حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إسرائيل من الإقدام على أي هجوم جديد أو محاولة ضم للأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات "لن تعرقل الزخم الدولي نحو الاعتراف بدولة فلسطين". وفي الأثناء، أفادت مصادر طبية في القطاع باستشهاد 86 فلسطينياً منذ فجر اليوم جراء غارات إسرائيلية مكثفة على منازل وأحياء ومخيمات نزوح في غزة. وقال ماكرون في تصريح على منصة "إكس" إن "أي هجوم أو محاولة ضم أو تهجير للسكان لن يوقف المسار الذي بدأناه مع ولي العهد السعودي وانضم إليه شركاء آخرون"، في إشارة إلى تحركات دبلوماسية لإعادة إطلاق ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وانتقد الرئيس الفرنسي قرار الولاياتالمتحدة منع مسؤولين فلسطينيين، بينهم الرئيس محمود عباس، من حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفاً القرار بأنه "غير مقبول"، داعياً واشنطن إلى التراجع عنه وضمان التمثيل الفلسطيني "بما يتماشى مع اتفاقية البلد المضيف".
وفي غزة، تواصلت الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط وجنوب القطاع، ما خلف سلسلة مجازر جديدة. ففي حي الدرج بمدينة غزة، قُتل 11 شخصاً من عائلتي الهور والعف بينهم أطفال ونساء تحت أنقاض منزل مدمر، فيما ارتفع عدد ضحايا قصف بناية في حي تل الهوى إلى 14 معظمهم من عائلتي طليب وفورة. واستهدفت طائرات مسيّرة ومدفعية إسرائيلية خيام نازحين ومناطق انتظار مساعدات، ما أدى إلى سقوط قتلى في بيت لاهيا وخان يونس، بينهم سبعة أطفال كانوا يصطفون للحصول على مياه. كما استشهد المصور الصحافي رسمي جهاد سالم خلال غارة في حي الشيخ رضوان. وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت حتى الآن عن مقتل 63,633 فلسطينياً وإصابة أكثر من 160,900 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 9 آلاف في عداد المفقودين. كما أودت المجاعة الناجمة عن الحصار بحياة 361 فلسطينياً، بينهم 130 طفلاً. تصريحات ماكرون جاءت في وقت تتعرض فيه باريسوواشنطن لضغوط متزايدة من شركائها العرب والأوروبيين، وسط تحذيرات من أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لن يؤدي فقط إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، بل سيضعف فرص أي تسوية سياسية مقبلة.