وجهت ساكنة بناية "كاساسكرينيا" التاريخية بمدينة أصيلة رسالة إلى الديوان الملكي، تلتمس فيها من الملك التدخل وإنصافهم بالتدخل لإيقاف هدم البناية بعد صدور قرار إخلائها عن طريق مقرر جماعي تمهيدا لهدمها. وتأتي هذه الرسالة بعد أسابيع قليلة من مراسلة سكان البناية لمحمد امهيدية والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، من أجل إيقاف تنفيذ أحكام اعتبروا "سندها استغلال نفوذ وتمويه للعدالة". وطالب الرسالة الموجهة إلى الملك، ويتوفر "لكم" على نسخة منها، بإرسال لجنة لتطلع على هذا الملف موضوع التظلم وتتخذ الإجراءات القانونية الازمة وانصافهم مما أسموه "الظلم الواضح وضوح الشمس"، بعدما فقدوا الأمل في جميع الجهات المسؤولة راجين أن تتحقق على أيدي الملك العدالة، وأن يعود تطبيق القانون لهذه المدينة. وفي التفاصيل، أوضحت الرسالة التي وقعها كريم الصبيحي نيابة عن باقي الساكنة البالغ عددها 23 أسرة، أن جماعة أصيلة التي يسيرها محمد بن عيسى لما يقارب الأربعين عاما، وقد حدثت في هذه الفترة تجاوزات كثيرة همت بالأساس مجال الأملاك العقارية العمومية، والخصوصية، دون أي تدخل من الجهات الوصية، آخرها والتي نقتصر عليها في هذه الرسالة موضوع عقار "كاساسكرينيا". وأشارت الرسالة، إلى أنه وفي دورة يونيو 2005 صادقت جماعة أصيلة على إدراج بناية "كاساسكرينيا" المملوكة أنذاك لعائلة اليملاحي الشاعر والتي تعود للحقبة الاستعمارية الإسبانية ضمن تراث المدينة العمراني حفاظا على ذاكرة المدينة، وفي هذه الفترة كانت تطلب الجماعة من المالك الحفاظ على جمالية وشكل البناية وتلزمه بذلك، وبعدما وقع خلاف بين العائلة المالكة انتهى الأمر ببيع هذه البناية في المزاد العلني بثمن بخس وقد رسا المزاد على شركة يملكها ابن رئيس الجماعة وهو محمد أمين بنعيسى كما أن مقرها يعود لمالكته اعويشة العيساوي أخت محمد بنعيسى رئيس الجماعة. وأضافت موضحة، أنه وبمجرد ما تحولت ملك البناية لابن رئيس الجماعة حتى بدأت القرارات تتغير بخصوص هذه البناية، أولها كان مراسلة من طرف رئاسة الجماعة لسكان "كاساسكرينيا" تأمرهم فيها بإفراغ البناية لأجل الهدم وإعادة البناء كما جاء في نص الرسالة، وهذا يعني قرار إدراج البناية ضمن التراث المعماري للمدينة قد ألغي، كما تم رفع دعوى قضائية من طرف المالك الجديد ضد السكان يطالب بالإفراغ من أجل الهدم وإعادة البناء انتهت بربحه للدعوى ضد المكترين، وقد توصلوا بقرار التنفيذ من المحكمة وهم في انتظار الطرد في أي وقت. وقال ممثل الساكنة، أن ابن الرئيس المالك الجديد للبناية أعد خبرة تثبت أن البناية آيلة للسقوط بعدما وقع من إهمال مقصود لها، مشيرا إلى أن الجماعة اعتمدت عليها في تبرير طلبها للسكان بالإفراغ علما أنها تتعارض مع خبرة أخرى أعدها المكترون تثبت أن البناية في حاجة للإصلاح فقط. وأكدت الوثيقة، أن رئيس الجماعة قد استخدم عددا من الإجراءات التي تدخل في باب الشطط في استخدام السلطة من أجل ابتزاز المالك الأول للبناية حتى يتمكن من شرائها عن طريق ابنه بثمن بخس، ثم استخدم نفس الشطط لابتزاز المكترين من أجل إفراغهم وعدد منهم استجابوا بسرعة خوفا من مكانته وسلطته ونفس الشطط استخدم عندما تم اصدار قرار بالإدراج ضمن المعمار التاريخي ثم إلغاء القرار. يشار إلى أن الرسالة الموجهة للديوان الملكي أرفقت بنسخة من إدراج عمارة "كاساسكرينيا" في الترتيب المعماري بمدينة أصيلة ضمن دورة يوليوز 2005 من طرف رئيس المجلس البلدي السيد محمد بن عيسى، ونسخة من قرار الهدم من أجل البناء الصادر من طرف رئيس المجلس البلدي بأصيلة سنة 2018، ثم نسخة من محضر الإفراغ لسنة 2018 و 2021 في حق ساكنة عمارة "كاساسكرينيا"، بالإضافة إلى شهادة ملكية عمارة "كاساسكرينيا" في اسم starcorp SARL التي تعود ملكيتها لإبن رئيس المجلس البلدي بأصيلة، ونسخة من التعريف لشركة starcorp SARL و مالكها، فضلا عن نسخة من تقرير الخبرة لصالح ساكنة العمارة التي تقر بالإصلاحات.