وجّه النقيب عبد الرحيم الجامعي، أحد أبرز المحامين المدافعين عن معتقلي حراك الريف والمدافع عن حقوق الإنسان في المغرب منذ سبعينيات القرن الماضي، رسالة تعزية مفتوحة إلى المعتقل السياسي ناصر الزفزافي، عقب وفاة والده أحمد الزفزافي قبل يومين وتشييعه في موكب جنائزي أمس حضره ابنه بعد إفراج استثنائي. وقال الجامعي في رسالته التي حملت عنوان "ناصر، إليك العزاء" إن الراحل أحمد الزفزافي "تحمّل ضغط ظلم قرارات قضائية غير عادلة بصبر وأمل"، مضيفًا أن والده ظلّ رافعًا صوته ومتنقلًا عبر البلاد مطالبًا بإطلاق سراح ابنه ومناصرًا لقضيته.
الجامعي اعتبر أن العدالة التي عرفتها محاكمة نشطاء الحراك "كانت عدالة مريضة وفاشلة"، مشيرًا إلى أن ما وصفه ب"اللاعدل يقتل" وأن محاكمة الحراك "لم تكن عادلة"، مستشهدًا في ذلك برأي صادر عن اللجنة الأممية الثالثة. كما انتقد أحكام القضاء التي قضت بسجن ناصر الزفزافي عشرين عامًا، معتبرا أنها "ألحقت أذى مباشرًا بالمتهم وضحايا غير مرئيين من أسرته وعلى رأسهم والده الراحل". وخاطب الجامعي ناصر الزفزافي قائلاً إن فقدان والده يشكل امتحانًا جديدًا للصبر والجلد، داعيًا إياه إلى التمسك بالأمل في العودة القريبة إلى أحضان أسرته ووالدته. رسالة الجامعي جاءت في سياق الجدل المتجدد حول ظروف محاكمة نشطاء حراك الريف، حيث اعتبر كثير من المدافعين عن حقوق الإنسان أنها اتسمت بغياب شروط المحاكمة العادلة، فيما أثار حضور ناصر الزفزافي جنازة والده بعد الإفراج الاستثنائي عنه إشارات سياسية لافتة.