قيوح يرأس تنصيب عامل إقليم أزيلال    المدير العام للأمن الوطني يتقلَّد وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني الإسباني    زيدان يبسط تفاصيل مِنح دعم المقاولات الصغرى باستحضار البعد المجالي    منتخب الناشئين يواجه نظيره الأمريكي في الدور 32 من مونديال قطر    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    عمالة طنجة-أصيلة : لقاء تشاوري حول الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    المنتخب الوطني يجري حصة تدريبية مفتوحة امام وسائل الاعلام المعتمدة بملعب طنجة الكبير    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    (فيديو) بنسعيد يبرر تعين لطيفة أحرار: "كانت أستاذة وهل لأن اسمها أحرار اختلط على البعض مع حزب سياسي معين"    الكشف عن الكرة الرسمية لكأس أمم إفريقيا المغرب 2025    كيف أصبح صنصال عبئاً على الديبلوماسية الجزائرية؟    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    اقتراب منخفض جوي يجلب أمطارًا وثلوجًا إلى المغرب    لتعزيز جاذبية طنجة السياحية.. توقيع مذكرة تفاهم لتطوير مشروع "المدينة المتوسطية"    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    مجلس القضاء يستعرض حصيلة 2024    "واتساب" يطلق ميزة جديدة تتيح للمستخدمين الوصول إلى جميع الوسائط الحديثة المشتركة    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تعرض تجربة الذكاء الاصطناعي في منصة "SNRTnews" بمعرض كتاب الطفل والشباب    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    منيب تتقدم بمقترح قانون للعفو العام    تستر ‬عليها ‬منذ ‬سنوات‮ ‬.. ‬    ملايين اللاجئين يواجهون شتاء قارسا بعد تراجع المساعدات الدولية    تفجير انتحاري يوقع 12 قتيلا بإسلام أباد    رصاص الأمن يشل حركة مروج مخدرات    خط جوي جديد بين البيضاء والسمارة    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    المغرب ‬رائد ‬في ‬قضايا ‬التغيرات ‬المناخية ‬حسب ‬تقرير ‬أممي ‬    مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يكشف عن قائمة المسابقة الدولية للأفلام الطويلة    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    الحسيمة: مرضى مستشفى أجدير ينتظرون منذ أيام تقارير السكانير... والجهات المسؤولة في صمت!    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    350 يورو مقابل التقاط صورة ومقعد على مائدة والدة النجم يامال    وزير الداخلية يبدأ مرحلة ربط المسؤولية بالمحاسبة؟    مع تعثّر انتقال خطة ترامب للمرحلة التالية.. تقسيم قطاع غزة بات مرجحاً بحكم الأمر الواقع    أتالانتا الإيطالي ينفصل عن مدربه يوريتش بعد سلسلة النتائج السلبية    كيوسك الثلاثاء | المغرب يعزز سيادته المائية بإطلاق صناعة وطنية لتحلية المياه    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن .. بلد الربيع العربي الذي وجد صداه في صنعاء
نشر في هسبريس يوم 09 - 08 - 2013

بلد ‬حضارة ‬مأرب، ‬البلد ‬الذي ‬خرجت ‬منه ‬بلقيس ‬والعرب ‬العاربة، ‬بلد ‬القصور ‬الطينية ‬العالية، ‬هو ‬أيضا ‬بلد ‬الربيع ‬العربي ‬الذي ‬وجد ‬صداه ‬هنا ‬في ‬صنعاء، ‬حيث ‬الناس ‬يمضغون ‬القات ‬ويناقشون ‬السياسة، ‬ويفتخرون ‬بجائزة ‬نوبل ‬للسلام ‬التي ‬حازتها ‬مواطنتهم ‬‮"‬توكل ‬كرمان‮"‬.‬
كتب ‬صديقي ‬سامي ‬غالب: ‬‮"‬اليمن ‬في ‬هذه ‬اللحظة ‬بالذات ‬لا ‬تحتاج ‬إلى ‬ذلك ‬السيرك ‬المنصوب ‬في ‬فندق ‬منفصل ‬عن ‬اليمنيين ‬في ‬العاصمة. ‬اليمنيون ‬يعوزهم ‬الأمن ‬والكهرباء ‬والخدمات ‬الأساسية... ‬لا ‬يملكون ‬ما ‬يمكنهم ‬من ‬الذهاب ‬لمشاهدة ‬البهلوانات ‬في ‬أرقى ‬فنادق ‬اليمن، ‬فذلك ‬ترف ‬لا ‬يطيقونه، ‬و ‬كل ‬من ‬حباه ‬الله ‬بضمير ‬يقظ ‬وحس ‬سليم ‬يدرك ‬أن ‬السلطة ‬التي ‬لا ‬تبادر ‬إلى ‬تأمين ‬الحد ‬الأدنى ‬من ‬مستلزمات ‬الحياة ‬الكريمة ‬لشعبها ‬لن ‬تلتزم ‬بأية ‬مخرجات ‬حوار ‬وطني ‬كما ‬يزعمون‮"‬
لم ‬أجد ‬أقوى ‬من ‬هذه ‬الكلمات ‬لأصف ‬الواقع ‬اليمني ‬في ‬ظل ‬المؤتمر ‬الوطني ‬للحوار، ‬والحال ‬أن ‬البلاد ‬التي ‬مازالت ‬منهكة ‬من ‬فترة ‬حكم ‬استنزف ‬قوى ‬البلاد ‬والعباد ‬لما ‬يزيد ‬عن ‬ثلاثة ‬وثلاثين ‬عاما، ‬لا ‬تسير ‬فيها ‬الأمور ‬على ‬ما ‬يرام.‬
الحوار ‬يشغل ‬بال ‬اليمن ‬والعالم ‬
حين ‬وصلت ‬إلى ‬اليمن ‬بداية ‬شهر ‬شتنبر ‬من ‬السنة ‬الماضية، ‬لم ‬يكن ‬ثمة ‬شيء ‬يشغل ‬بال ‬اليمنيين ‬سوى ‬الحديث ‬عن ‬الحوار ‬وجدواه، ‬فالساحات ‬التي ‬انطلقت ‬منها ‬ثورة ‬اليمن ‬العظيمة، ‬مازالت ‬تعج ‬بالثوار ‬والجرحى ‬وعائلات ‬الشهداء. ‬كان ‬قد ‬مضى ‬على ‬غيابي ‬عن ‬اليمن ‬السعيد ‬بضع ‬سنوات، ‬في ‬آخر ‬زياراتي ‬لم ‬يكن ‬الحال ‬أحسن ‬مما ‬هو ‬عليه، ‬ففوز ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬بفترة ‬رئاسية ‬جديدة ‬بنسبة ‬77 ‬في ‬المائة ‬كان ‬قد ‬شكل ‬مفاجأة ‬حقيقة ‬للمعارضة ‬التي ‬كانت ‬تطالبه ‬بالرحيل، ‬لم ‬يكن ‬‮"‬الربيع‮"‬ ‬قد ‬اجتاح ‬بعض ‬البلدان ‬العربية، ‬لكن ‬اليمنيين ‬كانوا ‬متفائلين ‬بالمرحوم ‬فيصل ‬بن ‬شملان، ‬مرشح ‬أحزاب ‬اللقاء ‬المشترك (‬اتحاد ‬أحزاب ‬المعارضة)‬، ‬كانوا ‬يعتقدون ‬أن ‬الوقت ‬قد ‬حان ‬لوضع ‬حد ‬لحكم ‬صالح ‬الذي ‬تربع ‬على ‬عرش ‬السلطة ‬لخمس ‬ولايات ‬رئاسية، ‬أي ‬قبل ‬وبعد ‬إعلان ‬دولة ‬الجمهورية ‬اليمنية ‬الموحدة. ‬
كانت ‬الأمور ‬و ‬مازالت ‬متوترة ‬حد ‬الاحتقان، ‬النزاعات ‬في ‬اليمن ‬لا ‬تنتهي ‬وكأن ‬قدر ‬البلاد ‬أن ‬تعيش ‬على ‬فوهة ‬بركان، ‬كان ‬يكفي ‬أن ‬أقوم ‬بجولة ‬في ‬المواقع ‬الإخبارية ‬اليمنية ‬وعناوين ‬الصحف ‬كي ‬أقف ‬على ‬حجم ‬التشتت ‬الذي ‬وصل ‬إليه ‬اليمنيون، ‬فما ‬كان ‬يصلنا ‬من ‬صور ‬عن ‬الثورة ‬اليمنية ‬لم ‬يكن ‬إلا ‬النزر ‬اليسير ‬من ‬وضع ‬أكثر ‬تعقيدا ‬وإيلاما، ‬يصعب ‬أحيانا ‬فهمه ‬حتى ‬على ‬اليمنيين. ‬
وصلت ‬على ‬متن ‬رحلة ‬مصر ‬للطيران، ‬التي ‬تنزل ‬في ‬صنعاء ‬مع ‬بزوغ ‬الفجر، ‬سائقو ‬سيارات ‬الأجرة ‬والحمالون ‬انتهوا ‬لتوهم ‬من ‬الصلاة، ‬لم ‬يكن ‬من ‬الصعب ‬أن ‬أتعرف ‬على ‬السائق ‬صاحب ‬الدور ‬الذي ‬سينقلنا ‬إلى ‬الفندق، ‬رجل ‬مسن ‬اتسعت ‬أساريره ‬بمجرد ‬أن ‬رأى ‬أن ‬ثمة ‬زبائن ‬في ‬الانتظار، ‬الوضع ‬سيء ‬والحال ‬لا ‬يسر، ‬هكذا ‬قال ‬لنا ‬وهو ‬يدير ‬مفاتيح ‬سيارته ‬نحو ‬الفندق، ‬حيث ‬ينزل ‬مغربي ‬آخر ‬فاقت ‬شهرته ‬الحدود، ‬إنه ‬جمال ‬بن ‬عمر ‬مبعوث ‬الأمين ‬العام ‬للأمم ‬المتحدة ‬إلى ‬اليمن.‬
ليس ‬الفندق ‬الذي ‬ينتمي ‬إلى ‬سلسلة ‬عالمية، ‬في ‬صنعاء ‬سوى ‬المكان ‬الذي ‬نُصِب ‬فيه -‬حسب ‬صديقي ‬الصحفي ‬سامي ‬غالب- ‬السيرك ‬المسمى ‬مؤتمرا ‬للحوار، ‬والذي ‬يشرف ‬عليه ‬ابن ‬جبال ‬الريف ‬الذي ‬كان ‬جده ‬واحدا ‬من ‬رجالات ‬الأمير ‬الخطابي. ‬صادف ‬وجودي ‬في ‬هذا ‬الفندق ‬نزول ‬الدبلوماسي ‬المغربي ‬بنعمر ‬فيه، ‬ونظرا ‬لأهمية ‬ما ‬كان ‬مقبلا ‬عليه ‬حينها، ‬كان ‬من ‬الضروري ‬إجراء ‬مقابلة ‬تلفزيونية. ‬كان ‬السيد ‬بنعمر ‬متفائلا ‬وحاسما ‬في ‬الوقت ‬نفسه، ‬وكان ‬يبدو ‬غير ‬مستعد ‬للسماح ‬لأي ‬كان ‬أن ‬يشكك ‬في ‬أهمية ‬مؤتمر ‬الحوار ‬الذي ‬تراهن ‬الأمم ‬المتحدة ‬على ‬نجاحه ‬كتجربة ‬أولى ‬مبنية ‬على ‬تقريب ‬وجهات ‬نظر ‬الفرقاء، ‬والخروج ‬بتوصيات ‬أساسية ‬تعد ‬الضامن ‬للعبور ‬بهذا ‬البلد ‬المتعدد ‬الألغام ‬إلى ‬بر ‬الأمان.‬
الحوار ‬الذي ‬يقسم ‬اليمن
تتعدد ‬مواقف ‬النخبة ‬المثقفة ‬من ‬مؤتمر ‬الحوار ‬الوطني ‬في ‬اليمن ‬بين ‬مؤيد ‬ومعارض، ‬وبين ‬واقف ‬على ‬الحياد ‬ومراقب ‬لما ‬ستئول ‬إليه ‬الأمور ‬بعد ‬أن ‬تنتهي ‬الأشهر ‬الستة ‬المقررة ‬لطرح ‬قضايا ‬البلاد ‬الشائكة، ‬ربما ‬كلمة ‬‮"‬شائكة‮"‬ ‬لا ‬تفي ‬بالغرض ‬أمام ‬خطورة ‬القضايا ‬المتحاور ‬بشأنها، ‬فالطرح ‬الانفصالي ‬في ‬الجنوب، ‬أصبح ‬يلاقي ‬صدى ‬واسعا ‬داخل ‬اليمن ‬وخارجه ‬بسبب ‬التهميش ‬الذي ‬طال ‬ما ‬كان ‬يعرف ‬باليمن ‬الجنوبي، ‬واحتكار ‬الثروات ‬والسلطات ‬من ‬أبناء ‬الشمال. ‬
الحوثيون ‬في ‬منطقة ‬صعدة ‬شمالا ‬على ‬الحدود ‬مع ‬الشقيقة ‬الكبرى ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬فتحوا ‬الباب ‬على ‬مصراعيه ‬لإيران ‬لترحل ‬جزءا ‬من ‬صراعاتها ‬في ‬المنطقة ‬إلى ‬هذا ‬البلد، ‬الذي ‬يعتنق ‬جزء ‬من ‬سكانه ‬المذهب ‬الزيدي، ‬قضايا ‬أخرى ‬ذات ‬بعد ‬وطني ‬سيطرحها ‬الحوار: ‬قضية ‬النازحين ‬واسترداد ‬الأموال ‬والأراضي ‬المنهوبة، ‬المصالحة ‬الوطنية ‬والعدالة ‬الانتقالية ‬وبناء ‬الدولة، ‬والحكم ‬الرشيد، ‬بناء ‬الجيش ‬وتعميم ‬الأمن، ‬استقلالية ‬الهيئات ‬ودعم ‬الحقوق ‬والحريات.. ‬
نعم .. ‬كل ‬هذه ‬القضايا ‬على ‬المشاركين ‬في ‬الحوار ‬رجالا ‬ونساء ‬أن ‬يجدوا ‬لها ‬حلولا ‬ويخرجوا - ‬بعد ‬بضعة ‬أشهر ‬من ‬اليوم- ‬على ‬الشعب ‬اليمني ‬ليزفوا ‬إليه ‬بشرى ‬انتهاء ‬أزمات ‬اليمن. ‬جزء ‬كبير ‬من ‬النخبة ‬اليمنية ‬المثقفة ‬التي ‬التقيت ‬بها ‬في ‬صنعاء ‬تعتقد ‬أن ‬الماء ‬والكهرباء ‬ولقمة ‬العيش ‬والصحة ‬هي ‬أولويات ‬المواطن ‬اليمني، ‬وأن ‬لا ‬ضمانات ‬حقيقية ‬لنجاح ‬حوار ‬يدار ‬في ‬فنادق ‬خمس ‬نجوم، ‬ويكلف ‬الأمم ‬المتحدة ‬مبلغ ‬30 ‬مليون ‬دولار، ‬في ‬حين ‬مازالت ‬أغلبية ‬ساحقة ‬من ‬المجتمع ‬اليمني ‬غير ‬قادرة ‬على ‬توفير ‬حق ‬رغيف ‬الخبز ‬والدواء.‬
ليس ‬تبخيسا ‬أو ‬تشاؤما ‬مني ‬أن ‬أعتبر ‬أنه ‬ضرب ‬من ‬المستحيل ‬أن ‬يخرج ‬اليمن ‬السعيد ‬من ‬عنق ‬الزجاجة ‬بهذه ‬السهولة، ‬لكن ‬قناعتي ‬أكيدة ‬أن ‬مؤتمر ‬الحوار ‬لن ‬يلزم ‬اليمن ‬واليمنيين ‬في ‬شيء، ‬نوايا ‬الرئيس ‬هادي ‬الحسنة، ‬والتزام ‬الأمم ‬المتحدة ‬بوضع ‬أسس ‬لإدخال ‬الاستقرار ‬إلى ‬البلاد ‬لا ‬غبار ‬عليهما، (‬لم ‬أقل ‬دعم ‬أو ‬إعادة ‬الاستقرار، ‬لأنه ‬لا ‬وجود ‬لاستقرار ‬ليتم ‬دعمه، ‬ولم ‬يكن ‬ثمة ‬استقرار ‬لتتم ‬إعادته)‬، ‬لكن ‬بقراءة ‬متأنية ‬للمشهد ‬اليمني ‬ستجد ‬أن ‬القضايا ‬المعروضة ‬في ‬المؤتمر ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬موضوعا ‬للحوار،
‬فهي ‬في ‬أغلبها ‬تتعلق ‬بقرارات ‬للسلطة ‬التنفيذية، ‬خصوصا ‬القضية ‬الجنوبية ‬التي ‬لا ‬يمكن ‬بأي ‬حال ‬من ‬الأحوال ‬أن ‬تحل ‬عبر ‬الحوار، ‬فهي ‬مسألة ‬فنية ‬معقدة ‬وتبدو ‬سياسيا ‬غير ‬واقعية ‬بالنظر ‬إلى ‬التداخل ‬بين ‬الشمال ‬والجنوب، ‬وبفعل ‬صعود ‬الرئيس ‬هادي ‬وتنامي ‬قوته ‬– وهو ‬ابن ‬محافظة ‬أبين ‬الجنوبية- ‬هو ‬ورجاله، ‬كل ‬ما ‬يمكن ‬فعله ‬لحل ‬هذه ‬القضية ‬المعقدة ‬هو ‬الرهان ‬على ‬تغيير ‬المزاج ‬الجنوبي ‬عبر ‬سلسلة ‬من ‬الإجراءات ‬الجدية ‬لإعادة ‬الثقة ‬بين ‬الشمال ‬والجنوب، ‬حينها ‬فقط ‬سيصبح ‬الجلوس ‬إلى ‬طاولة ‬المفاوضات ‬ممكنا ‬لحل ‬الأزمة ‬سلميا.‬
‬ربما ‬علي ‬أن ‬أبحث ‬أكثر ‬فيما ‬يكتبه ‬ويقوله ‬أصدقائي ‬اليمنيين ‬عن ‬الحوار، ‬هم ‬بلا ‬شك ‬أدرى ‬مني ‬بوضع ‬البلاد. ‬في ‬الفيسبوك ‬كتبت ‬صديقتي ‬بشرى ‬المقطري ‬الحائزة ‬على ‬جوائز ‬عالمية ‬مهمة ‬عن ‬نشاطاتها ‬الحقوقية، ‬ومساهمتها ‬في ‬التعريف ‬بقضايا ‬اليمن ‬ككاتبة ‬وناشطة ‬حقوقية: ‬‮"‬إيش ‬من ‬مهزلة ‬والله ‬كأني ‬أشوف ‬سرك ‬للمهرجين. ‬حوار ‬غريب ‬كلما ‬حاولت ‬أن ‬أتفاءل ‬صدمت ‬من ‬هذا ‬التهريج‮"‬ ..‬
بشرى ‬متشائمة، ‬فلنبحث ‬عن ‬شخص ‬آخر ‬أكثر ‬تفاؤلا، ‬ربما ‬ستفي ‬هند ‬الإرياني ‬بالغرض، ‬فهند ‬صحفية ‬وكاتبة ‬يمنية ‬مستقرة ‬في ‬لبنان، ‬وتقود ‬حملة ‬‮"‬متفائلة ‬جدا‮"‬ ‬ضد ‬القات، ‬هذا ‬ما ‬كتبته ‬عن ‬مؤتمر ‬الحوار ‬في ‬أول ‬أيامه: ‬‮"‬اليمن ‬حاليا ‬كعكة ‬يتنازع ‬عليها ‬صالح، ‬آل ‬الأحمر، ‬الحوثيون ‬والحراك.. ‬الحوار ‬الوطني ‬سيحل ‬فقط ‬كيفية ‬توزيع ‬الكعكة.. ‬الله ‬يعينك ‬يا ‬يمن‮"‬. ‬سامي ‬وهند ‬وبشرى ‬وغيرهم ‬من ‬الأصوات ‬اليمنية ‬الصادقة ‬هم ‬فعلا ‬أمل ‬اليمن ‬لتجاوز ‬الأزمات. ‬أمام ‬اليمن ‬الكثير ‬لتدارك ‬ما ‬قد ‬فاته ‬خلال ‬سنوات ‬طويلة، ‬واليمنيون ‬مطالبون ‬اليوم ‬بوضع ‬اليد ‬في ‬اليد ‬حتى ‬يتعافى ‬اليمن ‬ويعود ‬سعيدا ‬كما ‬كان.‬ ‬
نحن ‬مع ‬الحوار
الناشطة ‬والباحثة ‬أمل ‬الباشا ‬من ‬الشخصيات ‬التي ‬رافقت ‬مشروع ‬الحوار ‬منذ ‬بدء ‬التحضير ‬له ‬من ‬خلال ‬دورها ‬في ‬اللجنة ‬التحضيرية، ‬تلعب ‬أمل ‬الباشا ‬دورا ‬هاما ‬في ‬يمن ‬اليوم، ‬كما ‬لعبت ‬في ‬يمن ‬ما ‬قبل ‬الثورة ‬دورا ‬محوريا ‬من ‬حلال ‬جمعيتها ‬‮"‬شقائق ‬الرجال‮"‬. ‬كتبت ‬أمل ‬بعد ‬أسبوع ‬من ‬انطلاق ‬المؤتمر:‬‮"‬بعد ‬الاستماع ‬إلى ‬العشرات ‬من ‬الكلمات ‬والمداخلات ‬في ‬الجلسة ‬العامة ‬لمؤتمر ‬الحوار ‬الوطني، ‬من ‬قبل ‬الشباب ‬والنساء ‬المكونات ‬والحركات ‬السياسية ‬والاجتماعية ‬المختلفة، ‬ومن ‬مختلف ‬المحافظات، ‬تأكد ‬لي ‬أن ‬هناك ‬كتلة ‬مدنية ‬حاسمة ‬سقف ‬صوتها ‬هو ‬الأعلى ‬والأقوى ‬والأكثر ‬وضوحا ‬ونضجا، ‬لنطمئن، ‬فبلدنا ‬بخير ‬وبالتأكيد ‬سيتعافى ‬بسرعة ‬أكبر ‬مما ‬نتصور .. ‬أراهنكم ‬فالسيل ‬يجرف ‬بسرعة ‬فائقة ‬كل ‬المخلفات ‬أمامه ‬ويتجاوزها.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.