الغلوسي يفضح "مافيات المال العام" بمراكش ويحذّر من محاولات تبييض الجرائم المرتكبة في حق المدينة    البناء ينتعش في المغرب وارتفاع في فرص الشغل خلال الفصل الثالث من 2025    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    البنك الإفريقي للتنمية يمنح ضمانة 450 مليون أورو لدعم "الاستثمار الأخضر" ل"أو سي بي"    ‬ بميزانية ‬100 ‬مليون ‬درهم ‬قيوح ‬يطلق ‬برنامجاً ‬لوجستياً ‬واعداً..‬    ماكرون قلق بعد سجن صحافي بالجزائر    تقرير يكشف ضغط ترامب على نتنياهو بشأن غزة وسوريا    أستراليا تحظر المراهقين دون 16 سنة من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي    كورتوا: محظوظ لأن مبابي يلعب معي وليس ضدي    "فيفا" يعلن عن منع الزمالك من التعاقدات لثلاث فترات    قرار قضائي يهزّ جامعة الكراطي... والصباري يعيد الاعتبار لجهات الجنوب    قضية بشرى كربوبي تتفجر.. الحكمة الدولية تقاضي مسؤولا بعصبة سوس ماسة بالتشهير    قافلة نحتافلوا كاملين تحط الرحال ببرشيد    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    السكوري: ‬الهدر ‬المدرسي ‬يفاقم ‬البطالة ‬والمشاكل ‬المعقدة ‬في ‬التشغيل ‬تتطلب ‬مدونة ‬شغل ‬جديدة    "حبيبتي الدولة".. من تكون؟!: في زمن التشظي وغياب اليقين    مشاهير عالميون يطالبون إسرائيل بإطلاق سراح القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي    وقفة احتجاجية في المحمدية للتنديد بانتهاك إسرائيل لاتفاق وقف النار بغزة    الشيخي القيادي ب"العدالة والتنمية" يوجّه رسالة شديدة اللهجة لوهبي ويتهمه ب"الإساءة للبرلمان وانحدار الخطاب السياسي"    المديرية الإقليمية للعدل بالحسيمة تنظم حفلا لتوشيح موظفين بأوسمة ملكية شريفة    الجامعة الحرة للتعليم تطالب برادة بتسوية مستحقات مفتشي الشؤون المالية وتزويدهم بالحواسب المحمولة    الرباط ومدريد تتبادلان الإشادة بالدينامية التي تميز العلاقات الاقتصادية بين البلدين    خط مباشر بين البيضاء ولوس أنجلوس    إصابتان في معسكر "المنتخب الوطني" بقطر..    الصحراء المغربية... عنوان توافق خليجي لا يتغير عبر السنين    التشريع على المقاس... حينما تتحول الأغلبية الحكومية إلى أداة طيعة في يد اللوبيات    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    رصاصة تحذيرية توقف أربعيني أحدث فوضى قرب مؤسسة تعليمية باليوسفية        كيوسك الخميس | مشروع قانون المالية لسنة 2026.. التوجه نحو الدولة الاجتماعية    "قمة دول الخليج" تشيد بجهود الملك    الصين: مدينة ايوو تسجل رقما قياسيا في حجم التجارة يتجاوز 99 مليار دولار    من مدريد.. أخنوش يطرح رؤية طموحة للربط بين إفريقيا وأوروبا عبر بوابة المغرب وإسبانيا    دراسة: الرياضة تخفف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه    من الكروج إلى داحا.. أربعة عمال تعاقبوا ومحطة الطرقية الجديدة ما تزال مغلقة    طنجة تكبر في الصور... وتتراجع في الواقع: عمدة يطارد الأضواء ومدينة تبحث عمّن يدبّرها    الشرفي يلقي خطاب عضوية "أكاديمية المملكة" ويرصد "غزو علمنة المجتمع"    فرنسا تطالب الجزائر بالإفراج عن صحافي    العراق يفتتح مشواره في كأس العرب بفوز مهم على البحرين    تعزيز التعاون السياحي محور مباحثات بين عمّور والسفيرة الصينية بالمغرب    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها بأداء إيجابي    كأس العالم 2026… أبرز تفاصيل نظام القرعة    المدينة الحمراء : من جامع الفنا إلى قصر المؤتمرات .. ألف عام من الفرجة!    شكري في ذكرىَ رحيله.. وعزلة بُول بَاولز في طنجة وآخرين    "تبّان كقناع".. ظهور غريب لعمر لطفي في مراكش يثير جدلا واسعا    التعب أثناء السياقة يضاهي تأثير تناول الكحول        يسرا : فخري الأكبر هو الرصيد الفني الذي ستتناقله الأجيال القادمة    مهرجان مراكش يكرم راوية ويمنحها "النجمة الذهبية" اعترافا بمسار حافل    نصائح صحية: هذه الأغذية تهددك ب"النقرس"!    سامسونغ تُفاجئ العالم بهاتف ثلاثي الطي .. والسعر يصدم الجميع!    "الصحة العالمية" توصي بأدوية "جي إل بي-1" لمكافحة السمنة    التهراوي : انخفاض حالات الإصابة الجديدة بالسيدا خلال السنوات العشر الأخيرة    تحديد فترة التسجيل الإلكتروني لموسم حج 1448ه    الأوقاف تكشف عن آجال التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1448ه    موسم حج 1448ه.. تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    موسم حج 1448ه... تحديد فترة التسجيل الإلكتروني من 8 إلى 19 دجنبر 2025    إصدار جديد من سلسلة تراث فجيج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهر لابد منه
نشر في هسبريس يوم 12 - 04 - 2013

"لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.." عبارة كثيرا ما كنت أرددها لأواسي بها نفسي وأطرد بها طيور الحزن و الإحباط التي كانت تحلق دائما فوق رأسي؛ فقد عانينا كثيرا بهذه المدينة "تارجيست" ولازلنا نعاني، كما لا زالت هنالك فئة عريضة من الشعب المغربي لا تزال تعاني مثلنا في صمت وتتجرع مرارة الحياة البائسة وتنهال عليها صفعات " الحكرة" وسيول الاستبداد الجارفة، ولا تملك لنفسها سوى الدعاء و التضرع إلى الله بعدما ضاقت بها الدنيا وفقدت ثقتها في مختلف المؤسسات والأحزاب.
أناس اتخذوا من المغرب العميق من المغرب غير النافع وطنا لهم بعيدا عن صالونات السياسة وتقية سياسييها وكاميرات العام زين ونشرات أجمل بلد في العالم، فئة رفعت شعار "ربي كريم" لا يهمها مرجعية الأحزاب و لا برامجهم الانتخابية بقدر ما يهمها ضمان قوت يومه ، فئة تبحث عن القانون بدولة شعارها المزعوم:القانون؛ تبحث عن الحق في العيش بكرامة و بأمان؛ عن حقها في العدل وفي العمل؛ عن الحق في أن ينصفها القانون في دولة يحكمها القانون، فئة تبحث عن إنسانيتها المغتصبة وعن آدميتها المسلوبة، فئة تبحث عن وطن ضائع وعن من يملك الشجاعة و الجرأة لينتصر لقضاياها العادلة، فئة تبحث عمن ينحاز لها ولهمومها و انشغالاتها، فئة لا تفقه في صندوق المقاصة و لا في التوازنات الاقتصادية ولا في التحالفات ومختلف المصطلحات الاقتصادية و السياسية شيئا؛ كل ما تفهمه وتستوعبه عقولهم هو أن تنعكس كل هذه البهرجة وقاموس المصطلحات الحيوانية إيجابا على حياتهم، وأن تصير كل الشعارات و الخطابات واقعا يعاش، وليس شعارا يرفع ...
فالفساد لا يحارب بالخطابات الارتجالية و لا "بتحمار العينين" و "حشيان الهضرة" داخل البث المباشر، و ب"التعناق" وتبادل القبل خارجه. فصدق القول تثبته القول تثبته الفعال ، كما أن محاربة الفساد لا تقتصر على محاربة ضعاف القوم و صغارهم ممن لا تحميهم التماسيح أو العفاريت أو ممن لا يتمتعون بنفوذ، فقد صار حالنا كحال قريش أيام الجاهلية إذا سرق كبيرهم تركوه، و إذا سرق ضعيفهم حاسبوه وأقاموا عليه الحد…
نحن كمغاربة لسنا نطالب بالمستحيل؛ لا نطالب بأن تقتسموا معنا رواتبكم السمينة، ولا أن نركب مثلكم السيارات الفارهة ، أو نسكن بفيلات ونتوفر على حسابات بالبنوك السويسرية، ولسنا حتى نبحث عن امتيازات ضريبية وحصانة قانونية، كما لسنا نطالب إرسالنا في بعثات دراسية للخارج ولا في تخصيص مبالغ مالية لفقرائنا و بطاليينا ولأراملنا و أيتامنا، كل ما نريده من هذا الوطن ومن مسؤوليه المسلمين أن يبادلوا ذاك الإحساس الذي يحيى في وجداننا و أن نحيى بكراااامة.. نعم بكرامة؛ و أن تكون كرامتنا شيئا مقدسا لا يحق لأي كان إهانتها أو التنقيص منها أو اغتصابها، مسؤولا كان أم مواطنا..
فأي دولة حق هذه التي لا يستطيع صغير قوم فيها أن ينتصر لنفسه ولقضيته العادلة وتتقاذفه أرجل علية القوم وأعيانه، و أي دولة حق هذه التي يجبر فيها الضعيف على تقبيل قدماي مسؤول، وأي دولة حق هذه التي تتغاضى فيها السلطة عن زراعة الكيف نهارا و تعتقل فلاحيها ليلا،و أي دولة حق هذه التي إذا دافعت فيها عن حقك ألقوا بك في غياهب السجون بتهمة إهانة موظف أو الاحتجاج بدون ترخيص، أي دولة حق هذه التي اذا صرخت فيها من شدة الألم و الحكرة اتهموك بالتحريض و إذكاء نار الفتن.
أي دولة حق هذه التي لا تمنحك حتى حق الدفاع عن نفسك وإذا حاولت الانتقام لنفسك عابوا عليك ذلك، وطبقوا عليك القانون الذي أفنيت زهرة شبابك تطالب بتطبيقه، أي دولة حق هذه التي يحاكم فيها سارق بيضة أو دجاجة بسنوات من السجن النافذ بينما من نهبوا أموال الشعب و رهنوا مستقبله يتابعون في حالة سراح؛ إن هم توبعوا أصلا؛ فأي دولة هذه التي لا تستطيع أن تنتصر فيها لنفسك إذا كان خصمك مسؤولا أو برلمانيا أو وزيرا أو شخص له نفوذ ويملك من الجاه والمال ما يجعله فوق القانون ، فأي تناقض نعيشه بهذا البلد في زمن سياسيين اتخذوا من الإسلام مرجعية لهم؛ أبهذا أمرنا ديننا: أن نعفو عمن سلف من الناهبين ونتاجر بآلام و أحزان المستضعفين؟
أأمرنا بأن نكسب ود كبار المسؤولين وننحاز للرأسماليين ونتنكر للوعود التي أطلقناها للشعب المسكين؟..صحيح أن درء المفسدة أولى من جلب المنفعة، لكن لا مفسدة تم درءها ولا منفعة تم جلبها. ألستم أنتم الذين اتخذتم من النبي و الخلفاء و أصحابه قدوة؟ فأينكم من أفعالهم و صفاتهم؟ هل كانوا ليصمتوا ويقبلوا بكل ما يعانيه الشعب على أيدي المتسلطين والمستبدين و المفسدين؟ هل كانوا ليتغاضوا عن تفقير و إهانة و استغلال شعب بأكمله بذريعة "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، هل كانوا ليقبلوا بالمناصب الصورية و الشكلية مقابل سلطة هامشية؟ هل كانوا ليتراجعوا عن وعد قطعوه بدعوى وجود ديناصورات و تماسيح وعفاريت وصحون طائرة؟؟وهنا أتساءل من هي هذه العفاريت والتماسيح؟؟ و من أي تستمد قوتها ؟؟ومن يحميها ؟؟وهل هي فوق القانون أم تحته؟؟؟ ولم لا تسمى بأسمائها؟؟؟ وهل هذا اعتراف بأن هناك سلطة أخرى موازية لسلطة الحكومة تشتغل في الظل؟أسئلة من حقنا كمغاربة أن نلقى لها إجابة.
سيدنا عمر رضي الله عنه كان إذا أوى إلى فراشه يجافيه النوم و يجلس يبكي فيقول : توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه و سلم و فيهم المسكين و الضعيف واليتيم والمظلوم؛ وأخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة. أفلا تخشون أن يسألكم الله عنا كذلك يوم القيامة؟ فاتقوا الله في شعب صدقكم وآمن برسالتكم وعاهدكم على التغيير، وتحلوا ولو بقليل من الجرأة و الشجاعة مادام الشعب في صفكم و إلى جانبكم؛ فلا تخسروا ود وحب الشعب مقابل كسب ود غيرهم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. والله أحق أن يخشى من غيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.