يستعد مربو ومربيات التعليم الأولي لخوض وقفة احتجاجية وطنية أمام وزارة التربية الوطنية يوم 31 ماي الجاري، احتجاجا على التهميش والإقصاء، وعدم الاستجابة لمطالبهم وعلى رأسها الإدماج وحفظ الكرامة، وهو الموضوع الذي عاد ليطرق باب الوزير محمد سعد برادة من خلال سؤال كتابي جديد وجهه له خالد السطي المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. ويندد مربو التعليم الأولي باستمرار تجاهل ملفهم المطلبي، واستمرار رفض إدماجهم بالتعليم المدرسي، مع استنكار التضييق على الحريات النقابية.
وأكدت العصبة الوطنية لأساتذة وأستاذات التعليم الأولي توالي مسلسل التماطل والتهميش للملف المطلبي لهذه الفئة التي تصر الوزارة على تسميتها بالمربيات والمربين، في تجاهل تام لها وإقصائها من النظام الأساسي، وهو ما يشكل تضاربا صارخا مع مواد القانون الإطار وتوجيهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين بخصوص هندسة التعليم الابتدائي الذي يضم تعليما أوليا. وشجبت العصبة سياسات التضييق على الحقوق النقابية من حالات التعسف والطرد الممنهج، واستمرار سوء تدبير ملفات الحركة والترقي المهني والإغراق بمهام متناسلة وغير أصيلة، ما يذكي تنامي الاحتقان في صفوف أساتذة وأستاذات التعليم الأولي، خاصة مع غياب رؤية تحمل حلولا عادلة ومنصفة من طرف الوزارة. وارتباطا بالموضوع، وتزامنا مع دعوة المربين ونقاباتهم للاحتجاج، وجه البرلماني خالد السطي سؤالا كتابيا لوزير التربية الوطنية يدعو من خلاله إلى تحسين وضعية مربيات ومربي التعليم الأولي وإدماجهم. وخاطب السطي الوزير "رغم ما ترددونه من شعارات حول أهمية التعليم الأولي باعتباره حجر الزاوية في بناء منظومة تعليمية عادلة وناجعة.. إلا أن الواقع الذي يعيشه آلاف العاملين في هذا المستوى التربوي ينذر بالقلق، ويكشف عن هشاشة صارخة وظروف اشتغال لا تليق لا بالمربي ولا بالطفل المغربي". وأضاف السؤال "كيف يعقل أن يستمر مربو ومربيات التعليم الأولي في العمل بأجور هزيلة لا تتجاوز في كثير من الحالات 3000 درهم، وبدون تغطية اجتماعية حقيقية، ولا استقرار مهني ولا اعتراف قانوني بوضعهم داخل المنظومة التربوية. إننا أمام فئة تربي وتكون أجيال المغرب، لكنها تعيش على الهامش، وتحرم من أبسط شروط الكرامة المهنية والاجتماعية". وساءل السطي الوزير "كيف تؤسس لجيل متعلم وفاعل في المستقبل، إذا كان من يكلف بمرافقته في سنواته الأولى يعامل كفاعل عرضي، خارج أي تصور استراتيجي منصف؟ ومتى ستعلن وزارتكم عن إدماج حقيقي ومنصف المربيات ومربي التعليم الأولي ضمن المنظومة التربوية الوطنية؟". ودعا السطي إلى توضيح مصير الآلاف من العاملين في هذا القطاع في ظل غياب أي مسار مهني واضح، وفي ظل تملص الوزارة من مسؤولياتها الاجتماعية والقانونية تجاههم، وتساءل "لماذا لا يتم اعتماد نظام أساسي خاص بهم، يضمن الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، إسوة بباقي مكونات هيئة التدريس؟".