وفد قضائي وطني رفيع يزور جماعة الطاح بطرفاية تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضاراً للموقع التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني    مؤسسة طنجة الكبرى: معرض الطوابع البريدية يؤرخ لملحمة المسيرة الخضراء    هنا المغرب    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل الثنائيات الحضور.........الغياب محمد الكروي
نشر في بوابة قصر السوق يوم 21 - 10 - 2012


عبد القادر برطويس
شعر
سحر الدنيا
الطبعة الاولى2011
مطبعة بلفقيه الرشيدية

سحر الدنيا :باقة شعرية للشاعربرطويس عبد القادر وهي من القطاع المتوسط تؤثث الطبعة الأولى عينا تتطلع البعد.أسفلها فرس راكض والى الجوار شمعة تشع نورا ذهبي اللون ضمن إطار مقابلها صورة الشاعر على اليمين وجزء من قصيدة سحر الدنيا.
تتقاسم العيان تماس سحر اللونين الأصفر وسماوي وبينهما أزهار تفوق العشرين بخمسة تختلف من حيث الطول والبناء.
بعد القراءة فاح العطر روائح عدة :
التضرع إلى الله ويضم الباقة التالية :كتاب الله- همس-إلى الحبيب
-حشد عزيمة مواجهة الداء بحث عن مجهول-صبرا-رحلة مع الداء-وراء الضباب
تأمل الحياة :الإنسان –أناني-سحر الدنيا
طبيعة :دمية-سنبلة-قطرة ماء-عادية- العين الزرقاء
المرآة الجمال :-امرأة-احذروها-مقنعة- حلم
الوطن :بلادي-بطل-شكواي للحجر-بنت الأرض-لست جبانا
المجتمع :مراكب الموت
تقديم وإهداء
هذه لافتات كبرى تتضمن عناوين قصائد الديوان التي قد تكون هناك بعض الحيرة في إدراجها في هذه الخانة أو تلك نظرا لتداخل الموضوع والتشابه الذي يبدو على السطح غير أن الذوق –الهدوء- الشعور خندقها هناك او هناك وهذا أمر جزئي أولا وأخيرا حيث إن الأمر لا يتكرر كثيرا
تتصدر الباقة الأولى من الديوان :كتاب الله –القرآن
فرقأنك ربي أحلى سور
كلام الله للآدمي درر
خرت له الرواسي والمضر
فكيف للقمر أن لا يخشع يا بشر
ص 3
غناء تضرع جميل بسيط هادئ في متناول الدروب والأزقة كثيرا ما نسمع أصداءه غير انه إلى جانب هذا وذاك فإنه سهل ممتنع لا يتأتى لأي واحد ولهذا الغرض الغنائي جمع الشاعر هذه الألحان قلادة سهلة الحفظ رغم تعثر الراء فيها مرتين.
همس ارتآه الشاعر عموديا فيه يدع الجهر ليلجأ إلى همس اصدءا الروح فرحة كبرى تزيح الثقل عن الكاهل الضعيف تحت وطأة عوامل عدة
سحر اهاج كياني خبرت عنه ونؤاه
ص4
حتى يصيبها الضجر وهنا يتجلى البعد الفلسفي الجمالي التأملي لدى الشاعر عبد القادر
ثم هاج الناس وماجوا لله اتجهوا بدعاه
خفت الكلام مد وجزر صار همسا ثم انتشى هذا الهمس فتخطى الذات كلاما مدويا تلقفته كل الكائنات
غير أن هذا الهمس اللطيف يستحضر با لضرورة نقيضه الكلام الجهر وهي ثنائية تناوبية على أوتار الروح التي لا تكاد ترتاح
إلى الحبيب :نضم عمودي تقطر رسالة شفوية يتمنى الشاعر من زائر قبر الرسول(ص)ان يبلغ أشواقه وحبه مع رجاء الشفاعة
أيا مقيما بتلك الديار حلفتك با لرب الخالق الله
أن تبلغ سلامي للحبيب سلام عاشق رام مبغاه
عله أن يكن لي شفيعا يوم الحساب وملقاه
هذه رسالة اعتاد الأحبة الأباعد عبر الأيام أن يحملوها قاصد حج بيت الله الحرام وهي تترجم الأشواق الحارة إلى تلك الديار المقدسة وفي نفس الآن تترجم توزع المرء بين هنا وهناك فا لجسد زاوية بعيدة والروح جوار قبر المصطفى وهي ثنائية أخرى استطاع الشاعر اقتناصها استجابة لأحلام الروح إلى تلك الربوع الطاهرة التي ما حركت السواكن تلوينات كثيرة من شعر ونظم وأهازيج ومواويل تستجيب لها الدموع شفاءا وتطهيرا كترسيس با لمعنى اليوناني
في اللافتة الثانية حشد عزيمة مواجهة الداء المتكونة من بحث عن مجهول-صبرا –رحلة مع الداء- وراء الضباب-نستأنس با لبحث عن مجهول ولا شك أن البحث يقتضي الإرادة والحدة والمواجهة مع تحمل المشاق حتى يكون للإنسان شيئا مما أراده وطمح إليها لأساس الأول عدم الارتكان إلى الخمول والتواكل فا لمتعة الكبرى رحلة الحلم منعرجات الطريق دفء النفس عاشقة النسمات المجهولة الغائبة وراء الأفق
متنفس يتنفس في مسام
يجري مجرى يخنقه
سأتحداه سأتنفس
سأشق عباب الماء
ستمدني الحيتان بخياشيمها
ضد التيار سأسبح
دون غرور
دون ضمور
سأبحث عن ماء نمر
من خلاله سأتنفس
الملفت في هذا العمل نبض الحياة وعشقها وهو نبض تعترضه أشواك لا تنال من إرادة الشاعر الذي سيعمل على تخطيها وكسرها دون غرور أو حلم طوباوي أداته في ذلك الحرف البسيط الحمل في طياته حلم الإنسان الذي يراه*س* سأفعل سأكتب أغنية جميلة ترويها أفواه الصغار-الكبار- قبل الأوان إبان الأوان تنمره-س-واقعا مرتاحا انتصار الإنسان إرادة متفائلة بل ان جمالية هذه ا لسين تزداد وضوحا وبهاء وجدنا الأول يتعبد محراب السين هذه وسط المغاور والكهوف والبخور بأن شحذ عزيمة هو قوته أثناء رسم الأسد عدوه الذي يوجه له الضربات القاتلة وهو يقربه إلى نفسه ويديه يتجاوزه إلى مراده
جمال *س* هذه بعيدا عن الجمود اللغوي ذي التعريف المكرور بهاء حالم يعانق الآتي وذلك هو الشعر الذي يمدنا بطاقات لم تكن لدينا من قبل تماما كما هو حال الفلسطيني أمام الحواجز
إذ يستمد قوته من شعر محمود درويش
الشعر إذا لم يكن ليملأ صفر النفس ألوانا حالمة تعانق المجهول فلا فائدة منه بل انه ليس شعرا با لمعنى الذي يبلور الإنسان خطوات الطريق التي نسلك منحنياتها أغاني وأهازيج ومواويل غوص أدغال النفس نسمات لطيفة تشع أملا كيرا وهي بمثابة جناح ظليل يستحضر ذكريات مع المجاهدة في قطف التفاحة وهي في دلك تنظيف خمرتها معالم الطريق للأجيال المقبلة.
هكذا انبثق الشعر مند وجود الإنسان الأول الشعر بهذا المعنى صنو الروح ومرآتها التي ترى فيها خلجاتها ولواعجها, الشعر زاد الذات في هذه الرحلة الوجودية والى اليوم مازال الشعر ذلك الغذاء الجمالي الروحي في الطموح إلى الآفاق العريضة رغم ما عرفه هذا الأخير من منافسة قوية إلا انه في الصدارة وفي الاعماق مع تغذيته كل الفنون والصناعات.....ترى ماذا سيكون حال الإنسان ..الحياة دون شعر..,,,,, ??, ???في الباقة الثالثة ا—الإنسان –أناني- سحر الدنيا- هي لوحات ذات طابع تأملي بتنازعها الإقبال والإدبار, الصباح ربيع الحياة, شهد اللذة لا تقاوم الليل خريف العمر ذكريات بالية تتصارع داخل الإنسان الذي يتوهم انه الأقوى ولا شيء يستطيع الوقوف أمامه غير أن هذا الإنسان يكتشف الضعف والهوان يقضمان قواه شيئا فشيئا وفي غفلة من أمره الذي اطمأن إليه
في هذه اللوحة الإنسان تنجد شاعرنا يتوقف عند الزمن وفعل الزمن في الإنسان فا لزمن يضعف الإنسان عندما يمس الجوهرة الثمينة العين الزمن يتغطرس على الإنسان حينما يجبره* أبو الهول* على المشي صباحا على اثنين وظهرا على ثلاثة وفي المساء على أربع ثم تتلقفه الحفرة وتغطيه رمال النسيان.
بمرور الزمن لم يشعر بضعف بصره
يقضم حبل الأيام تحت قدميه
بل إقدامه الأربع
ربيع صيف شتاء خريف
لن يستيقظ بعده أبدا
فا لحفرة عميقة الغور
ص15
إيجازا يمكن القول مع أرسطو أن هذه اللوحة تترصد إيقاعات النفس الأنانية وخاصة مرحلة التأمل الثانية الخمسة حتى لا نقول الدقيقة الخامسة, على اعتبار أن حياة الإنسان الفرد كلها لا تمثل دقيقة واحد مقارنة مع عمل أمنا الأرض في هذه المرحلة العمرية-العقد الخامس- ينضج التأمل لدى الإنسان وفي حالة بلوغه الأعماق تسقط كل الجدران التي بناها حوله ليجد ذاته كباقي الكائنات الأخرى التي لاشك لها تواصلها الخاص ولغتها الخاصة إضافة إلى الفرح والحزن والخصب والمخلوقات فا لإنسان نبتة كباقي النباتات.
أما اللوحة الثانية ذات العنوان أناني فهي لقطة بنو رامية على محيط الشاعر ودواخل جوانحه التي تجنح للعزلة والوحدة
يختار الجبل للإقامة
يفض الوحدة للوسامة أنانية
ض16
وفي مكاشفة الذات وهذا لا يأتيه إلا الفنان ذو الإحساس المرهف الساعي دوما إلى الجديد والمقيم كذلك مقارنة مع الذات والآخر بغية صقل الموهبة وبغية تطهير النفس مما ألمها من تلوث فج
وبغية مرة أخرى الوقوف عند الأنا التي لا نتوقف عندها إلا نادرا جريا وراء السراب
أفكاره غائرة
دروبه حائرة
هذا الشعور الأنا هي ينتاب المرء كثيرا في حياته ليمر كغيمة صيف غير إن الشاعر توقف عند هذه الغمامة الصيفية معترضا سبيلها هدية للناس تمنحهم الأمتعة والهدوء والفوز بكل ما يحيطنا من جمال أخاذ سطره كلمة فاتنة
مقامه قبر الحب
وطنه نغم الأبيات ري الو رشات
ص17
في هذه اللوحة ذات الضمير الغائب يجول بنا عبد القادر ظلمات أعماق الإنسان التي لا تجد كيانها إلا ضمن عمل تقدمه للآخر, الذي يسعدها هي لأخرى بما يقدمه مهما كان ضعيفا وهزيلا
ان سحر الدنيا حركة لا تتوقف عن الدوران وهي حركة لا تؤدي لأي شيء فسحر الدنيا فاكهة نعشقها ثم لا تلبث أن نلفظها استجابة لجديد الحياة القصيرة المغرية الحاملة للسم- العسل ضمن أزهارها الذابلة البهية قبل قليل.
في هذا العمل يتجلى أيضا التأمل والسؤال الذي لا ينتظر جوابا يحبل بأسئلة جديدة
ربوة احتجاز وانفلات
من لا شيء رحلة
ثم صوب اللا شيء رحلة
ص18
فا المرء في رحلة مستعرة سواء على مستوى أزقة الواقع الذي يقطعه, أو على مستوى الوجود, حيث نأتي نرحل وهكذا يتجدد سحر الدنيا فما تكاد أسئلتي تخبو حتى يشتد بريقها عند الآخر حفاظا على سحر البهاء الساعي في اتجاه اللا شيءو انه مرة أخرى جدل ثناية الحضور والغياب زمنا تائها يدوس صخرنا البالي هامشا مظلما, ينبجس النور ثم يخبو وهكذا إلى ما لا نهاية.
أما اللافتة الرابعة فهي من نصيب الطبيعة التي خصها الشاعر بأزهار ستته كلها تفيض رقة وجمالا يرشحان ببساطة دافئة برهانا على ذوق الشاعر وإحساسه الكبير بكل موجودات لجوار –دمية- سنبلة- قطرة ماء- عادية- العين الزرقاء-
تلتقط ذائقة الشاعر سنبلة فيها من روحه الشاعرة متتبعا حركاتها وحبوها واحتضانها الأرض وتنفسها مع اختيار انبساط السهل من اجل الرأفة حوارها مع السحاب وما يتركه من ندى في الوجود, وحرصا على الحياة ثم تنس الغبار غذاء الحياة
فتحت مسامها
عانقت الريح
شقت صدر الأرض
تنفست الصعداء
اختارت بسطة السهل كي تستريح
بإيماءة للسماء تبسمت
غبار البسيطة عن قوامها رمت
ص 19
في احتضان السنبلة وتجاوبها مع محيطها وظف الشاعر جملا فعلية ماضية دلالة زمنية لا يراد منها الحدث ونهايته بقد ما يراد منها التكرار والتجدد والاستمرارية ,وهو وجه جمالي آخر من نفحات عبد القادر الأذن الموسيقية والأنامل العاشقة للضوء والرياحين والذبذبات الصوتية الحوارية التي تتيح الوجود والحياة لكل الجوار والكائنات وفي مقدمتها السنبلة-زهرة كل يومك قد نلتفت إليها لقمة جوع غير أن الشاعر بنظرته الفنية تجاوز العادة والمعتاد وهذا ما أضفى عليه لقب الشاعر.
المرأة- الجمال محطة خامسة, في إطار قراءتنا للديوان وهو ترتيب إجرائي لا غير ذلك أن ظلال الجمال تصادفنا غمزا ته عبيرا مانعا كل قصائد المجموعة الشعرية.وأول ما يسرق الأذن هذا الغناء الطروب الدفء الذي نحته الشاعر هدية متجددة تقليدا رائعا تحفظه الأجيال جيلا فجيلا نظرا لمكانة أم الإنسان عبر التاريخ والأحقاب
جندية الحياة الصامدة
اختزلت الجنة تحت قدميك
غزالة الصحراء الشاردة
بهية الطلعة الصبوح
حلزونية الطبع السموح
رويدا ارتقيت الضياء
ومضة سنا
قريبة بعيدة
مهما قلت وقيل فيك
تبقى بقية القصيد واردة
ص30
يغرف الشاعر من قاموس الحياة,ويسر أبدا من قاموس اللغة المحنط, كما انه استنجد با لبنية الذهنية الدينية التي ترعى جلال الم يضيف صفات الصبوح السموح الضياء....وكلها أكاليل الحب والخصب والجمال التي تتوج الأم مكانة لا يرقى إليها إلا الأم وما أدراك ما الأم سيمفونية الحياة
ل يفوت عبد القادر استحضار قضية المغاربة :فلسطيني –بطل- شكواي للحجر-بنت الأرض- لست جبانا- وهي دفق شعري با امتياز يحث على المبادرة ويستنهض الهمم بل وينادي حتى الأموات وشهيد الأطفال محمد الدرة دليل كبير على الظلم والغطرسة التي لحقت البراعم الصغرى في عالم يلوم الطفولة وحقوقها طفولة الأقوياء الذي نسوف يقودون العالم على نهج آبائهم, وليس طفلة المقهورين, فهؤلاء لا مجال لذكرهم هنا.
لست جبانا تفجر شعري نابع من أحاسيس الشاعر الذي طاله الظلم والهوان فا نفلب على الذات يلومها عن جبنها لست جبانا بناء معماري متين لوحة تشكيلية سلسة الدواخل ألوانها نبضة با لحياة, أغنية ملتزمة سهلة الترديد والحفظ لازمة تحز النفس وترهب العدو خطوات الإقبال فكل الأغلال بهاء الحرية والاستقلال
لو لم أكن جبانا
لاخترقت الطين
وأخرجت الميتين
ومن وراء هياكلهم
يرمقون ما وقع
في أبناء فلسطين
لو لم أكن جبانا
لحدوت حذو الدرة
وقتلت عل غرة
فأكون شهدا
ص39
الوطن بلادي وبلاد أجدادي عليه ترعرعت وهوائه استنشقت ومن مائه ارتويت رياحينه وسهوله وجباله وجود الجود بلادي بلسم الأفق تيه الزمان راحة الكينونة حياة وممات بلادي نغمة مكررة دون ملل
يا وطنا حبه أضنا فؤادي
لولاك ما كان لي صدى
ولا حسبت جدوى لوجودي
بلاد الأفذاذ إذا ما جد الجد
ص34
ينتبه الشاعر إلى نبض المجتمع وما يعرفه من تحول وأحلام ومشاكل وطموحات الشباب التي قد تدفع به إلى سباحة البحر ومواجهة الخطر لفض البحر
مراكب الموت خطت
في البحر خطا احمرا
شقه الولدان خبط
عشواء بغية الإبحار
غرهم الغرب إشهارا
دون سابق إنذار
شباب زهرة العمر راحوا طعما لأسماك ضواري
ص 42
وبعد , هذه قراءة لديوان الشاعر برطويس عبد القادر- سحر الدنيا- لذي عرج فيه فراشة على أزهار مختلفة حالمة ومشتكية ومنتظرة قطر الندى استمرار الحياة عادية سليمة فمن مناجاة كتاب الله إلى رفقته الداء إلى التأمل أنانية إلى بهاء الطبيعة الزاخرة حركة وألوانا متشابكة الى الجمال المرأة إلى المقومة استنهاض الهمم حرية فلسطين إلى حب الوطن وأحلام الشباب شق البحر سباحة جذوع أشجار يلفظها البحر كل هذه الرحلة الممتعة التي قضيناها مع نغمات عبد القادر لامسين الهدوء والسهل الذي يعز على غيره يمشي قاموسا لغويا مزدوج الرنة بين القديم والحديث قديم يتكلم القصيدة القديمة جرسا قويا وحديثا يسعى تبليغ مراده دون ضجيج.
وعموما تزهو الصورة وميض خاطفا يدا ناعمة تقول كل شيء بسمة واجمة مرحة بعيدا عن كل تعقيد أو تأويل قد تخبو معه الإشراقة ظمأ النفس هذه النفس التي يحاول الشاعر بين الفينة والأخرى أن يجعلها تتعمق الأعماق تناص التناص دون ثقل علما منه أن الشعر هو بهاء اللحظة والمحيط أو ما يصادفنا من ضياء أثناء عبور الشارع او فكرة او تأمل عيون المها ظلمة الليل وضوح الصباح .....وإذا كان الشعر هو هذه اللحظة اللون هنا فانه يستلزم إكسسوارات اللحظة لغة اللحظة أساسا من إيقاع وصورة وحلم ورمز وأسطورة ذات التوظيف انبلاج الأضواء أطياف الرؤيا كل هذا لا يعوز الشاعر عبد القادر الذي لاشك ان ثماره المقبلة ستزداد نضجا ولذة وتجربة الكلمة الهاربة دوما سعيا وراء فساتين قصيدة لا تنتهي .
محمد الكروي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.