أقدم إدريس لشكر، الكاتب الأوّل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيّة، على التطرق لتواجد الحمير ضمن مسيرة الشبيبة الاستقلالية التي خرجت لشوارع الرباط نهاية الأسبوع الماضي، بحضور رموز من الUSFP.. وذلك ضمن الندوة الصحفية التي عقدها لشكر لأجل الكشف، بالأساس، عن خروج الاتحاديّين للاحتجاج يوم 5 أكتوبر ضدّ الابتزاز السياسي وكذا رفع مستويات الغلاء. استحضار "حمير الاستقلال" من لدن إدريس لشكر أتى بعد 40 ساعة من تعاط مماثل أقدم عليه أستاذ العلوم السياسية محمّد ظريف، حين مشاركته ضمن ندوة للشبيبة الاستقلالية، في إطار المهرجان الوطني الثاني لذات التنظيم، حيث قال إنّ إصرار رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في إدخاله كلاّ من التماسيح والعفاريت ضمن المجال السياسيّ يجعل الاحتجاج باستعمال الحمير مبرّراً. واعتبر لشكر أنّ الانتقادات الموجّهة للممارسات التي عرفتها مسيرة الشباب الاستقلالي، حين الاحتجاج على تفعيل الحكومة لنظام المقايسة تجاه تسويق المحروقات، "تبقى نسبيّة".. كما أردف: "التعبيرات الذاتية تنبغي مراعاتها ضمن كل المسيرات الحاشدة، فحتى نحن سبق وأن سمعنا شعارات أقوى تهمّ الكراهية والحقد لوجود انفلاتات لا تحسب بالضرورة على الأحزاب" وفق تعبير القيادي الاتحادي. "سألت عن وجود الحمير من عدمه، فأعطِي لي تبرير مفاده أن الإشارة التي أريد توجهها مقترنة بكون الزيادة في ثمن المحروقات تدفع في اتجاه أن نغدو جميعا من راكبي الحمير لتنقلاتنا.. وسيزيد هذا أيضا في ثمن الشعير، وبالتالي خلق مشاكل حتّى لدى الراغبين في استعمال الحمير" يضيف لشكر قبل أن يسترسل: "حذاري أن نبخّس الأمور.. فإذا لم تخرج المعارضة تُتهم بالضعف، وإذا تحركت يُنتقد شكل خطواتها". وبخصوص واقعة المحاصرة التي طالت رئيس الحكومة من لدن معطّلين غاضبين رصدوا تحرك سيارته وسط شارع محمّد الخامس قال إدريس لشكر: "هل تعلمون بأن هذا الرئيس، ووزراء بهذه الحكومة، كانوا قبل سنتين يحاصرون مؤسسة برلمانية إلى جوار معطّلين.. بل كان وزير العدل والحريات الحالي، مصطفى الرميد، يخرج ليكون سدا منيعا في وجه أي معركة بين المعطّلين وقوات حفظ الأمن، وكل هذا حتى لا يدخل وزير إلى مقر المؤسسّة البرلمانية من أجل حضور جلسة الأسئلة الأسبوعية". تطرق لشكر لذات الواقعة لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل زاد شدّة تجاه حزب العدالة والتنمية، فأضاف: "هؤلاء كانوا يعتبرون من النضالات البطولية منع الوزراء حتّى لا يدخلوا إلى مقرات وزاراتهم.. المسؤولية تقتضي من الإنسان أن يستعمل نفس المقاييس، فلا يمكن دعم مثل هذا بالأمس واعتباره من النضالات، واليوم لا.. وهذا لا يعني أننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيّة متفقون مع الأساليب الاحتجاجية التي تأتي في صور غير حضارية".