طالب حقوقيون برفع العزلة عن مداشر لا تبعد عن مدينة طنجة إلا بحوالي 10 كيلومترات، مؤكدين على أن دواوير(بني واسن، ظهر حمران، مدشر البرج، عزيب بولعايش، وتافوغال) تعاني من التهميش في غياب العناية على مستوى البنيات التحتية. وفي تصريح لموقع “لكم” قال أحمد العمراني عضو المكتب المركزي ل”العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان”، أنهم نظموا مساء الخميس الماضي لقاء مع مجموعة من المواطنين المنتمين للدواوير المشار إليها، المنتمية “لجماعة ملوسة”، المدرجة إداريا ضمن “عمالة الفحص أنجرة”، ووقفوا على معاناة ساكنة المنطقة. وأشار العمراني الذي كان يقود وفدا من فرع العصبة الحقوقية بالفحص أنجرة، أن زيارتهم “لجماعة ملوسة”، تأتي في إطار الزيارات التي تقوم بها العصبة لعدد من المداشر والجماعات القروية، لرصد واقع المنطقة، خاصة وأن إقليم “الفحص أنجرة” يعاني بشكل عام من تهميش في غياب عناية على مستوى البنيات التحتية. مسالك في وضعية غير صالحة وأضاف العمراني، أن العصبة وقفت على طرق ومسالك في وضعية غير صالحة، مبرزا أنها تؤثر على دراسة التلاميذ خاصة في المرحلة الإعدادية والثانوية التأهيلية، مشيرا إلى صعوبة تنقل الساكنة نحو المدينة سواء للعمل أو لقضاء الأغراض، وأن الساكنة التي تقدر بحوالي 1500 نسمة، تطالب بفك العزلة عنها. واعتبر العمراني، أن من شأن فك العزلة عن الساكنة، أن تحسن من ظروف عيشهم، خاصة وأن من إيجابياتها ولوج النقل العمومي إلى هذه المنطقة، ومتابعة الدراسة لأبناء المنطقة في جميع مستوياتها، ثم إمكانية عمل شباب المداشر بالمناطق الصناعية لمدينة طنجة التي تعددت في السنوات الأخيرة، وعودتهم إلى الديار مساء خاصة وأن المنطقة لا تبعد عن مركز المدينة سوى بحوالي 10 كيلومترات. من جهة أخرى، قال العمراني إن الوفد عاين الظروف الاجتماعية والتي وصفها بالهشة جدا، داعيا السلطات إلى المزيد من العناية بهذه المناطق القريبة من المدينة، سواء بالنسبة للفلاحة أو الصناعة التقليدية من خلال التعاونيات، من أجل الرفع من دخل هذه الأسر الفقيرة والمعدمة. خطوات “العصبة” وعن الخطوات المنتظر أن تقدم عليها العصبة بعد الاستماع للساكنة، ومعاينة واقعهم، قال أحمد العمراني، أن العصبة ستراسل الجهات الرسمية المعنية، وبطلب لقاء المسؤولين، للتعرف إن كان للسلطات برنامج لتعبيد هذه الطرق وإصلاحها، ثم بعدها سنكون أمام خطوات احتجاجية من خلال وقفات أو خطوات نضالية أكثر ضغطا. وأبرز المتحدث، أن الساكنة في وضعية غضب شديد، لأنها على ما يبدو سنوات وهم في حالة انتظار، ولا مستمع لمطالبهم، مشيرا إلى أن الوقت حان للحسم والتدخل الفوري بالنسبة لجماعة ملوسة،والمجلس الإقليمي، وعمالة الفحص أنجرة، ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، ووزارة التجهيز، من أجل العناية بهذه المداشر التابعة، وكذلك بالنسبة لباقي الجماعات القروية التابعة للإقليم التي توجد في وضعية اجتماعية واقتصادية مزرية، وفي غياب تام لعناصر الحياة الاجتماعية التي تتوفر على أمن اجتماعي وكرامة إنسانية. توقف الأشغال بسبب مشكل مع المقاولة من جهته، أوضح محمد المسياح رئيس المجلس الإقليمي لعمالة الفحص أنجرة، في حديث مع موقع “لكم”، أن الأشغال بهذه المسالك توقفت بسبب بعض المشاكل مع المقاولة المكلفة، مشيرا إلى أن المشروع يعود لوزارة التجهيز، بتعاون مع المجلس الإقليمي وجماعة ملوسة. وأكد المتحدث لموقع “لكم”، أنه بعد تدخلهم أصبحت الصفقة جاهزة، والمقاولة بدأت بالاشتغال ب”جماعة اجوامعة”،”طريق عيدادة”،”مرج اللوة”، وبعدها ستبدأ الأشغال بمسلك “البرج”، “ظهر حمران”، ومسلك آخر ب”جماعة البحرراويين”، وكل هاته المشاريع في صفقة واحدة، يضيف المتحدث. أما بخصوص مسلك “عزيب بولعايش” المار من قرب “ديوانة البرج”، فهو مبرمج من طرف جهة الشمال، وهي صاحبة المشروع في إطار البرنامج. انطلاقة الأشغال بدوره قال محمد السوسي النعيمي، رئيس جماعة ملوسة، إنه لما ترأس الجماعة سنة 2015، قام بجرد عدد المسالك المتواجدة بالجماعة، حيث رجع إلى الاتفاقيات المبرمة مع الشركاء، اتضح أن لدى الجماعة اتفاقية تتعلق بإنجاز مشروع بناء طريق الرابط بين الطريق الوطنية رقم 2 والطريق الإقليمية 4613 التي تربط بين “جماعة البحراويين” وملوسة عبر دواوير، (بني واسن، ظهر حمران، مدشر البرج، عزيب بولعايش، وتافوغال). وأشار المتحدث، إلى أن ما أثار المجلس الجماعي الجديد، هو توقف هذا المشروع، مما جعله يستفسر عبر ملتمسات ومراسلات وجهت لمديرية التجهيز، ليتضح أنها قامت بصفقتين لكن الشركات المعنية تخلت عن الصفقة، مؤكدا إبرام الصفقة من جديد سنة 2019، وتمت المصادقة عليها، وأعطيت انطلاقة الأشغال بتاريخ 16 يناير 2020. أما في ما يتعلق بالمسلكين الرابطين بين الطريق الوطنية رقم 2 ومدشر “عزيب بولعايش”، و”مدرسة البرج”، كل على حدة، قال المسؤول الجماعي، بالنسبة للمسلك المتعلق ب”مدشر العزيب بولعايش” البالغ طوله حوالي 3 كيلومتر، قد تم اقتراحه على الجهة فتمت الموافقة عليه، وأنجزت دراسة في الموضوع، أما في ما يخص الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 2 و”مدرسة البرج” البالغ 1 كيلومتر و600 متر، فقد تدخلت جماعة ملوسة لإضافته إلى الدراسة التي تقوم بها جهة الشمال، فتمت الموافقة على المسلكين في ما يخص الدراسة، إلا أن الأمر متوقف على برمجتها من طرف الجهة. مجهودات لمواجهة الهدر المدرسي أما بشأن المجهودات التي تقوم بها الجماعة، للحيلولة دون وقوع الهدر المدرسي التي أشارت إليه الساكنة والعصبة الحقوقية، قال محمد السوسي، إن جماعته تبذل مجهودات جبارة على هذا المستوى مع مجموعة من الشركاء، ك”جمعية النقل المدرسي”، و”جمعية دار الطالب” و”دار الطالبة”، و”مديرية التربية الوطنية للتعليم”، مشيرا إلى أن جمعية النقل المدرسي تتكفل بنقل التلاميذ والتلميذات من المداشر المشار إليها، إلى المؤسسات التعليمية الإعدادية والتأهيلية، كما توفر دار الطالب والطالبة المبيت للراغبين، أما بخصوص مديرية التعليم فإنها توفر وجبة الغذاء لجميع التلاميذ أصحاب النقل المدرسي.