على النحو الذي توقعه محمد بناني، قبل أيام قليلة في اتصالٍ لهُ مع هسبريس، أدانت المحكمة الجنائية للدار البيضاء، (إ.م)، المتسبب في حادثة سير أودت بحياة والدة محمد وأخته وأدخلته هو المستشفى في وضع حرج، بشهرين من السجن مع وقف التنفيذ، وشهرين سبق أن قضاهما وهوَ على ذمة التحقيق ، ليضحيَ السائق المنحدر من أسرة ثرية ونافذة، والذي لم يتخطَّ بعد ربيعه التاسع عشر، وفق ما يقول محمد، حراً طليقاً، عقب صدور حكم، رآهُ مخففا، وغير متناسب والضرر الذي قلب حياة الطالب وهو يهم بمغادرة المغرب، رأسا عقب. وأبدى محمد في اتصال مع هسبريس، من سان فرانسيسكو حيثُ يقيم، استياءهُ العميق مما اعتبرهُ حكما مخففا في حق السائق (إ.م)، الذي أسفر تهورهُ في القيادة وهو في حالة سكر، عن إزهاق روح أخته ووالدته ودخوله المستشفى، كما أنَّ الحكم ينمُّ وفق ما قالهُ بنبرة متأثرة، عن جور كبير لحق به، بسبب نفوذ عائلة السائق، التي حاولت بادئ الأمر، ثنيه عن المتابعة القضائية لقاءَ تعويض قدره مليار سنتيم، رفضه بعدما استفاق من الغيبوبة. وتساءل محمد بنبرة يغلبُ عليها التأثر، عمَّا إذا كانت عقوبة القيادة في حالة سكر والتسبب في مصرع شخصين، في حدود شهرين سجنا، أم أنَّ توظيف عائلة السائق نفوذهَا هو الذي مكن السائق الشاب، من حريته، بعدما فصلت له الشرطة في وقت سابق، محضراً على المقاس، لم يشر حتَّى إلى مسألة السكر يقول المتحدث، زيادةً على متابعته في حالة سراح، زدْ على ذلك أنَّ السائق لم يحضر حتَّى جلسة النطق بالحكم شأنهُ شأن محاميه، يقول بناني. وأردف محمد، أنَّ الحكم الصادر لا يشجعه كثيراً على المضي قدما في مقاضاته والتوجه إلى محكمة الاستئناف، لوثوقه، وفق ما أكده لهسبريس، من تأثير وزن العائلة الثرية على القضاء، استنادا إلى ما هوَ بادٍ من الحكم الصادر أمسِ الثلاثاء. وخليقٌ بالذكر، أنَّ محمد بناني، الذي يدرسُ بالولاياتالمتحدة، صدم في سيارة من نوع كولف، كان فيها بمعية والدته وأخته وهو في طريقه إلى المطار للطيران صوب الولاياتالمتحدة، بسيارة جاكوار كانت تسيرُ بسرعة جنونية، يقودها، شاب في مقتبل العمر، ينحدرُ من أسرة ثرية، يقول محمد إن السائق قضى بعد إنجاز محضر جديد، شهرين من السجن، ليطلق سراحه بعدها، إلى أن حكم عليه بشهرين سجنا مع وقف التنفيذ، يوم أمس، ليجد نفسه حرا، بينما يداريَ محمد حسرته، وهو يقول " لم أكن أطالب بغير القانون الذي يعاقب على الأقل بستة أشهر من السجن..في أمريكا يطبقون القانون على الجميع، أما في المغرب فالأمر كان مختلفا"، وكأنه بذلك ينشدُ وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.