرصد واقع عيش الجالية المغربية المقيمة بالخارج، على كافة المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وغيرها... ويأتي الإصدار الرابع من مؤلف "مغاربة الخارج" في ظل التطور التي تشهده الجالية المغربية المقيمة بالخارج، على مستوى خصائصها الاجتماعية والديمغرافية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وكذلك توسّع نطاق تواجدها عبر مختلف أرجاء العالم. عمر عزيمان، الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، قال في كلمة نيابة عن رئيسة المؤسسة، الأميرة مريم، إنّ الغاية من إنجاز مؤلّف "مغاربة الخارج" هو التعمق في معرفة وضعية المغاربة المقيمين بالخارج، بصفة دورية ومتجددة. وأضاف عزيمان أنّ العمل، الذي أشرف على إنجازه ثلة من الخبراء المختصين في مجال الهجرة، هو في خدمة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، حيث يمكّن من معرفة أفضل لوضعها من قِبل أصحاب القرار، ومن ثم الاستجابة لحاجياتها بشكل أفضل. في هذا الإطار أوضح عزيمان أنّ مؤلف "مغاربة الخارج"، الذي صدرت نسخته الأولى سنة 2003، تلتْها نسختان أخريان سنتي 2007 و2013، يقدّم معطيات محيّنة للفاعلين السياسيين، من أجل تكييف السياسات العامة المتعلقة بمغاربة العالم بما يتناسب مع حاجياتهم؛ كما أنه يشكل وسيلة بالنسبة للفاعلين في القطاع الخاص لمساعدتهم على التعرف على الخبرات والكفاءات البشرية التي تزخر بها الجالية المغربية المقيمة في الخارج. وتميزت الطبعة الرابعة من مؤلف "مغاربة الخارج" بحضور قوي للباحثين الشباب، إذ إنّ نصف الباحثين الذين ألفوا الكتاب هم شباب، 10 منهم ينتمون إلى الجالية المغربية المقيمة بالخارج. محمد بريان، المشرف على فريق العمل الذي أنجز مؤلف "مغاربة الخارج"، قال إنّ العمل على المؤلف الجديد رُوعيت فيه مسألة التجديد، بُغية عدم تكرار نفس المعلومات التي سبق أن وردت في الطبعات السابقة، وكذلك التركيز على تسليط الضوء على مستجدّات حياة الجالية المغربية بالخارج. وأضاف بريان أنّ التجديد الذي طال منهجية البحث التي نهجها فريق الباحثين الذي أنجز مؤلف "مغاربة الخارج" أملاه التطور المتسارع لخصائص الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي كانت مستقرة في مناطق محددة، وخاصة أوروبا، بينما أصبحت اليوم تتحرك في مختلف مناطق العالم. وبعدما خُصص المحور الرئيسي لمؤلف "مغاربة الخارج" سنة 2003 للأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتأثيرها على الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خُصص محور الطبعة الجديدة من المؤلف للطفرات التي شهدتها الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وتم التركيز على الطفرة الديمغرافية، خاصة في الشق المتعلق بشيخوخة أفراد الجالية، والدور الكبير الذي تلعبه المرأة المغربية المهاجرة، والطفرة الاقتصادية، والثقافية والسياسية. كما تطرق المؤلف إلى مسألة توجه المغاربة إلى وجهات جديدة في الخارج، وتحديدا إفريقيا ودول الخليج؛ وكذلك عودة موضوع اليهود المغاربة.