توفي طفلان فلسطينيان، الجمعة، متأثرين بالبرد القارس في أماكن نزوحهما بمناطق مختلفة من مدينة غزة، وفق ما أفاد به مصدر طبي، مشيراً إلى أنهما وصلا إلى مستشفى الشفاء جثتين هامدتين. ويتعرض قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي، لتداعيات منخفض جوي قطبي شديد البرودة يُعرف باسم "بيرون"، ما فاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للنازحين، في ظل نقص حاد في وسائل التدفئة والمأوى، وبعد عامين من الحرب المدمرة.
وأوضح المصدر الطبي أن الطفلة هديل حمدان (9 سنوات) فارقت الحياة نتيجة البرد القارس وسوء الأحوال الجوية، بعد أن كانت تقيم مع أسرتها في مدرسة تحولت إلى مركز لإيواء النازحين، وسط ظروف قاسية وانعدام لمستلزمات التدفئة. وأضاف المصدر ذاته أن الرضيع تيم الخواجا توفي أيضاً بفعل البرد الشديد، بينما كان يقيم مع عائلته في بقايا منزلهم المتضرر من قصف إسرائيلي سابق، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وبهاتين الحالتين، يرتفع عدد وفيات الأطفال نتيجة البرد في قطاع غزة منذ بدء المنخفض الجوي الأربعاء إلى ثلاث حالات. وكان مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، قد أكد تسجيل وفاة طفلة واحدة خلال اليومين الماضيين بسبب تداعيات البرد القارس. وفي وقت سابق، توفيت الطفلة الرضيعة رهف أبو جزر، الخميس، في مدينة خان يونس جنوب القطاع، جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار. كما أفادت مصادر فلسطينية بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدها قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أسفرت عن وفاة 11 شخصاً وإصابة آخرين، نتيجة الغرق وانهيار مبانٍ وخيام للنازحين في مناطق عدة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم إثر انهيار منزل يؤوي نازحين في منطقة بئر النعجة ببيت لاهيا شمال القطاع، فيما توفي شخصان بعد سقوط حائط على خيام نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة. وأضافت الوكالة أن طفلة توفيت بسبب البرد في مدينة غزة، ورضيعاً في مخيم الشاطئ، إلى جانب وفاة شخص آخر، الخميس، جراء انهيار جدار في المخيم ذاته. كما أصيب طفلان إثر سقوط خيمتهما في مخيم أبو جبل بمنطقة العمادي، بينما تسبب البرد القارس في وفاة رضيعة داخل خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس. وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول في غرق مخيمات كاملة للنازحين في مناطق المواصي بخان يونس، ودير البلح، والنصيرات، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار الأحوال الجوية القاسية.