زيدان: السياحة المستدامة تشكل "فرصة واعدة" لبناء نموذج اقتصادي مغربي أكثر صلابة    مهنيو محطات الوقود يقاطعون اجتماع وزارة الانتقال الطاقي تعبيرا عن رفضهم لمشروع "الوسم" ويدعون إلى حوار "جدي"    إصابة نحو 50 إسرائيلياً في هجوم بطائرة بمسيّرة يمنيّة على إيلات    إطلاق اتفاقية متعددة الأطراف بالرباط لمكافحة المنشطات في المجال الرياضي    جلالة الملك يعطي انطلاقة مشاريع سككية مهيكلة ذات وقع كبير على التنقل داخل الحاضرة الكبرى للدار البيضاء    بالأمم المتحدة، المغرب يعلن استضافة الرباط لأول مؤتمر حول ضحايا الإرهاب في إفريقيا    قيوح يحشد لتمكين المغرب من مقعد دائم بمجلس المنظمة العالمية للطيران    المغرب يخطط لاستقطاب مليون سائح سنوياً من خلال " السياحة الخضراء"    زامبيا تجدد تأكيد دعمها لسيادة المغرب على صحرائه    بابوا غينيا الجديدة تجدد تأكيد دعمها لمغربية الصحراء، ولسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وللمخطط المغربي للحكم الذاتي    طنجة.. أزمة الصرف الصحي ومياه الأمطار تُهدد منطقة "أوف شور بلازا" ودعوات عاجلة لوالي الجهة للتدخل        إسبانيا ترسل سفينة لإنقاذ رعاياها بعد استهداف "أسطول الصمود" قبالة اليونان والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي يدينان الهجمات    شريط فيديو يستنفر أمن مراكش ويقود لتوقيف شخصين متورطين في حيازة أسلحة بيضاء    جيش إسبانيا يساعد أسطول الصمود            شيشاوة.. مصرع 5 أشخاص 4 منهم من أسرة واحدة اختناقا داخل "مطمورة" للصرف الصحي    الحسيمة تتصدر المدن الأغلى وطنيا في أسعار الاستهلاك    سوريا تكشف عن سجن سري جديد تحت الأرض في ريف حمص    مونديال أقل من 20 سنة.. وهبي: جئنا بطموحات كبيرة ونسعى للجاهزية الكاملة لمواجهة إسبانيا    عمر عزيمان يتوج بالجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم"    "لامورا..الحب في زمن الحرب" للمخرج الراحل محمد اسماعيل يدخل سباق القاعات السينمائية    وفد اقتصادي أمريكي يزور ميناء طنجة المتوسط لتعزيز التعاون مع المغرب    مدرب جيرونا يشيد بأداء أوناحي بعد تألقه أمام بلباو    "الشمعة" تدافع عن تصويت الجالية    TV5MONDE تحتفي بالفرنكوفونية المغربية في سهرة ثقافية خاصة    مهرجان "عيطة بلادي" يكشف تفاصيل نسخته الأولى في الدار البيضاء    الصراع مستمر بين المغرب وإسبانيا على استضافة نهائي مونديال 2030    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تطلق قسما إخباريا حول الذكاء الاصطناعي ضمن منصتها الرقمية    بزشكيان: إيران لا تريد أسلحة نووية    سناء العلوي… من تكريم وزان إلى لجنة تحكيم سلا    قراءة في مسرحية «عيشه ومش عيشه»: «الوجود الإنساني لا يفهم إلا في ضوء تناقضاته»    أخنوش: دينامية الدعم الثابت لمغربية الصحراء تفرض إنهاء هذا النزاع المفتعل    المغرب يجدد بنيويورك تأكيد دعمه لحل الدولتين بشأن القضية الفلسطينية    6 روايات عن العائلة إلى المرحلة النهائية من جائزة "بوكر"    مؤسسة الدوحة للأفلام تسلط الضوء على الأصوات الفلسطينية في مهرجان الدوحة السينمائي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    توقيف حركة السير بعدد من المحاور الرئيسية يوم 28 شتنبر الجاري بالدار البيضاء    سباق الفضاء الثاني .. الولايات المتحدة تتقدم نحو القمر    استئنافية طنجة تدين "البيدوفيل الألماني" وشريكه المغربي ب12 سنة سجنا نافذة    منظمة الصحة العالمية: لا علاقة مؤكدة بين الباراسيتامول والتوحد            نزيف الطرق متواصل.. 33 قتيلا و3058 جريحا في أسبوع واحد    دراسة: تلوث الهواء قد يضر ببصر الأطفال    سفيرة المغرب في فرنسا سميرة سيطايل بالكوفية الفلسطينية وفي بيت سفيرة فلسطين في باريس.. بعد اعتراف الرئيس الفرنسي بدولة فلسطين            الدفاع الجديدي يعلن رسميا استقبال الرجاء بملعب الزمامرة    دراسة: غثيان الحمل الشديد يرفع خطر الإصابة بأمراض نفسية            المشي المنتظم يقلل خطر الإصابة بآلام الظهر المزمنة (دراسة)    بوريطة: تخليد ذكرى 15 قرنا على ميلاد الرسول الأكرم في العالم الإسلامي له وقع خاص بالنسبة للمملكة المغربية        الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"    الرسالة الملكية في المولد النبوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدَّارِجة المغربِيَّة لهجة عربية.
نشر في لكم يوم 08 - 04 - 2013

- ليس من الغريب أن الشعب المغربي يعتبر لهجته عربية حينما يقارنها بباقي اللهجات العربية الأخرى، فهذه اللهجة كَنظيرتها المصرية أو الشَّامية أو الخليجية تُمثِّل المستوى المتدني للغة العربية كَما جاء في مقال الأستاذ موسى الشامي أما المستوى العالي فهو اللغة العربية الفُصحَى، وهذا يُعبِّر عنه المواطِن المغربي المثقَّف والغير المثقَّف حينما تخاطبه بلغة لا يفهمُها (كالفرنسية، الشّْلحَة، الريفية أو الزيانية ...) يَرُدُّ بِكل عفويَّة: {عَرّْب مْعَنَا}، أي بالفصحى: {عَرِّب مَعَنا}.
- إذا تأمَّلنا في هذا الرَّد "عَرّْب مْعَنَا"، من الناحيَّة اللغوية نجد أن كِلا اللفظين العربي الفصيح والدَّارج يكتبان بنفس العبارات لكن ينطقان بطريقتين مختلفتين حيث نلاحظ أن جل الحركات القصيرة التي تواجدت في اللفظ الفصيح قد اختفت (عُوِّضت بسكون) في اللفظ الدَّارِج.
- هُنَا تكمن صعوبة اللهجة المغربية واختلافاتها مع باقي اللهجات العربية الأخرى (سرعة التخاطب، تسكين الحروف، الإدغام والحذف)، أربعة لا خامس بعدها.
1/ اللِّسان العربي المغربي:
- أَتعجَّب كيف أن المُشوِّشين على اللغة العربية لهم اختِصاصات عَديدة حيث نقرأ مقالاتِهم عن الهوية، الأنثروبولوجيا، الأركيولوجيا، علم الوراثة، اللغة والبحث في اللهجات !
- الأكيد هو أنه لا اختِصَاص لَهُم، وهذا سيُبَيِّنُه الآتِي:
- "محمد بودهان" صاحب مقال {هل الدارجة المغربية لهجة عربية؟} لم يُفَرِّق في مقاله بين اللِّسان العربي المغربي واللهجة العربِيَّة المغربية. فاللِّسان المغربي يتَمثَّل في اللِّسان العْرُوبِي (البَدوي الهِلالي)، اللِّسان الأندلسي واللِّسان الحسَّانِي.
2/ لمحة تاريخية عن اللهجة المغربية:
- نحتاج لأن نُعطي لمحة تاريخية كَي تَتَّضِح الأمور.
جاء في مقال "محمد بودهان" على أن اللهجة المغربية يعتبرها المغاربة من أصول عربية وهي {اللغة التي حملها معهم أجدادهم "الفاتحون" من شبه الجزيرة العربية}، طبعا هذا من نسج خياله، فاللِّسان المغربي لا علاقة له بعرب الفتح بل بالقبائل العربية (على رأسها "بنو هلال") التي أدخِلت ظُلماً إلى المغرب وبالأندلُسِيِّيين الذين استقبلهم المَرِينيِّين.
- وفي هذا يقول "ابن خلدون":
{هؤلاء الاحياء بالمغرب لهذا العهد فيهم بطون من قرة والعاصم ومقدم والاثبج وجشم والخلط وغلب عليهم جميعا اسم جشم فعرفوا به وهم جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن وكان أصل دخولهم إلى المغرب ان الموحدين لما غلبوا على افريقية وأذعنت لهم هؤلاء القبائل من العرب كانت فتنة ابن غانية فاجلبوا فيها وانحرفوا عن الموحدين وراجعوا الطاعة لعهد المنصور فنقل جشم هؤلاء الذين غلب اسمهم على من معهم من الاحياء وأنزلهم تامسنا ونقل رياح وأنزلهم الهبط فنزل جشم بتامسنا البسيط الافيح ما بين سلا ومراكش أوسط بلاد المغرب الاقصى}.
3/ أصول اللهجة المغربية:
- كَثرة الهِلاليين جعل من لِسانهم يغلب على لِسان القبائل العربية الأخرى، فاللهجة الهلالية عمق ومخزن استراتيجي لكلام العرب، وهي لِسانُ غَالِبية عَرب شمال إفريقيا، وقد ذُكِرَت اللهجة الهِلالية المغربية (والتي تَتَمَثَّل في اللَّهجة العروبِيَّة) في أطروحة دكتوراه الأدب بجامعة القاهرة للذكتور "عبد المنعم" سنة 1969.
- انقسمت هذه اللهجة إلى قسمين:
1- لَهجة أهل المدينة (اللهجة الحضرية)، منطوقة داخل المدن التالية: الدار البيضاء، الرباط، سلا، المحمدية، القنيطرة، مكناس، وجدة، الجديدة، آسفي، مراكش، الصويرة، خريبكة، بني ملال.
2- لَهجة أهل البادية (اللهجة البدوية)، منطوقة داخل القبائل التالية (التي ترتكز بالمدن السَّابِق ذِكرها): الشاوية، ورديغة، دكالة عبدة، الغرب شراردة بني حسين، جهة الحوز و والجهة الشرقية.
- والجدير بالذكر أن اللهجة العروبية الحَضَرية ساهَمت في ظهور ما يُسمى بالعامِّية المغربية بحيث تأثَّرت هذه اللهجة بلسان النَّازحين إلى المُدن وامتزجت بها.
4/ الناطق بالدارجة المغربية والمتَعَلِّم للدارجة المغربية:
- يبدو أن صاحِب مقال {هل الدارجة المغربية لهجة عربية؟} ينحدر من منطقة حيث المتعلِّمين للَّهجة المغربية لا النَّاطِقِين بها (وللأسف هم أكثر من يسيؤون للَّهجة المغربية وينزعون منها جمالِيَّتها حينما يستعملونها).
- وعليه فَحِينما يعطينا صاحب المقال مثالا فعليه أن يُحدِّد هل هو من لهجة الناطقين بالدارجة المغربية أو لهجة متَعَلِّميها.
- فالنَّاطقين بها هُم العْروبية، جبالا، الصحراويِّين والفاسيِّين (الأقحاح لا النازحين)، الذين يحترمون لهجتهم ويحسنون استعمالها، أمَّا مُتَعَلِّميها فقد اضطُرُّوا لإستعمالِهَا لإسباب عديدة مِنها اقتصادية وغيرها ...
- وبعد مُرور الوَقت يُصبِحُ هذا المتعلِّم لِأحد اللهجات العربية المغربية مُسْتَعْمِلاً لها كلغة التواصل لا نَاطِقاً (فعلينا ألا نخلط الحابل بالنابل).
- وقد جاء في مقال "محمد بودهان" {الأمي يجيد التحدث بالدارجة المغربية رغم أنه يجهل العربية الفصحى جهلا تاما}، المرجو أن تُحَدِّدَ لنا هذا الأمي، فالعْروبي، الحسَّاني، الفاسي والجبلي يفهم وأحيانا يُثقِنُ اللغة العربية الفصحى ولهجات عربية أخرى رغم عدَم تَعلُّمِه لها، (وجَدَّتي العروبية مِثال شاهد على ما أقول).
5/ العامية من منظور لُغَوي:
- لِنَنتقِل الآن إلى العامية والتي هي موضوع بحثنا، لِنُعطي فيها بعض الدُّروس لِمُتَعَلِّميها (لا الناطقين بها فهم في غِنى عن ذلك):
1- لِنبدأ بقواعِد النَّفي:
يُعَدُّ حرف "الشين" أبرز حرف في العامِّية ويُستعمل بكثرة في النَّفي والإستفهام تماما كباقي "اللهجات العربية الأخرى" وخصوصا "اللهجة المصرية". يرجع ذلك إلى الإرث اللغوي الكبير الذي ورثته هذه الشعوب من دولة الأندلس والذي حمله الأندلسيون معهم بعد سقوط مملكة غرناطة ونزوحهم بأعداد كبيرة واستقرارهم في مدن شمال إفريقيا العامرة من "طنجة" غربا حتى "الإسكندرية" شرقا.}
- لكن السؤال هو: إلى ما يرمز حرف الشين "...ش" ؟
الجواب ببساطة هو: مختصر كلمة "شيئ".
والظاهر أن كلمة شيئ كانت تحضى في الماضي بتداول كبير في لغة التخاطب خاصة في الأندلس كما كانت لهذه الكلمة أيضا أهمية علمية حيث كان مختصرها "ش" يستخدم في الرياضيات والجبر. وما يستخدم حاليا في المعادلات مشتق من حرف "ش" مختصر "شيئ" الذي كان يتخده علماء الرياضيات المسلمون كمتغير مجهول حيث استعمل الأوروبيون حروفا يونانية كرموز رياضية أهمها رمز إكس الذي يدل على حرف "ش".
{X في العديد من اللغات اللآتينية كالإسبانة مثلا هو "تش".}
- يستخدم حرف الشين في صيغ النفي للتوكيد على النفي:
- أمثلة:
باللهجة المغربية: مَا فْهْمْتْش (مَا فْهْمْتْ+ش)
باللهجة المصرية: مَا فْهِمْتِش (مَا فْهِمْتِ+ش)
ترجمة حرفية بالفصحى: لم أفهم الشيئ
(لَم أفهم)
عبارة "مَا فْهْمْتْش" مُكَوَّنة مِن (مَا + فْهْمت + ش) ومعناها الحرفي "ما فهمت شيئا" و "شيئا" هنا تدل فقط على التوكيد وتعني (ما فهمت إطلاقا).
باللهجة المغربية: مَا عْنْدِيش الوَقت
باللهجة المصرية: مُشْ عِنْدي وَقت / وَءْت
ترجمة حرفية بالفصحى: ما عندي شيئ من الوقت (لِأقدمه لك ...)
(لَيس عندي وقت / ليس لديّ وقت)
عبارة "مَا عْنْدِيش" تعني حرفيا "ما عندي شيء" والشيء هنا هو الوقت.
- وضع "محمد بودهان" في مقاله بعض الأمثِلة من اللهجة المغربية وقام بمقارنتها مع ترجمتها إلى الفصحى (مع أنَّ تلك الترجمة أتى بها من نسج خياله)، لنأخد أحد الأمثلة:
أش مشى لك فيه ؟
"أش" جاءت كاختصار لِ: أَيّ شَيئ
وإذا قُمنا بترجمة حرفية تُصبِح: "أَيّ شَيئ مشى لك فيه ؟" أو "أَيّ شَيئ فَقَدت فيه ؟"
والتى تعني "مذا فقدت ؟"
أمَّا: {ما الذي يهمك من أمره ؟} فَتُقَال:
بالدارجة المغربية: "أَشْنُ كيهمك فيه" مُكوَّنة مِن {أَش + نُ} {كَ + يهمك} {فيه}.
بالدارجة المصرية: "إِيش بِيهِمَّك فيه" مُكوَّنة مِن {إِيش} {بِ + يهِمَّك} {فيه}.
بالدارجة اللُّبنَانِيَّة: "شُنُ بِيهِمَّك فيه" مُكوَّنة مِن {شُ + نُ} {بِ + يهِمَّك} {فيه}.
- لنُركِّز على كل كلمة:
1- أَشْنُ: تُقال أيضا "أشْنهُوَ" وهي مؤلفة من "أشْ + ن + هُو" وهي اختصار باللفظ العامِّي لِ: "أَيُّ شَيْءٍ هُو".
أمَّا النُّون في اللفظ الدارج فهي نُون الكَسر في الفصحى، و"أَشْنُ" هو تحريف لِ"أشْنهُوَ".
2- كيهمك: يُستخدم حَرف الكاف "مفتوحا" مع فعل المضارع لتأكيده ويعتبر نظيرا لحرف "الباء" في اللهجة المصرية،
وغيرها من اللهجات العربية الأخرى {"كَ+يْهَمَّك" في اللهجة المغربية و "بِ+يْهِمَّك" في اللهجة المصرية}.
- اعتبر صاحب مقال {هل الدارجة المغربية لهجة عربية ؟} مُفردات مِثل "دير، نوض، سقْصي ..." غير عربية، وهنا نحتاج لأن نُطلعه على أصولها بعد أن نطلب منه {الرجاء عدم التكلم فيما لا يعنيك}.
1- "دِير اشغالك" بالفصحى "أَدِر أشغالك" و دِير هنا من الإدارة، يستعملها المشارِقة في قولِهم "دِير بالك" وخصوصا العراقِيِّين منهم.
2- "نوض وتْمْشَّى شوية" باللهجة المصرية "قُوم وِتْمشَّى شوَيَّة" بالفصحى "انهض وتمشى قليلا".
في اللهجة المصري غالبا ما يُعَوَّض حرف الهاء بحرف الواو عند الحديث عن الغائب المذكر {كَمِثال: "دارُهُ = دَارُو"، "بَيْتُهُ = بِيتو"، "انهض = نوض" ...}
- سقْصي: مِن الإستقصاء والتي تعني أحيانا {تَفاصيلِ الْمَوْضوعِ كُلِّهَا} وأحيانا {بَلَغَ الغاية في الإستكشف البَحْث عَنْ مسألة ما} في المعجم العربي.
6/ اللهجة المغربية و وضعها في ميزان الإعراب:
1- الصيغة الأولى من المضاف والمضاف إليه في اللهجة المغربية:
- مراة الرَّجل
(امرأة / زوجة الرجل)
- مُول الشركة
(مَوْلَى الشركة / صاحب الشركة)
- حتى في الكلمات الدَّخيلة المعرَّبة يتم استعمالها احتراما لقواعد اللغة العربية، فالمغربي يفكر بالعربية ويتكلم بها ويلعب ويتلاعب بكلامها وإن ظهرت آلة جديدة أو غيرها وضع لها إسم عربي، نأخد على سبيل المثال:
باب الطوموبيل
(باب السيارة)
/ الصيغة الثانية من المضاف والمضاف إليه في اللهجة المغربية (تتميَّر بها جميع اللهجات العربية):
الباب مْتَاع / تَاع القصر.
باللهجة المصرية: الباب بِتَاع القصر.
ترجمة حرفية للفصحى: الباب مِتَاع القصر.
إذا ما وضعنا الصيغة الثانية للمضاف في ميزان التشابه بين القاعدة العربية واللهجات سنجد النتيجة التالية:
- المرا تاع الراجل
باللهجة المصرية: المرأة بتاعة الراجل
ترجمة حرفية للفصحى: المرأة صاحبة الرجل
- ولو أخذنا من الفصحى الجملة التالية:
الرجل صاحب الأنف الطويل
ثم نقلبها دارجة:
الرجل مول النيف الطويل
- بحيث تَمَّ الحِفاظ على نفس مواضِع الكلمات.
- لو وضعنا الجملتين في ميزان الإعراب، سنجد أن:
الرجل - الراجل: مبتدأ
صاحب - مول: مضاف
الأنف - النيف: مضاف إليه
الطويل - الطويل: النعت
- صيغة المضاف الأكثر شيوعا في اللهجات العربية (مِثل: ديال "هذا لي = ذا لي = ذيالي"، بتاع، متاع) هي عادة لغوية قديمة عرفت بها اللهجات البدوية في شبه الجزيرة العربية وانتقلت بنفس الأسلوب إلى المغرب العربي، وبالتالي نجد تشابه كبير فيما يخض مواقع الكلماث بين اللهجات الخليجية والمغربية على النحو التاي: {الدَّار حقتي، الدَّار ديالتي}.
- يقال في اللهجة العراقية: "البيت مَالي" تماما كاللهجة المغربية ""البيت مْتَاعِي".
2- تقييم مدى التشابه بين اللهجة المغربية واللهجات العربية الأخرى في إطار القاعدة العامة للغة العربية بشِقَّيها المعياري والدارجي:
2-1/ المفعول به:
مْسَحت الزاج
(مَسَحت الزجاج)
2-2/ الفاعل:
أنا اشريت
(أنا اشتريت)
هو هْدَر
(هو هَدَر / دردش)
الطْبِيب وصل
(الطَّبيب وَصل / وَصل الطبيب)
2-3/ ضرف المكان والزمان:
تخبيت تحت الطابلة
(اختبأت تحت الطولة)
جِيت بْعد العصر
(جِئت بعد العصر)
2-4/ المبتدأ والخبر:
اللعابة مْجْهْدين
(الاعبون مجتهدون / الاعبون محترفون)
2-5/ النعت:
نجد اللهجة المغربية تحترم قواعد اللغة العربية وما يتغير هو طبيعة الكلمات
انعت عموما يصاغ بشكل عشوائي في اللهجات العربية والمغربية ليست استثناء، ومن هذه الأوزان: فعول، فعيل، مفعلل، فعال، فعلان، فاعول، فعلال.
2-6/ الجمع:
اللهجة المغربية تحترم قاعدة الجمع إلا فيما يتعلق بصياغة الجماد (مقارنة مع لهجات عربية أخرى):
الطُّرقان مسدودة
(الطرُق مُغلَقَة)
2-7/ الصرف والتحويل:
- بالنسبة للصرف والتحويل فإن اللهجات العربية القديمة لم تكن كلها خاضعة إلى قاعدة الصرف التي كانت تتبع اللهجة القرشية آنذاك والتي عرفت فيما بعد بالفصحى، فلهجات الشمال مثلا لم تكن خاضعة لقاعدة المثنى والجمع المؤنَّث وبالتالي فإن طريقة تصريف الأفعال في بعض اللهجات العربية تبقى أصيلة وهي تعود للطبيعة التي كانت عليها تلك اللهجات عند متكلميها قبل ظهور الإسلام.
- إليكم نمودج من الصرف المغربي والمصري:
في الماضي: أنا تكلمت
في المضارع: أنا كنتكلم {باللهجة المصرية: أنا بتكلم}.
في المستقبل: أنا غَنتكلم {باللهجة المصرية: أنا حتكلم}.
في ما يخص الماضي في اللهجة المغربية فهو يخضع للقاعدة العربية العامة، ويَكْمُن الإختلاف في:
- المضارع: فالألف أو التاء يعوَّضهما الكاف في اللهجة المغربية والباء في اللهجة المصرية {"أنت تأكل = انت كتَّاكل = إِنتَ بِتأكل}.
أصل الكاف في اللهجة المغربية هو (كان) التي كانت تُستعمل كفعل مساعد في الحاضر عند أهل البدو، أما الباء المصري فأصله (بَات).
- المستقبل: سوف أو السِّين يعوَّضهما الغين أو غادي (مِن غَدى يغدو) والحاء في اللهجة المصرية {"أنت ستأكل" = انت غَتَاكل = إِنت حتاكل).
7/ اللهجة الهلالية المشرقية ونظيرتها المغربية (العْرُوبِيَّة).
لِنرى مدى تشابه لهجة قبائل "بنو هلال في المشرق العربي" اليوم بلهجة العْرُوبِيَّة:
- الهلالية المشرقية: تكرفس = تدحرج.
- العْرُوبِيَّة: تكرفس = تستعمل بنفس المعنى وأحيانا تعني (تَمَّ إرهاقه).
- الهلالية المشرقية: اقديت = احسنت = فعلت الصواب.
- العْرُوبِيَّة: في اللهجة العروبية المغربية نقول "اقديتي الغرض" بمعنى أنجزت الغرض المطلوب منك.
- الهلالية المشرقية: صاح الله عليك = نوع من المعايره، هنا جاءت كتعبير مجازي، وفي اللهجة العروبية المغربية نقول "تبارك الله عليك".
- الهلالية المشرقية: كراعيني = سيقاني.
- العْرُوبِيَّة: يُقال "كرعينك" بمعنى "ساقَيك".
- الهلالية المشرقية: مقحط = ضايق.
- العْرُوبِيَّة: يُقال "مكحط".
- الهلالية المشرقية: انطم = اسكت.
- العْرُوبِيَّة: يُقال "اضرب الطم" بمعنى اسكت.
- الهلالية المشرقية: باح = خلص.
- العْرُوبِيَّة: يُقال "بَحّْ" بمعنى "لا شيئ"
- الهلالية المشرقية: قبس = نار، في اللهجة العروبية المغربية نادر ما تستعمل للدعوة على شخص ما "الله يقبسك".
8/ عبارات الإستِفهام في الهِلالِيَّتَين (المَشرِقِيَّة والعْرُوبِيَّة):
- الهلالية المشرقية: بحال أي شيئ ؟
- العْرُوبِيَّة: بحالاش ؟
- الهلالية المشرقية: في حال أي شيئ ؟
- العْرُوبِيَّة: فحالاش ؟
- الهلالية المشرقية: في أي شيء ؟
- العْرُوبِيَّة: فَاش ؟
9/ المُقَارَنات العَشوائية:
- بَعِيدا عن الموضوعِيَّة والأمانة العِلميَّة قام صاحِب مقال {هل الدارجة المغربية لهجة عربية؟} بمُقَارنات عشوائية بين كلام الشارع (صَنيعة مُتَعَلِّمي اللهجة المغربية) واللغة العربية، ضارِبا عرض الحائط بِالتَّصنيف اللغوي لِلَّهجات الذي يختلِف بين لهجات البدو ولهجات أهل القرى والمدن وثم بين لهجات أهل الحضر في المشرق ولهجات أهل الحضر في المغرب.
- وأخيرا هل مَعْيَرة اللهجة العروبية، الفاسية، الجبلية، الحسانية وغيرها ستَأتي بِجديد ؟
هذا سيجعل مِنَّا نَصنع لُغة عربية مغربيَّة شبِيهة بِلُغة أسْمَى منها على جميع المستويات، كذلك لو تَمَّت مَعْيَرة لهجة مارسيليا الفرنسية أو اللهجة الآفروأمريكية أو الآتينوأمريكية.
- فأوباما عندما يخاطب شعبه لا يقول لهم:
{... wrap ma pipou, love ya, don't cha wanna ...}
- وفرانسوا هولاند لا يقول:
{je vais me casser / tirer}
التي تعني حرفيا "سأكْسِرُ نفْسِي"، لكن المقصود بها "أنَا ذَاهِب".
{vous m'avez eu}
التي تعني حرفيا "لقد أخدتموني"، لكن المقصود بها "لقد اكتشفتم سِرِّي" ونفس العبارة تعني أيضا "هل فَهِمتم قَصْدي ؟".
10/ خُلاصة القَول:
- اللغة العربية في عُقر دارها ولازالت صامِدة بعد ما يقارب قرن مِن الفَرْنَسَة، ذلك لأنها مُتَجدِّرة في قبائل المغرب ومتأصِّلة في شعبه، وعلى كل حال تبقى الدارجة المغربية لهجة مُشتَقَّة من العربية، ثماما مِثل اللُّغة الأمازيغية المشتقَّة من اللَّهجة السُّوسية أو الشّلحة، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.